لم تشهد النسخ الـ 20 السابقة من نهائيات كأس العالم الكثير من المواجهات العربية – العربية، إذ انتظر أبناء "الضاد" النسخة الـ 15 التي احتضنتها الولايات المتحدة الأميركية في العام 1994، لمشاهدة أول صدام عربي خالص، والذي جمع المنتخبين السعودي والمغربي.
كانت السعودية طرفاً دائماً في المواجهات العربية – العربية، فلعبت أمام المغرب في "أميركا 1994″، ثم واجهت تونس في "ألمانيا 2006″، على أن تقابل مصر في نهاية مشاركتها في "روسيا 2018".
السعودية والمغرب.. ولقاء الجريحين!
وبالعودة إلى صيف 1994، دخل المنتخبان السعودي والمغربي أولى المواجهات العربية الخالصة في تاريخ كأس العالم جريحين؛ فقد خسر "الأخضر" مباراته الأولى أمام هولندا 1-2 في الدقائق الأخيرة من المباراة، بينما تجاوزت بلجيكا "أسود الأطلس" بصعوبة شديدة 1-0.
كان الفوز بالمباراة ضرورياً جداً لكلا الفريقين، حال أرادا مواصلة مشوارهما في البطولة، وكانت الترشيحات تصبّ في مصلحة المنتخب المغربي الذي يحترف الكثير من لاعبيه في أوروبا، ويشارك في كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه – آنذاك -.
أما المنتخب السعودي، فكان بدوره حديث عهد في المحفل العالمي، لكن الأداء البطولي الذي قدمه أمام هولندا في المباراة الأولى كان يجعل منه مرشحاً لتحقيق المفاجأة على حساب "الأشقاء".
وعلى عكس التوقعات، فازت السعودية على المنتخب المغربي 2-1، فسجل سامي الجابر هدفاً من ركلة جزاء، وفؤاد أنور من تسديدة قوية خدعت حارس المرمى خليل عزمي. أما هدف المغرب، فجاء من تمريرة ذكية نفذها أحمد بهجة لمحمد الشاوش الذي أودعها شباك الدعيع.
وبعد المباراة، تأكد خروج المغرب من الدور الأول للبطولة، بينما واصلت السعودية مشوارها إلى دور الـ 16، وخسرت أمام السويد 1-3.
2006: البداية عربية خالصة!
وفي كأس العالم 2006 التي استضافتها ألمانيا، وضعت القرعة المنتخبين التونسي والسعودي في المجموعة الثامنة إلى جانب إسبانيا وأوكرانيا، وشاءت الصدف أن يفتتح المنتخبان العربيان مشوارهما بمواجهة بعضهما البعض.
تقدم "نسور قرطاج" بهدف زياد الجزيري في الشوط الأول، لكن "الأخضر" قلب الطاولة في الشوط الثاني بهدفي ياسر القحطاني وسامي الجابر.
وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة، نجح راضي الجعايدي في إدراك التعادل لتونس في الوقت بدل الضائع، لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2.
أكملت السعودية مشوارها بخسارتين؛ الأولى أمام أوكرانيا 0-4، والثانية أمام إسبانيا 0-1.
أما تونس، فسقطت أمام إسبانيا 1-3، قبل أن تخسر بصعوبة في مواجهة أوكرانيا 0-1، ليودع المنتخبان العربيان البطولة من دورها الأول.
مصر والسعودية: مهمة حفظ ماء الوجه
ويشهد يوم الاثنين 25 يونيو/حزيران، ثالث مواجهة عربية – عربية في تاريخ كأس العالم، والتي تجمع المنتخبين السعودي والمصري ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى.
لن تعني نتيجة المباراة شيئاً بالنسبة للبطولة، لكنها ستكون فرصة سانحة لـ "الأخضر" و"الفراعنة" في تعويض الخسارتين المذلتين اللتان تعرض لهما المنتخبان العربيان في الجولتين الأوليين أمام روسيا وأوروغواي، ومصالحة الجماهير المتعطشة لفوزٍ يتذكره التاريخ.
مشكلة مصر في المباراة، هي أن السعودية لا تخسر أمام العرب في كأس العالم!