بعد انتهاء دور المجموعات لكأس العالم 2018 وبداية دور الـ 16، يبدو أن المحفل العالمي بلغ منعرجاً حاسماً بالنسبة للمنتخبات المشاركة. هذا يعني أن الوقت قد حان بالنسبة لجواهر الكرة العالمية الذين يتمنون الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم "الكرة الذهبية"، لإثبات وجودهم في الميدان.
هؤلاء النجوم يجب عليهم أن يستعدوا جيداً ليضعوا بصمتهم خلال المباريات المتبقية، لأن غير ذلك سيعني خروجهم من إطار المنافسة على "الكرة الذهبية"، وعلى لقب أفضل لاعب في المونديال الروسيّ.
ويتم تحديد اللائحة النهائية للاعبين المتنافسين على جائزة أفضل لاعب في كأس العالم من قبل اللجنة الفنية للاتحاد الدولي لكرة القدم، ثم يتم التصويت عليها عن طريق مجموعة من الصحافيين والإعلاميين المتخصصين.
ويجب التنويه أن الفوز بالبطولة لا يعني الفوز بجائزة أفضل لاعب، أي أن اللاعب الفائز لا ينبغي أن يكون من الفريق الفائز باللقب. حيث شهدت النسخ الثلاث الأخيرة من كأس العالم لكرة القدم تتويج كل من ليونيل ميسي (2014)، ودييغو فورلان (2010)، وزين الدين زيدان (2006) بالجائزة، وهم الذين لم يتمكنوا من حمل الكأس في نهاية البطولة.
صحيفة Mirror البريطانية تحددت 5 متنافسين على نيل الكرة الذهبية للمونديال، ولعل أبرز ما يميز تقرير الصحيفة البريطانية هو عدم وجود ميسي أو نيمار:
الكرواتي لوكا مودريتش
يعيش نجم ريال مدريد في الوقت الحالي أفضل لحظات مسيرته الكروية على الإطلاق هذا الموسم، وزادت هذه اللحظات جمالاً بالانطلاقة المميزة في كأس العالم . لعب دوراً حاسماً في الانتصارات الثلاثة التي حققها المنتخب الكرواتي حتى الآن، حيث كان لوكا هو قائد الكروات في المباراة التاريخية التي انتصروا فيها على رفاق ليونيل ميسي بثلاثية تاريخية كما كان الـ "مايسترو" في الفوز الافتتاحي على نيجيريا، ليقودهم لتصدر مجموعتهم بالعلامة الكاملة.
وتمكَّن مودريتش من تشكيل ثنائي خط وسط متكامل رفقة زميله إيفان راكيتيتش. ولا يقتصر دور صاحب الرقم 10 على التمرير وقطع الكرات وحسب، حيث إن له هدفين عبقريين ضد المنتخبين النيجيري والأرجنتيني، يعكسان قدرته الاستثنائية على تقديم مساهمة هجومية فعالة.
الإنكليزي هاري كاين
شارك المهاجم الإنكليزي في مباراتين من أصل 3 في كأس العالم. وعلى الرغم من عدم مشاركته خلال مواجهة منتخب بلاده لنظيره البلجيكي، إلا أن ذلك لم يمنعه من تسجيل 5 أهداف كاملة. ويتوقف تتويج هاري كاين من عدمه بجائزتي أفضل لاعب والحذاء الذهبي على المرحلة التي سيبلغها منتخب "الأسود الثلاثة" في البطولة. والجدير بالذكر أن مواجهة كولومبيا المصيرية في دور الـ 16 ستمثل أول اختبار حقيقي بالنسبة لهاري كاين.
البرتغالي كريستيانو رونالدو
حتى بالاعتماد على المعايير الخاصة برونالدو، يعتبر الهاتريك الذي سجله ضد المنتخب الإسباني أمراً استثنائياً للغاية، ناهيك عن كونه سجَّل هدفاً حاسماً ضد "أسود الأطلس". وبغضِّ النظر عن ركلة الجزاء الضائعة ضد المنتخب الإيراني، قدَّم الهداف التاريخي للمنتخب البرتغالي إلى الآن أداءً منقطع النظير في هذه النسخة من كأس العالم، حيث كان صاحب الفضل في عبور البرتغال إلى المراحل الإقصائية للمونديال. وفي حال مواصلة نجم ريال مدريد اللعب بذات الأداء المعهود وقيادة منتخب بلاده لتحقيق الانتصارات، من المؤكد أنه سيتوج بجائزة الكرة الذهبية لكأس العالم.
البرازيلي فيليبي كوتينيو
كان المنتخب البرازيلي يعاني خلال أول مباراتين له في دور المجموعات، فنيمار لم يصل بعد إلى أفضل مستوياته بعد الإصابة، وغابرييل خيسوس لم يندمج بعد مع المجموعة، عندئذ ظهر نجم نادي برشلونة بثوب البطل، ونجح في إخراج منتخب البرازيل من تلك المواقف الصعبة بإحرازه لهدفين. ولأن الساحر لا يملّ من نشر السحر، فقد صنع أحد أهداف الفوز ضد المنتخب الصربي.
ويعتبر كوتينيو، حتى اللحظة، رجل منتخب الـ "سيليساو" الأول، حيث تمكَّن من إزاحة نيمار ولعب دور عنصر الحسم في هذه النسخة من كأس العالم لكرة القدم. وفي حال ساهم كوتينيو بشكل فعال في ذهاب البرازيل بعيداً خلال البطولة، فإن من المؤكد أن الكرة الذهبية للمونديال ستكون من نصيبه.
البلجيكي إيدين هازارد
إذا ما أراد النجم البلجيكي إظهار قدرته على منافسة رونالدو وميسي على عرش الكرة العالمية، فلا وجود لفرصة أفضل من أكبر مسابقة كروية على الإطلاق لفعل ذلك. غير ذلك يعني استسلام إيدين لحقيقة أنه لا يمكنه منافستهم. وهذا ما رأيناه خلال المواسم الماضية، حيث لا يزال المشجعون يتساءلون عن سبب عجز لاعب تشيلسي الموهوب عن تطوير مستواه وبلوغ مستوى أعلى، رغم امتلاكه للموهبة الفذة. ومع ذلك، يبدو أن الجناح البلجيكي دخل هذه البطولة بشكل قوي للغاية، مما يجعله أحد المرشحين لنيل الجائزة في حال تقديمه مساهمة استثنائية رفقة المنتخب البلجيكي.