شهدت الدقيقة 86 من عمر المباراة التي جمعت الأرجنتين ونيجيريا الثلاثاء 26 يونيو/حزيران، إحراز ماركوس روخو هدفاً حمل به الأرجنتين إلى الدور ثمن النهائي من منافسات كأس العالم 2018، لتعم حالة من الهستيريا والفرحة الجنونية في المدرجات وشوارع الأرجنتين وقلوب المحبين.
وفي المقصورة الرئيسية للملعب وعلى مقاعد كبار الزوار، كان دييغو أرماندو مارادونا، يخطف الكاميرات والأضواء من الجميع كالعادة؛ إذ قام الأسطورة الحية بإشارة خارجة بإصبعيه الوسطيَين بشكل واضح جداً ومثير للجدل.
لكن، هل يُعاقب مارادونا على الإشارة الخارجة؟
بالأحرى، هل يستطيع أحدهم معاقبة الأسطورة الأرجنتينية وإجباره على احترام الجماهير والمشاهدين أم أنه سيفعل ما يحلو له كما العادة؟
في حادثة مشابهة، أو للدقة أقل حدة وجدلاً مما قام به مارادونا، وبعد تسجيلهما هدفين ثمينين، احتفل اللاعبان السويسريان غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري بتشبيك أيديهما، وتحريكهما بطريقة تشبه طيران طائرٍ ما. وقد كانت هذه الاحتفالية مقصودة، وكان من ورائها رسالة سياسية؛ إذ ينحدر تشاكا وشاكيري من أصول ألبانية -كوسوفية، وينتميان إلى عائلتين مهاجرتين عانتا طويلاً قمع الصرب في يوغوسلافيا السابقة.
حركة يديهما جاءت كنايةً عن الصقر الذي يزيّن عَلم ألبانيا، التي ينتمي معظم سكّان كوسوفا إليها؛ ما دفع رئيس كوسوفو، هاشم تاتشاي، لتهنئة النجمين ذوي الأصول الكوسوفية، بالانتصار ذي البُعد السياسي.
وكردِّ فعل على هذه الإشارة، فرضت الاتحاد الدولي لكرة القدم غرامةً قدرها 10 آلاف فرنك سويسري (10 آلاف دولار) على كل منهما؛ بسبب "ارتكاب سلوك غير رياضي يخالف قواعد اللعب النظيف"، بالإضافة إلى تحذيرهما من تكرار ذلك، في حين تم تغريم القائد شتيفان ليختشتاينر الذي انضم إلى الاحتفال بالهدفين، مبلغ 5 آلاف فرنك سويسري.
الآن، هل تتخذ "فيفا" أو اللجنة المنظمة للبطولة أي إجراءات بحق مارادونا، الذي لوَّح بإصبعيه الوسطيَين أمام العالم؟
أم أن الكيل بمكيالين سيكون هو سيد الموقف وسيتغاضى الجميع عما بدر من مارادونا من قلة احترام للفريق النيجيري والمشجعين والمشاهدين؟