بات الفرنسي هيرفي رونار قريباً من مغادرة المنتخب المغربي لكرة القدم بعد خروج "أُسود الأطلس" من الدور الأول في كأس العالم 2018 المقامة حالياً بروسيا، واتصالات من الاتحاد المصري به لتعويض المدرب المُقال هيكتور كوبر.
وصرح مصدر مسؤول في الاتحاد المغربي لكرة القدم لـ"عربي بوست"، بأن المدرب الفرنسي هيرفي رونار طالب الاتحاد المغربي بالرفع من راتبه الشهري المقدر بنحو 60 ألف دولار، ليصل إلى 100 ألف دولار، والذي هو المقابل نفسه الذي يتقاضاه مدرب المنتخب المصري.
وأوضح المصدر ذاته، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن الاتحاد المغربي باشر البحث عن بديل للمدرب الفرنسي، خاصةً أن المنتخب المغربي مُقبل على خوض التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2019، في شهر سبتمبر/أيلول 2018، مؤكداً أن مسألة رحيل رونار مسألة وقت، "خاصة أن الاتحاد المغربي لا ينوي زيادة راتب رونار الشهري".
مفاوضات سرية
ويشعر القائمون على الاتحاد المغربي لكرة القدم بكثير من الغضب بعدما وصل إلى علمهم أن الاتحاد المصري يفاوض الفرنسي هيرفي رونار لتدريب منتخب الفراعنة خلفاً للأرجنتيني هيكتور كوبر.
ويتولى رونار تدريب المنتخب المغربي، وقاد أُسودَ الأطلس لتقديم عروض مميزة في المونديال رغم توديع البطولة من الدور الأول، إثر الوقوع في مجموعة قوية ضمت إسبانيا والبرتغال وإيران أيضاً.
وكشف مصدر باتحاد الكرة المصري أنه بعد خسارة الفريق المصري من منتخب روسيا بثلاثية لهدف في ثاني جولات دور المجموعات، قرر الاتحاد عدم تجديد عقد الأرجنتيني هيكتور كوبر، وبدأت عملية البحث عن بديل.
وأوضح أن رونار كان على رأس الأسماء التي اقترحها أعضاء الاتحاد، ما ترتب عليه تكليف أحد وكلاء اللاعبين بالتواصل مع المدرب؛ لاستطلاع رأيه في إمكانية تدريب الفراعنة.
الاتحاد المغربي يتفطن إلى المفاوضات
وعلِم الاتحاد المغربي بأمر هذه المفاوضات، ما أثار موجة من الغضب عند المسيّرين، ودفع رئيسه، فوزي لقجع، للتواصل مع نظيره المصري هاني أبو ريدة؛ لمطالبته بالكف عن محاولة التعاقد مع رونار.
وبحسب مصادر، فإن أبو ريدة اعتذر إلى "لقجع"، وأكد له أن اتحاده كان يجس نبض رونار، في ظل ما انتشر من أنباء حول أن المدرب الفرنسي يعتزم عدم إكمال تجربته مع أُسود الأطلس.
وردَّ "لقجع" على أبو ريدة بتأكيد أن الجامعة المغربية تتفاوض مع رونار حالياً لتمديد ارتباطه بالأُسود، وكرر مطالبته لرئيس الاتحاد المصري بعدم إغراء المدرب الفرنسي.
كما طلب "لقجع" من نظيره الخروج بتصريحات صحفية، مفادها أن الاتحاد المصري غير مهتم برونار، فردَّ عليه أبو ريدة بالموافقة، وأكد له أنه لن يتم طرح اسم المدرب الفرنسي على طاولة الفراعنة إلا إذا تأكُّد خروجه من حسابات المغرب.
وبالفعل، أكد أبو ريدة الخميس 27 يونيو/حزيران 2018، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده لتبرير إقصاء الفراعنة في المونديال، أن الاتحاد المصري لن يفاوض هيرفي رونار إلا في حالة ترك المدرب فريق أُسود الأطلس.
كلاهما يبحث عن بدائل
وحسب مصادر "عربي بوست"، فقد باشر الاتحاد المغربي اتصالاته بمجموعة من المدربين؛ للإشراف على المنتخب المغربي، ويتعلق الأمر بكل من مدرب المنتخب الإيراني كارلوس كيروش، والبوسني وحيد خليلوزيتش.
وفي تعليقه على احتمال رحيل رونار عن تدريب "أُسود الأطلس"، قال رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، فوزي لقجع، في حوار تلفزيوني: "إن المنتخب المغربي لا يقف عند شخص واحد، لا عند فوزي لقجع ولا عند هيرفي رونار"، وأضاف أن الاتحاد المغربي يريد استقرار الطاقم التقني والإداري المشرف على المنتخب الوطني، "لكن ذلك رهين بما ستسفر عنه المفاوضات مع المدرب الفرنسي".
وتجدر الإشارة إلى أن الفرنسي هيرفي رونار لم يعد إلى المغرب رفقة بعثة المنتخب المغربي، ولا يزال موجوداً في روسيا.
ويبحث الفراعنة أيضاً عن مدرب جديد خلفاً لكوبر، الذي تولى المهة لفترة تقارب 3 سنوات ونصف السنة، قاد خلالها الفريق المصري إلى التأهل للمونديال لأول مرة منذ 28 عاماً، فضلاً عن وصوله بمصر إلى نهائي بطولة أمم أفريقيا الماضية قبل الخسارة من الكاميرون بهدف لهدفين.
ويدرس الاتحاد المصري عدداً كبيراً من السير الذاتية للعديد من المدربين الأجانب والمصريين؛ وأبرزهم البوسني وحيد خليلوزيتش، والفرنسي ألان جيريتس، والبرتغالي جيسوالدو فيريرا، والمصريان حسن شحاتة وحسام البدري.
وودَّع المنتخب المصري مونديال روسيا 2018 بخيبة أمل كبيرة، بعد حصوله على صفر من النقاط، ليتذيَّل المجموعة الأولى بالخسارة من أوروغواي بهدف نظيف، ثم بـ3 أهداف لهدف من روسيا، وكانت النهاية على يد الأخضر السعودي بهدفين لهدف، ليعود إلى القاهرة في صمت ودون أدنى اهتمام.