كانت المباراة التي جمعت المنتخب الروسي بنظيره المصري ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الأولى بكأس العالم 2018، تقترب من آخر 15 دقيقة من نهايتها عندما وضع محمد صلاح بصمته في الملعب، إذ انسلَّ إلى منطقة الجزاء بعد تمريرةٍ إلى رمضان صبحي ثم إلى صلاح مُجدَّداً، ثم تعرض للإعاقة خطأً وخصل على ضربة جزاءٍ نفذها بنجاح.
لكن هدف صلاح (26 عاماً) جاء بعدما كان الأمر قد حُسِم؛ فبعد تسجيل روسيا للهدف الثالث في الشباك المصرية، سحب صلاح قميصه على رأسه، في إشارة إلى أنه فشل في ترك علامةٍ في البطولة قد ضاعت.
وبحسب مقالٍ نشره الصحافي الإنكليزي إيان هيربيرت في صحيفة Daily Mail البريطانية، فإن صعود صلاح الصاروخي إلى نخبة كرة القدم العالمية لم يأتِ بمجهوده وحده، بل إن زملاءه في ليفربول بمقدورهم استشعار أين سيكون صلاح أو ما قد يفعله بالكرة، لكنَّ ما شهدناه ليلة الثلاثاء، 19 يونيو/تموز، كان من تبِعات لعبه وسط زملاءٍ ذوي حدسٍ بدائيّ مقارنةً بلاعبي ليفربول.
لم يظهر صلاح هوَ الآخر في كامل لياقته، كما لم تكن أيضاً هناك خطةٌ مُسبَّقة لإيصال الكرة إلى قدميّ أفضل لاعبي الدوري الإنكليزي الموسم الماضي.
وجاء النصيب الأكبر من قوة مصر الهجومية في شوط المباراة الأول عبر الجناح الأيسر، وليس من على يمين صلاح، فببساطة لم تُمرَّر الكثير من الكرات التي انتظرها صلاح، أو تلك التي انتظرها غيره منه.
بدا صلاح في الشوط الثاني محبطاً لعدم حصوله على الكرة، لكنَّه سرعان ما تخطَّى الأمر. فهو يعرف أنَّ الأمر مختلفٌ بالنسبة له، لأنَّه يرتدي قميصاً يحمل آمال 100 مليون مصرياً.
كانت هُناك مراقبةٌ وحذرٌ مِن صلاح من جانب الروس كذلك، خاصةً من قِبَلِ اللاعب يوري جيركوف، ومرَّت لحظاتٌ حبست الأمَّة الروسية فيها أنفاسها خوفاً من صلاح، سيما حينما سدَّد كرةً بقدمه اليسرى، بعد مرور 3 دقائق من بداية الشوط الثاني، لكن في ما بدا أنَّ جيركوف قد اعترض طريقه، انحرفت الكرة وأخطأت الهدف على مسافةٍ بعيدة من العارضة اليسرى للمرمى الروسي.
كذلك قاد صلاح هجمة جريئة قبل مرور ساعة من بداية المباراة، لكنَّ الكرة اصطدمت بالمدافع الروسي ماريو فيرنانديز وخرجت من الملعب. كان صلاح محروماً من حيازة الكرة. وفوق ذلك، كانت التمريرات القليلة الموجَّهة للَّاعب هزيلة.
مدرب المنتخب المصري هيكتور كوبر، والذي اتهمه صحافيٌّ بـ "الفشل" بعد المباراة، قال إنَّ إصابة هدّاف ليفربول الإنكليزي أثَّرت على الفريق سلباً.
وقال المدرب الأرجنتيني، "لم يستطع صلاح الاستعداد معنا في معسكر التدريب طوال الوقت. اضطُر للمران وحده وربما عنى ذلك أنًّ إمكانياته الجسدية انخفضت إجمالاً. لو لم يُصاب صلاح، كان سيحظى بـ 3 أسابيعٍ إضافية من التمرُّن معنا بنفس الوتيرة المكثَّفة التي تمرَّن بها بقية الفريق".
وحتى لو كان صلاح موجوداً بكامل قُوَّته المعهودة بين صفوف الفريق، بدا تحقيق المنتخب أي نجاحٍ في كأس العالم تحدياً كبيراً، إذ لطالما كانت قدرة الفريق المصري على تسجيل الأهداف محدودةً بشكلٍ مُخجِل – بحسب مقالٍ هيربيرت في Daily Mail -.
لم يبق صلاح على أرض الملعب طويلاً عند نهاية المباراة، حتى الرجل الذي يلقِّبونه بـ "صانع السعادة" كانت له حدوده.