مع اقتراب انطلاق الموسم الجديد للدوري المصري، لا شيء يعلو داخل الشارع المصري الرياضي على الحديث عن نادي تركي آل الشيخ الجديد وأمواله التي يغدقها في عروض شراء لاعبي ناديي الأهلي والزمالك.
فالرجل الذي تحوّل من الرئيس الشرفي لأكبر نادٍ مصري، النادي الأهلي، إلى صاحب نادي "الأهرام" أو "بيراميدز" –الأسيوطي سابقاً- والذي تم إعلان تفاصيل مجلس إدارته في مؤتمر صحفي في 28 يونيو/حزيران الماضي، لا يزال يثير الكثير من الجدل بين الجمهور المصري.
ورغم حالة الجدل والحديث عن دخول المال السعودي في الرياضة المصرية، فإن شريف الصيرفي، المتحدث الإعلامي لـ"اتحاد مشجعي نادي الأهرام" كان له رأي آخر، فهو يرى أن النادي الجديد بأموال تركي آل الشيخ سيحدث "تحريكاً في المياه الراكدة داخل الكرة المصرية"، بعد أن أصبحت المنافسة شبه منعدمة في ظل فوز النادي الأهلي بأغلب المباريات، وحصد معظم البطولات، على حد تعبيره.
الصيرفي الذي تعرض لهجوم حاد واتهامات بالحصول على ملايين الجنيهات من آل الشيخ، نفى ذلك في حديثه لـ"عربي بوست"، مؤكداً أن ما دفعه لذلك هو إيمانه بالفكرة ومدى الفائدة التي تعود على الكرة المصرية من استثمارات آل الشيخ فيها.
مودرن ألتراس
الصيرفي الذي ظل لسنوات ضمن رابطة "ألتراس أهلاوي" بمدينة المحلة التابعة لمحافظة الغربية، قال لـ"عربي بوست" إن مشجعي نادي الأهرام سيكونون مختلفين، فهم "ليسوا ألتراس، ولكن تكتل يشبههم في التشجيع مع اختلاف الطريقة"، على حد وصفه.
وأضاف: "نحن قادمون من أجل القضاء على الألتراس من عقول الشباب، وليس كيانات فقط جرى حلّها"، موضحاً أن قيادات الألتراس "تدعو للتشجيع بعنصرية وتعصّب، وأقحمت السياسة في التشجيع"، وهو ما أدى بهم لاحقاً لإعلان حل ألتراس ناديي الأهلي والزمالك، كما أنهم استخدموا الشماريخ في الملاعب، وهو ما أضرّ بالمال العام والاستادات، ووجّهوا السباب لكل لاعب لا تعجبهم طريقة لعبه، على حد قوله.
ولذلك فإن "مودرن ألتراس" أو اتحاد مشجعي نادي الأهرام، سيتجنب تلك الأمور من أجل عودة الجماهير للملاعب بشكل لائق، كما أوضح الصيرفي قائلاً إن عددهم وصل إلى 300 شخص في الاتحاد، متوقعاً أن يصل العدد إلى 1000 مشجع وهو "أعلى رقم في أي رابطة من مشجعين حقيقيين"، على حد قوله.
واستبعد أن يتم حلّ اتحاد مشجعي نادي الأهرام أو وقوعه تحت طائلة القانون، بعد قانون تجريم الروابط الرياضية، قائلاً إن التزامهم بالتشجيع السلمي وتوقف مسلسل الدم سيضمن لهم عدم الوقوع تحت طائلة القانون.
سر الحماس
الصيرفي يرى أن أموال تركي آل الشيخ ستوسع الاستثمار في الرياضة المصرية، فهو لا يراها تدخلاً كما يروّج البعض، واستشهد في حديثه مع "عربي بوست" ببيع نادي باريس سان جيرمان، متسائلاً: "لماذا لم يقل أحد إن ذلك كفيل؟".
واستنكر المتحدث باسم اتحاد مشجعي نادي الأهرام الأزمة بين محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي المصري، وتركي آل الشيخ، قائلاً إن "آل الشيخ دفع للنادي مبلغاً يتجاوز الربع مليار جنيه في عدة أشهر، كما أعلن آل الشيخ ولم ينكر الأهلي، فكيف لنادٍ أن يخسر رجلاً دفع كل تلك الأموال دون أي مصلحة".
شهرية التشجيع
شريف قال إنه بعد نشر تركي آل الشيخ فيديو له وهو يدافع عن فكرة شرائه لنادي الأسيوطي سابقاً الأهرام حالياً، بعدها بدأت تطارده الشائعات عن حصوله على ملايين من تركي آل الشيخ مقابل دعمه له.
وأضاف الصيرفي أنه يتلقى يومياً ما لا يقل عن 70 اتصالاً لأشخاص يطلبون الانضمام لتشجيع نادي الأهرام مقابل الحصول على مبلغ من المال شهرياً.
وقال إن هناك بعض الشائعات عن حصول المشجع على 5000 جنيه شهرياً، وهو ما أكد عدم صحته، مطالباً من لديه دليل بأي شيء أن يخرجه، وأكد عدم حدوث أي لقاء مباشر بينه وبين آل الشيخ حتى الآن.
https://www.facebook.com/Elsirfy/videos/2211730329045883/
"اصنع التاريخ"
وطالب الصيرفي تركي آل الشيخ بالتوقف عن إغداق الأموال على الأهلى والزمالك، وقال له: "لا تكن جزءاً من تاريخ النادي الأهلي اصنع لنفسك تاريخاً بنادي الأهرام"، واعتبر في حديثه مع "عربي بوست" أن الأموال التي يغدقها آل الشيخ على ناديي الأهلي والزمالك "أولى بها نادي الأهرام"، مطالباً بعدم الالتفات إلى طلبات الدعم من تلك الأندية.
شعبية النادي
وتوقع الصيرفي أن يكون لنادي الأهرام جمهور بمجرد أن يروا لعب النادي ويبدأوا في معرفة أسماء اللاعبين، ورؤية "تكتيك اللعب البرازيلي" من خلال جهازه الفني، مؤكداً أنه طلب من أحد مسؤولى النادي أن يأتي له بتذاكر سواءً لحضور تدريبات الفريق أو المباريات، مؤكداً أنه سيأتي بمشجعين بعدد التذاكر التي سيحصل عليها.
ونفى أن يقوم بعملية جمع للمشجعين عبر الأموال، قائلاً: "لا يوجد نادٍ يشتري المشجعين بالمال".
وطالب الصيرفي مهاجمي النادي بالرد عليه بكلام منطقي بعيداً عن عبارات مثل "دمه تقيل، لا أحبه"، مستنكراً اتهامات إضراره بالرياضة المصرية، وقال: "هل الرياضة في مصر ضعيفة للدرجة التي تجعل شراء تركي آل الشيخ لنادٍ يضرّ بها؟".