لم يكون خروج ألمانيا المبكر من دور المجموعات لكأس العالم 2018 لأول مرة خلال 80 عاماً مدهشاً إلى هذا الحد. كان يجب أن تدق أجراس الانذار بعدما فشل الألمان في استعادة قمة مستواهم قبل نحو عام من انطلاق النهائيات في روسيا.
لكن المزيج بين الثقة الزائدة والعناد والإهمال كان سمّاً تجرّعه الفريق في المجموعة السادسة، ليودع البطولة بعد فوز واحد في 3 مباريات.
الفريق الذي كان ماكينة أهداف تحوّل إلى مجموعةٍ بلا روح ودون انسجام، عاجزة عن التصرف كفريق متحد.
وتقع معظم المسؤولية بالطبع على المدرب يواخيم لوف الذي لم يلتفت أبداً لمؤشرات التراجع الواضحة في العام الماضي.
ونجح بطل العالم 2014 في الفوز بكأس القارات 2017، وأكمل مسيرة مثالية في التصفيات بالفوز في جميع المباريات الـ 10.
وكان لوف يتباهى بتعدد الخيارات في تشكيلته وكان أمامه أكثر من 30 لاعباً للاختيار بينهم، لكن بعد النجاحات الأخيرة بدأ المؤشر في الهبوط.
ألمانيا تعادلت مع إنكلترا وفرنسا وإسبانيا في مباريات ودية قبل كأس العالم، وخسرت من البرازيل في مارس/آذار 2018، كما خسرت أمام النمسا في التجربة قبل الأخيرة وتفوقت بصعوبة على السعودية قبل السفر إلى روسيا.
لوف جرّب أفكاراً مختلفة بشكل مستمر في التشكيلة والخطة، وشدد على أن النجاح الألماني يعتمد على تقبل أشياء قد تكون خاطئة في المباريات الودية.
وظل لوف واثقا من أن كل الأمور ستكون على ما يرام عند الوصول إلى روسيا.
اختيارات غريبة للتشكيلة!
لكن كانت هناك مشاكل في اختيارات لوف؛ فعلى نحو لا يصدق استبعد ليروي ساني – أفضل لاعب صاعد بالدوري الإنكليزي -، لكن لوف جدد ثقته في المقابل بالمهاجم المخضرم ماريو غوميز والثنائي البعيد عن مستواه سامي خضيرة ومسعود أوزيل!
وأثار أوزيل وإيلكاي غندوغان اللذان ينحدران من أصول تركية، الجدل قبل البطولة بعد التقاط صور مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ونادى بعض الألمان باستبعاد الاثنين بعد أن كتبا "إردوغان رئيسي".
وعاد أوزيل للتشكيلة بعد أن خرج منها عقب الهزيمة من المكسيك وخاض اللقاء الأخير أمام كوريا الجنوبية دون ترك بصمة في الخسارة الصادمة 0-2. وعابه البطء وكثرة الأخطاء والافتقار للإبداع على عكس ما كان عليه في 2014.
لكن ظهرت مشاكل أخرى تتعلق بعدم وجود قائد حقيقي وغياب الفاعلية أمام المرمى رغم تعدد الفرص، حيث أنهى الفريق البطولة مسجلاً هدفين فقط في 3 مباريات.
وقال لوف، "كانت هناك ثقة زائدة في المباراة الأولى ضد المكسيك وكنا نعتقد أنه يكفينا الضغط على الزر للفوز. لكن ليس الأمر كذلك".
وتقبل المدرب البالغ عمره 58 عاماً والذي تولى القيادة في 2006 ومدد عقده مؤخراً حتى 2022 ، تحمل مسؤولية الإخفاق ويتبقى معرفة إن كان سيستكمل عمله أو سيتم البحث عن خليفة.