نصف الكرة الأرضية مُصابة بحمى كرة القدم في الوقت الحالي، مع قرب تتويج الفريق الفائز بكأس العالم في بطولة روسيا 2018.
لكن ماذا عن مكان ولادة هذه اللعبة الجميلة، قد نحتاج إلى أن نسافر إلى إنكلترا التي تعد أشهر بداية نعرفها، أو لوجهات أخرى حيث أصول اللعبة تذهب إلى أبعد من الجزيرة البريطانية.
البداية من الشرق
مارس الصينيون القدامى نوعاً من كرة القدم منذ قرابة 2500 سنة قبل الميلاد، وكانوا يقدمون الولائم للفريق الفائز ويجلدون الفريق الخاسر.
وعرفت كرة القدم عند كل من اليونانيين واليابانيين في وقت متقارب قبل 600 سنة من الميلاد، ولعب المصريون القدماء الكرة كذلك قبل ثلاثة قرون من الميلاد حسب FIFA، وكان لدى شعب الماوري في نيوزيلندا، والأستراليين الأصليين، وأميركا الوسطى نسخهم الخاصة من كرة القدم أيضاً.
تدريب عسكري صيني
كانت "تسوشو" الصينية أو كرة القدم القديمة عبارة عن تدريب عسكري في دولة الهان الصينية القديمة.
كان اللاعبون يركلون الكرة المحشوّة بالريش والشعر ويحاولون تسجيل أهدافٍ في شباك مثبتة على أعواد خيرزان طويلة مغروسة في الأرض.
كان استخدام الأيدي في "تسوشو" محظوراً، ويستخدم اللاعب قدميه وصدره وظهره وكتفيه أثناء محاولته الصمود أمام هجمات خصومه.
وفي اليابان لا تلامس الأرض
وفي اليابان، لعبت "كيرامي" على هيئة حلقات دائرية يقومون بتمرير الكرة فيما بينهم دون ملامستها للأرض.
وفي اليونان كانت أكثر حيوية
لعب اليونان والرومان episkyros (اليونانية) و harpastum (الرومانية) وهي كرة صغيرة بين فريقين على ملعب مستطيل أخضر يشبه إلى حد ما الملاعب الحالية.
ولاحقاً جلبوها معهم للجزيرة البريطانية عندما غزوها، واشتملت اللعبة على ممارسات عنيفة.
وقسم الملعب لخطوط حدودية وخط وسط وسمح للاعبي الفريقين باستخدام أي وسائل أو حيل لإيصال الكرة إلى خلف خطوط التقسيم للخصم، وبالفعل كانت الفكرة الأساسية هي الخداع وليس المهارة.
It's coming home ماذا عن "موطنها الإنكليزي"؟
تذكر روايات إنكليزية أنه في سنة 1016، وخلال احتفالهم بإجلاء الدنماركيين عن بلادهم، لعب الإنكليز الكرة فيما بينهم ببقايا جثت الدنماركيين، ويمكنك تخمين ما الذي ركلوه بأقدامهم على وجه التحديد لتعرف مدى بشاعة هذه الممارسة التي تم حظرها قانونياً في وقت لاحق.
على الرغم من ذلك، فإن كرة القدم التي نعرفها تم توثيقها لأول مرة في 1100 في إنكلترا من قبل توماس بيكيت diarist William Fitzstephen.
استخدم شباب لندن مثانة حيوان للعب في الشوارع خلال الاحتفالات.
لكن اللعبة الحديثة المعروفة حالياً تعود لإنكلترا عام 1863 عندما أخذت اللعبة منحى أكثر تنظيماً عندما تشكل اتحاد كرة القدم في إنكلترا، ليصبح أول هيئة تحكيم للعبة.
في الشمال أم الجنوب؟
"العودة إلى الوطن": بالنسبة للمشجعين الإنكليز، فإن العبارة تحمل دعاء اختراع كرة القدم الحديثة.
ولا يزال الأسكتلنديون يصرّون على أنهم هم المصممون الحقيقيون للعبة الجميلة، وحتى يومنا هذا يتجادل المؤرخون الرياضيون حول ما إذا كان ذلك بدأ في الواقع من قبل الطبقات العاملة في شمال إنكلترا (اسكتلندا) أو المدارس العامة في الجنوب.
نستطيع القول إن البريطانيين وضعوا قواعد اللعبة الحديثة وأول القوانين المكتوبة، وأول اتحاد وطني لكرة القدم، وأول مسابقة كأس وبطولة منظمة. كما روّجوا الإصدارات المبكرة من اللعبة، ومن ثم أسماء النوادي الناطقة باللغة الإنكليزية التي لا تزال موجودة في أوروبا وأجزاء من أميركا الجنوبية. لذا، نعم، نستطيع القول إن إنكلترا هي وطن "كرة القدم".
لكن الرحلة توقفت فجأة
لكن بالنسبة للأمة التي أسست كرة القدم لعبت إنكلترا دوراً غريباً في الترويج لمنافسة كرة القدم الدولية. كانت أول مباراة دولية لكرة القدم على الإطلاق في عام 1872 – إنكلترا مقابل اسكتلندا.
وتحفظ الإنكليز على الفيفا في البداية
وعندما تشكل FIFA عام 1904، أبقى الإنكليز من جديد على مسافة بعيدة، فقد كانوا يشكون في تمييز "هؤلاء الأجانب" بين الهواية والرياضة المحترفة، ويشككون في تفسيرات البلدان الأخرى لـ"اللعب النظيف" (المسمى الدائم لدى البريطانيين "للغش الأجنبي").
وقاوموا الطموح العالمي والتسييس
كما أنهم كانوا يقاومون طموح FIFA المرتقب لاستخدام كرة القدم لتحسين العلاقات الدولية. بالنسبة إلى اتحاد كرة القدم الإنكليزي يجب أن تبقى كرة القدم والسياسة دائماً بعيدين عن بعضهما.
وأدى الفريق الإنكليزي التحية النازية
وربما كان السبب في ذلك أنه تم خداعهم بسهولة لاستضافة الفريق الوطني الألماني في شمال لندن ذي الكثافة السكانية العالية من اليهود في ديسمبر عام 1935، وهو انقلاب رئيسي للعلاقات مع المستشار هتلر. في عام 1938 في زيارة لبرلين، أمر فريق إنكلترا، بشكل مثير للدهشة، من قبل المسؤولين البريطانيين لتقديم تحية النازية قبل المباراة، لا تزال واحدة من أكثر الصور سيئة السمعة في التاريخ الرياضي البريطاني.
ولم يشاركوا حتى منتصف القرن العشرين
أما بالنسبة لكأس العالم نفسها "العودة إلى الوطن"، حسناً، لم تشارك إنكلترا في البطولة العالمية حتى نهائيات البرازيل عام 1950، ثم خسرت على الفور أمام فريق من الهواة من الولايات المتحدة.
وخسروا ولم يصدقوا النتيجة
وقد أخطأ بعض الصحفيين الإنكليز في الإبلاغ عن النتيجة، ولم يصدقوا الأخبار المروعة القادمة عبر الوكالات.
تم تنظيم أول بطولة لكأس العالم عام 1930 وفاز بها مواطنو أميركا الجنوبية من أوروغواي – قبل عقدين من الزمن من مشاركة إنكلترا الكارثية.
العودة إلى الوطن، هل تحمل إشارات عنصرية؟
ولكن في هذا السياق، يشير مصطلح "العودة إلى الوطن" أيضاً إلى إنكلترا ما قبل تعدد الثقافات، وهو نداء قديم و"رجعي"، ربما، إلى زمن لم تكن فيه وجوه سوداء في فريق إنكلترا وحتى بين المشجعين. فهل العبارة عبارة عن دعوة مقنّعة وغير بريئة إلى حدٍ ما للعودة إلى نسخةٍ أحادية اللون من أمجاد إنكلترا الماضية؟ ربما
https://arabicpost.net/sports/2018/07/07/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%84%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a7/
لا تبدو فكرة "العودة إلى الوطن" إذاً دقيقة تماماً، فرغم أن البداية للعبة الحديثة كانت في إنكلترا، لكن فترات الانقطاع والغياب الإنكليزي، والارتياب تجعل من هذه المقولة غير دقيقة بشكل كامل.
واقرأ أيضاً..
https://arabicpost.net/sports/2018/07/03/%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%8f%d8%ac%d9%8a%d8%af%d9%88%d8%a7-%d8%ad%d8%aa%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%86%d8%ac/
https://arabicpost.net/sports/2018/06/21/%d9%87%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%8a%d8%b1%d8%aa%d8%af%d9%8a-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d9%88%d8%b1/