مايك فيلان هو أحد مدربي كريستيانو رونالدو السابقين، عندما كان اللاعب البرتغالي يدافع عن ألوان مانشستر يونايتد الإنكليزي.
صحيفة Daily Mail البريطانية تحدّثت إلى فيلان للتعليق على ركلة رونالدو "المبهرة" أمام إسبانيا، في المباراة الأجمل حتى الآن في المونديال الروسي. وحدَّد فيلان 4 محاور للحديث عن الركلة والنجم البرتغاليّ:
التطور
عندما وصل كريستيانو رونالدو أول مرة إلى مانشستر يونايتد في العام 2003، كان رايان غيغز هو من يؤدي الضربات الحرة للفريق. لكن كريستيانو لم يعجبه هذا الأمر، وخاض التحدي مع غيغز كما لم يفعل أحد غيره من قبل. لقد أراد دائماً تجربة ما هو جديد، وتحدي ما يعتقد الآخرون أنه مستحيل.
لقد أراد أن يكون الرجل الذي يكتشف كل قدراته المكنونة من خلال المحاولة والتجربة. لقد ظل يتدرب على تلك الركلة كل يوم بعد التدريب مع غيغز وواين روني. كان أول تحدٍّ بالنسبة له هو أن يتفوق على زملائه في الفريق. ولقد كان على قدر التحدي.
وما إن أتقن هذه المهارة، أحبَّ وجود الناس حوله وهو ينفذها، وأحب هو حديثهم عنه وهو يسدِّدها.
كما أنه أصرَّ دوماً على تأديتها أمام أفضل حراس المرمى. ولم يرغب في وقوف حارس فريق الشباب أمام المرمى، بل أراد التسديد أمام حارس الفريق الأساسي إدوين فان دير سار. لقد كان يتحدث مع حراس المرمى ويسألهم عن حالتهم النفسية والذهنية فيما يخص الضربات الحرة، محاولاً استكشاف ما يدور بخلدهم وما يجدونه صعباً بالنسبة لهم.
الوقفة
اعتاد بقية اللاعبين وضع الكرة على الأرض، والابتعاد عنها بزاوية ميل معينة ثم الجري وركل الكرة. لكنه جلب روحاً استعراضية أكثر حيوية أثناء تنفيذ الركلات الحرة. يضع الكرة على الأرض، يزيد من مستوى تركيزه، يتخذ عدداً محدداً من الخطوات إلى الخلف حتى تكون قدم الارتكاز لديه في موضع مثالي لركل الكرة في المكان الأنسب.
هو رجل الاستعراض الأول في هذا المجال. لديه مسحة غرور طفيفة تراها حين يجذب الشورت إلى أعلى ويظهر فخذيه، كأنه يقول "كل الأعين عليّ" وهذه الكرة ستدخل المرمى الآن. إنه يفهم الجانب التسويقي من اللعبة بشكل مذهل. الطريقة التي يندفع بها ثم يركل الكرة، يقوم بها وكأن العالم كله يشاهده.
التقنية
يواجه الكرة بطرق مختلفة. أحياناً يركل الكرة مباشرة في خط مستقيم، وأحياناً يندفع معها إلى الأمام على غرار ديدييه دروغبا، لا يميل في جريه كثيراً. يجري مباشرة باتجاه الكرة مثل البرازيليين القدماء، ومن ثم يركل الكرة مباشرة.
ما يعني أنه لم ير بالضرورة الكرة وهي تستقر في الشباك حين نفَّذ الضربة الحرة أمام إسبانيا. لعله سمع الأمر من الجمهور الهائج في المدرجات.
كما أنه يعرف كيف يستغل الكرات الجديدة جيداً، ليس لدينا هذه الأيام تلك الكرات السيئة التي كانت موجودة في الماضي. كرات اليوم أشبه بالكرات الفضائية، تطير في كل مكان. يفهم رونالدو ذلك، وبعض ركلاته الحرة تطير مثل كرات الشاطئ.
حاول الكثير من اللاعبين ركل الكرة باتجاه الزاوية بين العارضتين. لكنه كان خبيراً في هذا الأمر. أتذكر أنه سجل إحدى الركلات الحرة ضد بورتسموث في عام 2008، حينها ضحك الحارس ديفيد جيمس عندما تجاوزته الكرة واستقرت في شباكه.
المزاجية
عندما تحوز الموهبة، تقتصر مهمة المدرب على استخراجها فقط. لقد ساعدنا رونالدو في مهمة تطويره، لقد كان البقاء بجواره مبهجاً.
لكن أيضاً، كانت هناك أوقات لا يناسبه التدريب فيها، لأنه لم يكن يدور حوله. وكان يخبرنا بذلك، كان يعلمنا متى أحب التدريب، ومتى لا يعجبه. كانت تلك طبيعته لكننا أحببناها.
قدراته القيادية غير معقولة أيضاً. هذا تطور كبير حقاً لأنه كان في السابق لاعباً فردياً للغاية. لكن مع الخبرة، أصبح الآن قائداً. هو يعيش لأجل هذه اللحظات الكبرى الآن.