يعدّ تجاوز حراس المرمى لخط المرمى قبل تسديد اللاعبين لركلة الجزاء المخالفة الأكثر شيوعاً في كرة القدم، ويبدو أن مباريات دور الـ 16 من كأس العالم شهدت عدة تجاوزات من قبل حراس المرمى، الذين تقدموا إلى الأمام قبل تسديد اللاعب للكرة للتصدي لركلات الجزاء.
وقد ارتكب كلٌ من حارس مرمى المنتخب الروسي إيغور اكينفييف، وحارس مرمى الدنمارك كاسبر شمايكل، فضلاً عن حارس مرمى كرواتيا دانييل سوباسيتش، خطأ التقدم للأمام والتحرك نحو الكرة قبل ركلها من قبل منفذ ركلة الجزاء من الفريق المنافس.
في المقابل، مثل مرمى حارس "لا روخا" دافيد دي خيا، الاستثناء الوحيد، حيث قام بمخالفة القوانين المعمول بها في مناسبة واحدة فقط.
صحيفة Daily Mail البريطانية لفتت إلى أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تنصّ على أن قيام الحراس بمثل هذه الحركة، يعد أمراً غير قانوني. وعلى الرغم من استخدام تقنية الحكم المساعد بالفيديو VAR في مونديال روسيا، فضلا عن وقوف الحكام على مقربة من المرمى، فلم ينتبه أحد إلى الأخطاء التي ارتكبها الحراس.
وبنظرة خاطفة على كتاب القواعد، ستتوصل إلى استنتاج مفاده أن الحارس يجب أن يُلازم خط المرمى في مواجهة مسدد ركلة الجزاء إلى أن يتم ركل الكرة.
خلال ركلات الترجيح، وبعد انتهاء الوقت الأصلي لمباراتي روسيا وإسبانيا، وكرواتيا والدنمارك، تم تنفيذ 19 ركلة ترجيحية، شهدت 15 منها مخالفات قام بها حراس المرمى عقب تجاوزهم للخط.
تصدر سوباسيتش وشمايكل قائمة المخالفين بعد مخالفتهم للقواعد التي تنص عليها "فيفا" في جميع الركلات التي تم تسديدها، باستثناء ركلة واحدة فقط. وأسفرت ركلات الترجيح هذه عن رقم قياسي جديد، حيث أصبح حارس المنتخب الكرواتي ثاني حارس يتمكن من التصدي لـ 3 ركلات ترجيح في مباراة واحدة في كأس العالم.
ومن المؤكد أن تجاوز الحارس لخط المرمى في وقت مبكر سيمنحه الأفضلية على مسدد الكرة، لأن ذلك يقلل من مساحة التصويب ويضيق الزاوية ما يجعل التصدي للتسديدة أكثر سهولة.
وعلى الرغم من ذلك، كان هناك خرق واضح للقانون في تنفيذ ركلات الجزاء في ملعب مدينة نيجني نوفغورود. ويتضح هذا الخرق من خلال تصدي كاسبر شمايكل المثير للجدل لضربة الجزاء التي نفذها الكرواتي، لوكا مودريتش، في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي. فقد ارتمى الحارس الدنماركي بجسده باتجاه الزاوية اليسرى السفلى للمرمى، ليمسك بالكرة، إلا أن الإعادة أظهرت أن شمايكل لم يكن واقفاً على خط المرمى.
جاء هذا الخرق الواضح لقانون تسديد ركلات الجزاء، بعد الحادثة الشهيرة التي وقعت مؤخرا في بطولة أوروبا تحت 17 سنة لكرة القدم، حين أُقصي حارس مرمى منتخب آيرلندا جيمي كوركوران، من المباراة، بعد أن تحرك من على خط المرمى قبل تنفيذ الركلة الترجيحية الخامسة.
وقد تمكن كوركوران من التصدي لركلة الجزاء الخامسة لمنتخب هولندا بطريقة رائعة، والتي نفذها المهاجم الهولندي دايشوان ريدان، ليحافظ على آمال فريقه بالاستمرار في البطولة. مع ذلك، كان لحكم المباراة زبينيك بروسكي رأي آخر، حيث أظهر البطاقة الصفراء للمرة الثانية في وجه الحارس كوركوران، ليتم إقصاؤه نهائيا من المباراة، بسبب تحركه من على خط المرمى قبل تنفيذ ركلة الجزاء، وبعد ذلك، لحق به منتخب بلاده خارج البطولة.
وتمكن حارس سيسكا موسكو المخضرم، ايغور اكينفييف من التصدي لركلات الجزاء، مساهما بذلك في صعود روسيا للأدوار التالية. وكما جرت العادة، لم يتحرك الحارس من على خط المرمى في الوقت المناسب.
وقد خرق اكينفييف القانون خلال تصديه لركلتي جزاء اللاعبين الإسبانيين، ياغو أسباس وكوكي، ليساهم في صعود منتخب بلاده إلى ربع نهائي كأس العالم، لأول مرة منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. وبالفعل، قام الحارس الروسي بمجهود رائع ليرسل ركلة جزاء أسباس إلى خارج المرمى، ويسرق الفوز من المنتخب الإسباني.
وعلى الرغم من أن العديد من حراس المرمى يفلتون من العقاب، عندما يخالفون القانون بالتحرك من على الخط قبل تنفيذ ركلة الجزاء، بسبب عدم ملاحظة الحكم لهم، إلا أن الجماهير المتابعة للمباراة على التلفاز ترى تلك المخالفة بوضوح.