تبدو المواجهة التي تجمع مصر بروسيا ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى لكأس العالم 2018 على ملعب "كريستوفسكي" في سان بطرسبرغ، ليست بالصعبة من الناحية النظرية، لكن المهم هو أن يغير هيكتور كوبر مدرب "الفراعنة" من طريقته.
الروس يعرفون نقطة ضعف مصر
المدير الفني لمنتخب روسيا ساتينسلاف تشيرتشوف، كشف علانيةً خلال المؤتمر الصحفي التحضيري للمباراة التي تقام الثلاثاء 19 يونيو/حزيران، عن نقطة الضعف الأكثر بروزًا في منتخب مصر، وهي الكرات العرضية التي دائمًا ما تتسبب في أهداف تسكن شباكهم، وكان آخرها في مباراة أوروغواي التي خسرها "الفراعنة" في الدقيقة 89 بضربة رأس خوسيه ماريا خيمينز.
تشيرتشوف قال، "المنتخب الروسي تدرب على الكرات الثابتة. اليوم هذا كل ما فعلناه، نحن ندرس خصمنا جيدًا، علينا استخدام نقاط ضعفه".
وعلى الرغم من تأكيد تشيرتشوف على نقطة ضعف المنتخب المصري، يبدو أن تصريحه يستهدف الجانب المعنوي تحديداً، من خلال ممارسة مزيدٍ من الضغط على المنتخب المصري.
المنتخب الروسي سبق أن أثبت تميزه في استغلال الكرات العرضية خلال مواجهته أمام السعودية، بتسجيله هدفين بالرأس من عرضيتين عبر غازينسكي ودزيوبا بصناعة اليكسندر غولوفين.
لذلك سيكون على المنتخب المصري العمل على تفادي الكرات العرضية من الأساس، وعدم فتح المجال لها من خلال تضييق المساحات، بانضمام الجناحين محمود حسن "تريزيجيه" يسارًا، ومحمد صلاح في الجناح الأيمن، أو تغطية عبد الله السعيد عليه مع الظهيرين محمد عبد الشافي وأحمد فتحي، وتحرك ثنائي الوسط المدافع طارق حامد ومحمد النني لاجهاض الهجمات الروسية قبل أن تبدأ، مع اليقظة التامة لقلبي الدفاع علي جبر وأحمد حجازي وخلفهما الحارس محمد الشناوي.
المباغتة الهجومية ضرورية!
طريقة المدير الفني للمنتخب المصري، الأرجنتيني هيكتور كوبر، محفوظة وقلما يباغت خصومه لما لديه من تمسّك شديد بالتنظيم الدفاعي، لكن ذلك قد يكون مفيداً في مواجهات غير مواجهة روسيا، التي تقضي الخسارة فيها على آمال المصريين في بلوغ الدور الثاني، ويربك التعادل حساباتهم نحو تحقيق حلم التأهل إلى الدور الثاني، لذا لا بد له من مباغتة تشيرتشوف ليس فقط بالدفع بمحمد صلاح، لكن أيضاً بالدفع باللاعب محمود عبد المنعم "كهربا" بدلاً من مروان محسن في مركز قلب الهجوم.
Mohamed is fit.
— Ramy Abbas Issa (@RamyCol) June 17, 2018
وجود محسن في هذه المباراة لن يكون بالجدوى المطلوبة، بحكم تميز قلبي دفاع روسيا سيرجي ايغانشفيتش وإيليا كوتييوف وباقي عناصر الفريق في الألعاب الهوائية، ولعل نجاح المنتخب الروسي في الفوز بـ 37 من بين 50 التحاماً هوائياً شهدتها مباراته أمام السعودية، تؤكد حاجة مصر إلى وجود لاعب سريع ومهاري وقادر على التصرف بالكرة على الأرض، ويسهل مهمته في ذلك كبر عمر ايغانشفيتش ذو الـ 39 عامًا، والذي يعاني من البطء وسوء التصرف في المواجهات الفردية المباشرة مع المهاجمين، لذا تبادل الأدوار بين كهربا وصلاح سيمنح مصر النسق الهجومي القادر على تشكيل خطورة على الحارس سيرجي أكينفيف.
إيقاف غولوفين وتشيرشيف
أثبتت مباراة روسيا والسعودية بما لا يدع مجالا للشك، أن الثنائي الكسندر غولوفين ودينيس تشيرشيف يمثلان القوة الهجومية الفاعلة للمنتخب الروسي، الأول سجل هدف وصنع هدفين، وهو المحرك الرئيسي للهجوم في منتخب روسيا وقادر على صناعة الفارق من خلال تميزه في التمريرات الحاسمة وصناعة الفرص ودقة التسديد في الركلات الحرة، وهو مميز أيضا في تنفيذ الضغط على المنافس وافتكاك الكرات، وهو ما تظهره الاحصائيات في مباراة السعودية ، إذ قام بعمل 35 تمريرة، منهم 25 صحيحة، و5 تمريرات حاسمة، ونجح في استخلاص بنجاح 4 مرات.
Aleksandr Golovin: MotM @TeamRussia 5-0 Saudi Arabia
Shots(OT) — 1(1)
Goals — 1
Key passes — 5
Assists — 2
Tackles — 4
Dribbles — 1
Rating — 9.91#WorldCup #RUS #KSAFor more player stats — https://t.co/H4UgEPtOTi pic.twitter.com/WKNJgK5MZZ
— WhoScored.com (@WhoScored) June 14, 2018
أما الثاني، فسجل هدفين ويتميز بحسن التمركز وإنهاء الهجمة بالشكل الصحيح على المرمى، ولديه القدرة على الاختراق والوصول إلى المرمى من أقرب الطرق، وهو ما ظهر خلال مباراة السعودية التي سجل فيها هدفين رائعين بالرغم من عدم مشاركته في المباراة بالكامل، إذ لعب بدلاً من دازغويف المصاب في الدقيقة 24.
مبدأياً سيكون لزاماً على الدفاع المصري عدم تكرار ما فعله نظيره السعودي بالاستحواذ السلبي الذي وصل إلى 61%، من خلال عزله في مناطقه والضغط عليه وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، لذا لابد للمنتخب المصري من المبادرة بسرعة نقل الكرة من مناطقه ووضع الروس دائماً تحت الضغط، وعدم منحهم الفرصة للوصول لغولوفين وتشيرشيف.
ليس هذا فحسب، بل لا بد من تجنب الوقوع في أخطاء حول مناطق الخطورة، فغولوفين لا يرحم في الركلات الثابتة مثلما فعل في الهدف الخامس لروسيا أمام السعودية، وربما ميله للجناح الأيسر يجعل مهمته ليست بالسهلة في مواجهة لاعب بصلابة أحمد فتحي، وحال انتقاله لوسط الملعب سيصطدم مع طارق حامد، وهو ما قد يكون حل كاف للمنتخب المصري للحد من خطورته.