بينما أخذ كل من لويس سواريز وباقي أعضاء منتخب أوروغواي مواقعهم في الملعب لمواجهة مصر مساء الجمعة 15 يونيو/حزيران، استعان المدرب أوسكار تاباريز بعكّازيه وبيد أحد المساعدين لصُعود سلالم ملعب "ايكاترينبرغ" والوصول إلى مكان جلوسه. وللمرة الثالثة على التوالي، يشرف المدرب البالغ من العمر 71 سنة، والذي تولى مهمة تدريب المنتخب الوطني منذ 2006، على منتخب أوروغواي خلال كأس العالم.
وإلى جانب خوضه معركة للوصول إلى النهائيات خلال هذه البطولة ومواصلة إحراز النجاحات في البطولات الكبرى، يخوض المدرب معركة أخرى. ففي الواقع، يعاني المدرب تاباريز من متلازمة غيلان باريه، وهو مرض نادر وتنكسي يهاجم الجهاز العصبي ويسبب ضعفًا عضليًا في الأطراف والصدر، حتى أنه يمكن أن يسبب في نهاية المطاف الشلل.
وبحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، تم تشخيص حالة المدرب الخطيرة سنة 2016، إذ كان من المتوقع أن يستقيل من منصبه من أجل الاعتناء بصحته. وعلى الرغم من أن حالته الصحية أصبحت تتطلب مشاية طبية وكرسيّا متحركاً كهربائياً، إلا أنه تعهد بمواصلة العمل.
ومن جهته، قال تاباريز "أنا لا أشعر بأي نوع من الألم، إذ لا يسبب لي هذا المرض العصبي سوى بعض المشاكل خاصة عند المشي. لكن بما أن ذلك يعد مرضا مزمنا، تتحسن أحيانا حالتي".
لقد تحسنت حالته إلى حد ما خلال الفترة التي سبقت ظهوره في روسيا، لكنه لا يزال بحاجة إلى الاستعانة بالعكازات وأولئك الذين من حوله لمساعدته. ففي يوم الجمعة، احتاج المدرب إلى مساعدة أحد أفراد الطاقم الفني للوصول إلى مقعده بملعب "ايكاترينبرغ"، حيث شاهد فريقه وهو يستهل أول مباراة له في المجموعة الأولى بروسيا.
وخلال سنة 2010، وبفضل تدخل سواريز خلال مباراة ربع النهائي ضد غانا، أوصل تاباريز منتخب الأوروغواي إلى الدور نصف النهائي خلال بطولة كأس العالم. وبعد مرور 4 سنوات، خرج منتخبه من دور الـ 16. وفي الوقت الراهن، يتطلع تاباريز في الوقت الراهن إلى مواصلة اللعب حتى نهائيات البطولة مرة أخرى في روسيا.
أطلق على هذا المدرب المخضرم لقب El Maestro أو "المعلم".
وتجدر الإشارة إلى أنه كان يعمل سابقاً في إحدى المدارس، الأمر الذي ساعده على تقليص المشاكل المتعلقة بالانضباط التي كان يعاني منها فريقه. وفي يوم الجمعة، قدم فريقه أفضل أداء له على أرض الملعب خلال مواجهة خصمه الضعيف، الذي كان ينقصه محمد صلاح منذ البداية.