لا تقتصر مهارات هدّاف مانشستر يونايتد الإنكليزي والمنتخب البلجيكي روميلو لوكاكو على تسجيل الأهداف فحسب، بل يملك اللاعب موهبة إعطاء الأمل وإلهام الأطفال الصغار. حيث بدا مستعداً للإفصاح عن تفاصيل نشأته في ظل الفقر والحاجة، حيث أراد من خلال هذه الخطوة إلهام الجيل الجديد من الأطفال الفقراء، الناشئين في أوروبا والمنحدرين من أصول إفريقية، بأن يؤمنوا بالحياة والأمل، وأنهم قادرون على تغيير حياتهم للأفضل.
موقع The Players' Tribune نشرالأسبوع الماضي قصة مهاجم مانشستر يونايتد الإنلكيزي، الذي تحدَّث عن اضطرار والدته في الكثير من الأوقات إلى مزج الحليب بالماء حتى تسد جوع إخوته، نظراً لعدم امتلاكهم ما يكفي من المال لتحمل مصاريف المعيشة.
كما كشف لوكاكو، الذي وُلد في مدينة أنتويرب، بعد أن هاجر والداه من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث كان والده روجر، يلعب في صفوف منتخب الكونغو التي كانت تُعرف في السابق باسم زائير، كشف أن أحد مخابز الحي الذي نشأ فيه اعتاد "إقراضهم" الخبز، لمساعدة عائلته على العيش.
وقال لوكاكو إن "الأمر يتعلق في نهاية المطاف بإلهام المحيطين بك بالأساس. وفي الواقع، على المرء أن يسعى إلى إلهام الجيل الصاعد من الشباب. إن هناك العديد من الأطفال المنحدرين من أصول إفريقية في جميع أنحاء أوروبا، ممن هاجر آباؤهم إلى أوروبا أملاً في حياة أفضل، إلا أنهم نشأوا في ظروف صعبة. ولذلك، اضطر العديد منهم إلى فعل كل ما يتوجّبه الأمر من أجل مساعدة وإعالة والديهم. واليوم، قرّرت التحدث من أجل هؤلاء الأطفال، والأطفال الآخرين في جميع أنحاء العالم، ممَّن يودُّون معرفة سر كيف أصبحت ما أنا عليه الآن".
كما أشار اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً، إنه "لم يسبق لي التحدث عن تجربتي، ولا علم لأحد بالتفاصيل المتعلقة بنشأتي. وفي البداية، بدا لي الأمر صعباً. أما الآن، فيعلم الجميع أنه لم يكن من السهل الوصول لما أنا عليه اليوم. فمنذ البداية، اعترضت طريقي الكثير من العقبات، وكان ذلك هو الحال منذ صغري".
وأوضح لوكاكو، "ولهذا السبب قرَّرت احتراف كرة القدم، حيث إنني أرغب في إيصال رسالتي، كما أنني قد قطعت وعداً على نفسي بأن أحسِّن من حياة أمي. أنا أحب هذه الرياضة حقاً، وعندما تمارس شغفك من خلال مهنتك، وتتحمل مسؤولية الاهتمام بعائلتك في النهاية، فذلك أفضل أمر قد تفعله على الإطلاق".
وتابع اللاعب قائلاً، "أعتقد أن على اللاعبين دوماً سرد قصة نشأتهم للجميع، خاصة أن الكثيرين يتخذونهم قدوة لهم. وبالطبع، نحن نرتكب بعض الأخطاء أحياناً، كما أن هناك أشخاصاً نشأوا في ظروف أصعب بكثير من الظروف التي نشأتُ بها، لذلك لا بد من البحث عن طريقة للتغلب على هذه الظروف، أو تغييرها".
وأضاف أن "كرة القدم مثَّلت الطريقة التي ساعدتُ بها عائلتي لنتخطَّى هذه الظروف، ونعيش الحياة التي نتمتع بها اليوم. وبالنسبة لي، لا أرغب في أن ينشأ أولادي في نفس الظروف التي نشأتُ فيها، كما ما زلت أفكِّر في أشياء أخرى أفعلها في حياتي. في الواقع، لا أريد أن يعيش أبنائي أو أبناء إخوتي المعاناة ذاتها، لذلك قرَّرت لعب كرة القدم".
وفي سباق الحذاء الذهبي لكأس العالم، أحرز لوكاكو حتى الآن 4 أهداف، متخلفاً بهدف واحد عن الإنكليزي هاري كاين، متصدر القائمة بـ 5 أهداف.
وخلال المباراة أمام منتخب اليابان الاثنين 2 يوليو/تموز، قد يستعيد البلجيكي الصدارة مرة أخرى.
وقال لوكاكو، "بالنسبة لي، لا يتعلق الأمر بجائزة الحذاء الذهبي، فأنا لا أرغب في الحديث عن مجد شخصي، وإنما عن فريق بأكمله؛ إذ إن مهمتي هي مساعدة الفريق. ولكل واحد منا مهمة خاصة، ولدينا مهمة كفريق متكامل، وهذا أكثر ما يشغل بالي حالياً. فأنا أطمح إلى مساعدة فريقي، وفي الوقت ذاته أن يتحسَّن أدائي مباراة تلو الأخرى".
وخلال حديثه، أظهر لوكاكو دعمَه لزميله في هجوم نادي مانشستر يونايتد، ماركوس راشفورد، متمنياً له أن يحقق إنجازاً مع منتخب بلاده؛ إنكلترا.
وختم اللاعب البلجيكي، "في الحقيقة، نشكِّل أنا وراشفورد ثنائياً هجومياً في مانشستر يونايتد، كما أننا نفعل كل شيء معاً، وأحاول مساعدته دائماً قدر الإمكان. إن راشفورد يمتلك قدرات جيدة، وخلال سنتين أو ثلاث، سيُظهر ماركوس أفضل ما لديه، لأنه يفعل كلَّ ما يفعله أي لاعب كرة قدم مميز".