معلول مسؤول عن “مهرجان الهدايا” التونسيّ لبلجيكا.. لهذا خسر “نسور قرطاج”

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/23 الساعة 16:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/23 الساعة 16:12 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Group G - Belgium vs Tunisia - Spartak Stadium, Moscow, Russia - June 23, 2018 Belgium's Eden Hazard in action with Tunisia's Ellyes Skhiri REUTERS/Kai Pfaffenbach

انتهت مباراة المنتخب التونسي أمام نظيره البلجيكي بهزيمة ثقيلة لرجال نبيل معلول 2-5، في مباراة مفتوحة من طرف الدفاع التونسي أمام الهجوم البلجيكي المدجج بالنجوم. حيث تنافس مدافعو المنتخب التونسي منذ بداية المباراة على إهداء أكبر قدر ممكن من الهدايا والعطايا إلى كوكبة النجوم البلجيكية التي لا تحتاج إلى الهدايا بالأساس.

بدأت الهدايا التونسية مبكراً في الدقيقة الـ 5 عن طريق قلب الدفاع صيام بن يوسف، وعرقلة مجانية لإيدين هازارد في منطقة الجزاء، ليصفر الحكم ركلة جزاء للمنتخب البلجيكي نفذها لاعب تشيلسي الإنكليزي معلناً عن الهدف الأول لـ "الشياطين الحمر".

ولأننا ما زلنا في أجواء عيد الفطر الاحتفالية، قرَّر الظهير الأيسر علي معلول إعطاء جناح نابولي الإيطالي دريس ميرتينز العيدية بطريقته الخاصة؛ فأهداه كرة أمام منطقة الجزاء التونسية سيُمرِّرها للدبابة البشرية روميلو لوكاكو ليسجل ثاني الأهداف.

وفي محاولة للانتفاضة ورد الفعل، سجل ديلان برون هدفاً لصالح "نسور قرطاج"، اعتقدنا بعده أنهم عادوا للتحليق من جديد، وأنهم سيعودون في النتيجة، لكن مسلسل الهدايا تم استئنافه من جديد. هذه المرة عن طريق تعاون مشترك بين "بابا معلول نويل" والبديل يوهان بن علوان، الأول أضاع الكرة مرة أخرى في المناطق الخطرة، والثاني ترك لوكاكو ينفرد بالمرمى ليسجل الهدف الثالث.

في الشوط الثاني، نزل المنتخب التونسي ضاغطاً محاولاً تسجيل هدف يعيد الحياة في المباراة، لكن هازارد ورفاقه استطاعوا امتصاص الحماس التونسي في البداية، من ثم قتلوا كل الآمال هذه المرة، بتعاون بين بن علوان وحمدي النقاز، الذين تركوا المساحة هذه المرة لهازارد، ليكمل ثنائيته ويحقق الهدف الرابع للبلجيك.

وعندما اعتقد الجميع أن الأمور لن تسوء أكثر من هذا، قام يوهان بأخذ دور البطولة منفرداً، وأكرم البديل الضيف الجديد ميتشي باتشواي، وترك له الكرة في منطقة الـ 6 ياردات ليسجل الهدف الأول له في نهائيات كأس العالم 2018.

قام بعد ذلك وهبي الخزري، أفضل لاعبي المنتخب التونسي خلال المباراة، بإحراز هدف متأخر يحفظ ما تبقى من ماء وجه المنتخب التونسي.

لتكون محصلة المباراة ما يشبه "الفضيحة الكروية" 5-2؛ ليؤكد المنتخب البلجيكي أنه أحد المرشحين للذهاب بعيداً في المونديال.

لماذا تقمَّص لاعبو تونس دور "بابا نويل"؟

الإجابة تكمن بكل بساطة في مغامرة المدير الفني نبيل معلول؛ قرر المدرب الوطني أخذ المغامرة والمخاطرة ولعب "الكل في الكل". فإما أن يصبح بطلاً قومياً أو أنه سيوقع على استقالته فور وصوله للأراضي التونسية.

أن تواجه المنتخب البلجيكي بأربعة لاعبين في الهجوم؛ وهبي الخرزي، صيام بن يوسف، أنيس البدري، يوسف خاوي، ومن ورائهم أظهرة ذات طابع هجومي، فهذا يعني أنك مثل لاعب بوكر يراهن على كل ما يملك، وإما أن يربح كل شيء أو أن يخسر كل شيء، وهذه المرة خسر معلول كل شيء، ليطيح بالأمل التونسي الضعيف في تحقيق المفاجأة والتأهل على حساب أحد منتخبي إنكلترا أو بلجيكا.

فنياً، لا مبرر للأسلوب الهجومي المحض الذي اتَّبعه معلول منذ بداية المباراة، موفراً كافة المساحات التي يريدها المنتخب البلجيكي، ودون أن يمتلك الأدوات اللازمة لتطبيق فلسفته. فلاعبو الدفاع التونسي من أصحاب الوزن الثقيل ويتمتعون ببطء كبير لا يسمح لهم بمجاراة سرعة ومهارات الهجوم البلجيكي. كما أن غياب النجم يوسف المساكني، حجر الأساس في خطة معلول، لم يشارك في المونديال لإصابته بقطع في الرباط الصليبي، كان يتوجب معه تغيير الشكل الخططي للمنتخب التونسي، لكن معلول أصرَّ على مخاطرة غير مدروسة أضاعت المنتخب التونسي في الحواري الروسية.  

الجانب الرقمي والإحصائي

خطة المدرب المحلي نبيل معلول، تدني الأداء الفردي لكافة لاعبي المنتخب التونسي، الإصابات المتكررة والتبديلات الاضطرارية خلال المباريات زادوا الطين بلة وأقصوا أي إحتمالية للعودة التونسية في سباق التأهل كما يظهر في الصورة (1) التي نشرها موقع تحليل البيانات Who Scored. حيث أن التقييم الغالب للاعبين التونسيين خلال المباراة هو 6 نقاط من أصل 10. 

صورة(1)

فيما تراوحت تقييمات لاعبي منتخب بلجيكا بين 7-8 نقاط نظراً للأداء الممتاز الذي قدموه خلال المباراة وخاصة هازارد ولوكاكو نجمي اللقاء دون منازع. 

ويتبقى للمنتخب التونسي مباراة تحصيل حاصل أمام منتخب بنما، يأمل التونسيون أن يحصدوا منها 3 نقاط تبقى في تاريخهم الموندياليّ!

تحميل المزيد