انتهت المباراة التي جمعت المنتخب المصري بنظيره أوروغواي ضمن منافسات المجموعة الأولى من كأس العالم 2018، بفوز المنتخب الأزرق على "الفراعنة" بهدف مدافع أتليتكو مدريد الإسباني، خوسي ماريا خيمينيز.
وقدَّم "الفراعنة" مباراة كبيرة في ظل غياب هداف الفريق الأول محمد صلاح.
في هذا التقرير، سنضع مباراة المنتخب المصري بميزان الأرقام والإحصائيات.
الصورة الكبيرة
هاجم منتخب أوروغواي بضراوة، ودافع المصريون باستماتة عن عرين مرماهم. وقدَّم المنتخب المصري أداءً بطولياً في ظهوره الأول بنهائيات كأس العالم منذ مونديال 1990، حيث لم يستطع منتخب الـ "سيليستي" التسجيل إلا بشق الأنفس، من خلال احتواء مدافعي المنتخب المصري خطورة كل من إدينسون كافاني ولويس سواريز، واضطرارهما إلى الخروج أغلب أوقات اللقاء من منطقة الجزاء لتسلّم الكرة نتيجة للضغط الذي قام به كل من علي جبر وأحمد حجازي، اللذين استطاعا قطع العديد من الكرات من أقدام لاعبي المنتخب الأوروغوياني 9 تدخلات من أصل 22 تدخلاً قام بها لاعبو المنتخب المصري.
من جانبه، كان منتخب أوروغواي غير قادر في أغلب أوقات المباراة على اختراق الحصون المصرية، نتيجة للضغط الذي كان يقوم به طارق حامد ومحمد النني، مما جعل الفريق يلجأ إلى الكرات العالية التي يجيدها لاعبوه أصحاب القامات العالية، حيث لعب أبناء أوسكار تاباريز 64 كرة عالية، لكنها كانت بلا فاعلية حقيقية معبّرة عن عجز لاعبي أوروغواي عن بناء اللعب واختراق العمق المصري.
لكن الوضع تغيَّر كثيراً، بعد إصابة طارق حامد، لاعب الارتكاز الدفاعي وأكثر مَن قَطَعَ الكرات حتى استبداله اضطرارياً في بداية الشوط الثاني. فأصبح المنتخب اللاتيني قادراً على السيطرة على خط المنتصف، وتناقل الكرات بأريحية كبيرة، وبناء اللعب في وسط الملعب المصري، ما شكَّل الخطورة على مرمى محمد الشناوي، الذي تصدى لـ3 فرص محققة من لويس سواريز وتسديدة صاروخية من كافاني.
وفي الدقائق الأخيرة ومع استنزاف القوى البدنية للاعبي المنتخب المصري، انكمش اللاعبون في منطقة جزائهم، مما كثَّف الضغط الأوروغوياني على مرمى الشناوي، لتسقط الأحلام المصرية في النهاية برأسية خيمينيز.
فقر في الإبداع
ربما هذا هو أفضل توصيف لحال المباراة؛ أنها كانت فقيرة للغاية على المستوى الإبداعي. فالمنتخب المصري لا يملك صانع ألعاب قادراً على صناعة الفارق عن طريق المراوغة أو التمرير المباغت أو قيادة الهجمات المرتدة، وإنما يملك صانع ألعاب يتمتع بالبطء الشديد واتخاذ القرارات غير المناسبة في الأوقات الهامة.
نرى هذا من خلال توزيع هجمات المنتخب المصري، حيث جاء أغلبها عبر الطرف الأيسر بقيادة تريزيجيه أو الأيمن عن طريق عمرو وردة، بينما كانت 19% فقط من الهجمات من الوسط متشاركاً فيها عبد الله السعيد (صانع اللعب) ومحمد النني (لاعب الارتكاز)؛ أي إن السعيد لم يقود سوى قرابة الـ 9% من هجمات المنتخب المصري رغم توافر المساحات في الشوط الثاني عندما انطلق منتخب الأوروغواي إلى الهجوم.
وعلى الجانب الآخر، عانى المنتخب الأوروغوياني الضغط المصري على أراسكايتا صانع الألعاب عن طريق الرئة الثالثة للمنتخب طارق حامد والرقابة الشديدة على لويس سواريز (الذي يلعب دور المهاجم الثاني على الجانب الأيسر) عن طريق أحمد فتحي الذي استطاع استخلاص (5) كرات من لويس سواريز خلال المباراة. فنرى أن الجانب الأيسر كان أقل الأماكن هجوماً للمنتخب الأوروغوياني بينما كان الطرف الأيمن هو الأكثر فاعلية هجومية ومنه جاء هدف المباراة القاتل.
محمد الشناوي.. مولد حارس كبير
عن طريق 4 تصدّيات ممتازة، استحق محمد الشناوي، حارس منتخب مصر، جائزة أفضل لاعب في المباراة من اللجنة المنظمة، واستطاع الشناوي إيقاف طوفان هجمات الـ "سيليستي"، وتحديداً إدينسون كافاني الذي كان مصدر خطورة طوال الـ 90 دقيقة.
ما زال بالإمكان أفضل مما كان
ما زال يملك المنتخب المصري مباراتين يمكنهما تمهيد طريق التأهل للمنتخب إلى الدور الثاني حال فوزه بهما، وإذا استطاع المنتخب المصري الحفاظ على التنظيم الدفاعي نفسه الذي أبداه أمام أوروغواي، فسيكون من الصعب أن تهتز شباكه خلالهما.
هذا إضافة إلى عودة محمد صلاح لخط الهجوم، مما سيعطي الكثير من الحلول في الهجوم، وسيعطي دفعة معنوية كبيرة للاعبين.
اقرأ أيضاً..
تفاصيل ما جرى في غرف ملابس لاعبي مصر بعد مباراة أوروغواي.. وصلاح غير جاهز "نفسياً"