بالنظر إلى ما حدث مع منتخب زائير بعد خسارته أمام يوغوسلافيا بنتيجة 0-9، ووصولاً إلى توجيه تهمة الخيانة العظمى لمنتخب كوريا الشمالية خلال جلسة "توبيخ" دامت لـ 6 ساعات، فإن المنتخب السعودي نجح في تجنب لقب "أسوأ منتخب مشارك في كأس العالم".
انهار المنتخب السعودي بعد خسارته 0-5 في مباراته الافتتاحية ضد روسيا، لكنه استعاد المستوى الذي ظهر عليه في التصفيات، عندما خسر بصعوبة أمام أوروغواي 0-1، في لقاء لم يظهر في الثنائي المخيف إدينسون كافاني – لويس سواريز إلا فيما ندر.
إذاً، تجنب المنتخب السعودي إدراجه في قائمة أسوأ منتخبات كأس العالم، والتي استعرضتها صحيفة The Gurdian البريطانية:
منتخب زائير في 1974
عدد النقاط 0، فارق الأهداف -14
بعد هزيمة منتخب زائير أمام يوغوسلافيا 0-9، رنت كلمات موبوتو سيسي سيكو، رئيس البلاد والدكتاتور الوحشي، في أذن المدافع مويبو إيلونغا في الوقت الذي كان يحاول فيه البرازيليان ريفلينو وجيرزينهو تنفيذ ركلة حرة على مسافة 20 ياردة من المرمى، في مباراتهم الأخيرة في إطار نفس المجموعة.
كانت رسالة موبوتو واضحة، "إذا كان المنتخب عازماً على العودة إلى دياره، فإن الخسارة أمام البرازيل بأكثر من 3 أهداف كانت غير قابلة للتفاوض". وبعد الخسارة 0-2 في غيلزنكيرشن، كتب إيلونغا اسمه في فولكلور كأس العالم أثناء محاولة إهدار الوقت بشكل استعراضي، فقام أثناء تدافعه مع جدار الصد المؤلف من 5 لاعبين بإبعاد الكرة ورميها في النصف الآخر من مربع الخصم. فرفعت في وجهه البطاقة الصفراء، وانتهت المباراة بنتيجة 3-0.
لا يمكن أبداً نسيان تأهل أول فريق من جنوب الصحراء لكأس العالم، الذي بدأ أول مباراة له بخسارة 0-2 أمام إسكتلندا. وفي ذلك الوقت، وصف موبوتو أداء منتخب زائير بالمحرج ورفع التمويل عنه، لكنه عاد على الأقل إلى دياره بأمان.
منتخب السلفادور 1982
عدد النقاط 0، فارق الأهداف -12
لقد حددت مباراة السلفادور أمام المجر، التي انتهت بخسارتها بنتيجة 10-1 في المباراة الافتتاحية (وهو أكبر عدد من الأهداف في مباراة لكأس العالم) مسار المسابقة. لقد وصل منتخب البلد الذي مزقته الحرب وكله عزيمة إلى إسبانيا، لكنه عاد يجر أذيال الخيبة. وقد وضع المدرب ماوريسيو رودريغيز، الذي كان يبلغ حينها من العمر 36 عامًا، في القائمة السوداء، ومنع من ممارسة التدريب إلى الأبد.
مثّل تأهل منتخب السلفادور لكأس العالم معجزة بحد ذاتها، ولكن لسوء الحظ لم يحسن استغلال هذه المنافسة والاستعداد لها. فقد وصل الفريق إلى المنافسات غير مكتمل قبل 3 أيام من خوض المباراة المذلة في إلتشي، التي شهدت تسجيل اللاعب البديل لازلو كيس ثلاثية قبل انقضاء الدقيقة السابعة، بعد أن تم التخلص من لاعبيْن إرضاءً لبعض المسؤولين في اللحظات الأخيرة.
أما بالنسبة لأولئك الذين تغيبوا عن قصد، فقد ذكروا أنه لم يكن هناك ما يكفي من الجوارب أو الكرات، ويعزى كل ذلك إلى ما تعيشه البلاد من فوضى سياسية. وفي هذا السياق، قال لاعب خط الوسط موريسيو ألفارو "كانت البلاد تمر بمعاناة شديدة، وسلط علينا الضغط من أجل تخفيفها".
وقبل خوض المباراة الثانية، حاول اللاعبون استعادة بعض الثقة من خلال الارتقاء إلى مستوى التحدي الذي قدمه العاملون في الفندق الذي استضاف الفريق. ولكن، تعرض الفريق لإهانات متتالية خلفت بعض الأضرار المحدودة بهزيمته ضد منتخب بلجيكا 0-1، وضد الأرجنتين بنتيجة هدفين نظيفين، وفي نهاية المطاف عاد المنتخب إلى دياره وهو يجر أذيال الخيبة.
منتخب السعودية 2002
عدد النقاط 0، فارق الأهداف -12
كان من المستحيل على فريق ناصر الجوهر أن يتعافى بعد هزيمته المذلة بنتيجة 0-8 على يد ألمانيا في سابورو. وقد ساهم في تلك هزيمة كل من أوليفر بيرهوف، بفضل تسديداته الصاروخية الملتهبة من مسافات بعيدة، وميروسلاف كلوزه بفضل الهاتريك التي حققها، لذا سيبقى هذا الأداء ضمن أسوأ الأساطير في كرة القدم الدولية.
لم يكن لتلك المباراة أي انعكاسات سلبية على المنتخب على أي حال، لأن الجوهر كان متأكدًا من أن وظيفته في مأمن مهما حدث. لكن الهزائم المؤلمة دون التمكن من هز شباك الخصم، أمام الكاميرون، بنتيجة 0-1، ثم ضد جمهورية أيرلندا الشمالية تحت إشراف المدرب ميك ماكارثي بنتيجة 0-3؛ قضت على آمال المنتخب. وبهذه النتائج الهزيلة، كانت السعودية أول منتخب يحزم حقائبه ويغادر دون تسجيل الأهداف.
منتخب الصين 2002
عدد النقاط 0، فارق الأهداف -9
منذ ذلك الوقت، عملت الصين على ضخ المليارات لتمويل كرة القدم بهدف جعل البلاد قوة عظمى في هذا المجال، وموطنا لمواهب الغد. ومع ذلك، فإن أول مشاركة لها في نهائيات كأس العالم، التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، أكدت محنتها، حيث كانت تتنافس ضمن مجموعة تضم البرازيل صاحب اللقب ذلك العام، وتركيا التي بلغت نصف النهائي، وكوستاريكا.
كان منتخب الصين يعلم كيف يجب أن يلعب بفضل اللاعبين لي تي وسون جيهاي، اللذين لعبا سابقا مع إيفرتون ومانشستر سيتي على التوالي، ولكن هزيمته بنتيجة 0-4 أمام منتخب البرازيل، الذي تضمن روبرتو كارلوس وريفالدو ورونالدينيو ورونالدو أظهر حجم الفجوة التي يعاني منها.
لقد ساهمت تلك الهزيمة في تغيير منحى التعلم في مدرستهم القديمة في التدريب أيضاً، حيث فشل بورا ميلوتينوفيتش في الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب للمرة الأولى بعد أن نجح في ذلك مع كوستاريكا والمكسيك ونيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية.
منتخب كوريا الشمالية 2010
عدد النقاط 0، فارق الأهداف -11
لقد انهارت فرنسا بشكل لافت في جنوب أفريقيا قبل 8 سنوات، ولكن منتخب كوريا الشمالية، الذي كان في المرتبة 105 في ذلك الوقت، وحده من تعرض للتوبيخ لمدة 6 ساعات ووجهت له تهمة "خيانة" الأمة وزعيمها كيم جونغ إيل وابنه ولي العهد، وهو الأمر الذي أثار المخاوف حول سلامة المدرب كيم جونغ هون.
أعفي اللاعبان جونغ تاي سي وأن يونغ هاك من اللعب مع المنتخب، وعادا مباشرة للعب في اليابان ضمن أنديتهم. في المقابل، فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم تحقيقاً حول العقاب المزعوم لبيونغ يانغ. لقد بدت الأمور واعدة بشكل معقول بعد هزيمة منتخب كوريا الشمالية 1-2 ضد البرازيل في مباراته الافتتاحية، في مباراة يمكن القول إنها أكثر مباراة غير متطابقة في تاريخ كأس العالم.
لقد تمكن اللاعب مايكون من تسجيل الهدف الأول من زاوية غير محتملة، وضاعف إيلانو النتيجة قبل يذلّل جي يون نام الفارق في الدقيقة 89 مطلقا موجة احتفالات عارمة. ولكن بعد هذا، تحققت النتيجة المذلة على يد منتخب البرتغال بنتيجة 0-7 بقيادة كريستيانو رونالدو، تلتها هزيمة أخرى أمام ساحل العاج 0-3.