تجاهلت إسبانيا تحضيراتها لكأس العالم لكرة القدم، وضربت بها عرض الحائط قبل يومين فقط من انطلاق كأس العالم. واتخذ المسؤولون قراراً تاريخياً صادماً بإقالة مدربه جولين لوبيتيغي يوم الأربعاء. وترجع أسباب الإقالة إلى تعاقد لوبيتيغي مع ريال مدريد قبل 24 ساعة فقط من هذا القرار، وتعيينه خلفاً لزين الدين زيدان، وإعلان ريال مدريد عن التعاقد، ما أثار سخط رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس، الذي اعتبر أن ما حدث اعتداء على الأخلاق والقيم لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال.
ورغم أن المنتخب الإسباني يعتبر أحد أبرز المرشحين للذهاب بعيداً في بطولة روسيا 2018، إلا أن هذا القرار قد يعصف بأحلام الإسبان في تحقيق البطولة الأغلى مرة أخرى، بعد بطولة جنوب إفريقيا 2010، خاصةً أن قرار الإقالة جاء قبل 3 أيام من لقاء الـ "لا روخا" بالمنتخب البرتغالي في إطار منافسات المجموعة الثانية.
صحيفة AS الإسبانية نشرت تقريراً عن بعض الحوادث والأزمات التي حدثت في كأس العالم من قبل. حيث أن هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها، فلقد حدثت عدة أحداث ومفاجآت تسببت خلالها الأحداث الدرامية خارج الميدان في فوضى عارمة داخل المستطيل الأخضر.
مارادونا الغاضب
في العام 1991، تعرَّض مارادونا لعقوبة الإيقاف لمدة 15 شهراً بعد فشله في اختبار المخدرات. ولم يتمكن من العودة لتمثيل منتخب بلاده إلا بعد 3 سنوات. وفي يوم عودته، أعلن القائد التاريخي لـ "راقصي التانغو" أنه ما زال ذلك النجم الكبير القادر على نشر السحر الكروي في الملعب، عن طريق تسجيله لهدف جميل أسكنه شباك المنتخب اليوناني في المباراة الافتتاحية التي انتهت 4-0.
وبعد إحرازه لذلك الهدف، بدت نظرات الغضب والحنق على وجهه، بعدما حدَّق إلى الكاميرا خلال احتفاليته التي أثارت المزيد من الجدل والتعليقات.
تجدر الإشارة إلى أن سبب حظر الأسطورة الأرجنتينية كان ثبوت تعاطيه "مادة الافدرين" المنشطة عقب فوزه رفقة الأرجنتين على المنتخب النيجيري 2-1، ما أدى إلى صدور قرار بإرساله للمنزل ومغادرته للمحفل العالمي. ونتيجة لذلك، خسر المنتخب الأرجنتيني مباراتيه المتبقيتين أمام كل من بلغاريا ورومانيا، وخرج من دور الـ 16 لكأس العالم 1994.
مع الكلب.. خارج المنتخب
لعب قائد آيرلندا الشمالية روي كين دوراً أساسياً في تأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم 2002، إلا أنه لم يكن راضياً عن مرافق التدريب لدى وصوله إلى جزيرة سايبان. وكان كين قاب قوسين أو أدنى من مغادرة معسكر المنتخب في الجزيرة الصغيرة، إلا أنه غيَّر رأيه في اللحظات الأخيرة.
وقد أدى هذا الموقف إلى خلاف حاد بينه وبين المدرب ميك مكارثي، وخسارة مركزه الأساسي في تشكيلة المنتخب. وكثيراً ما تم تصوير لاعب الوسط، كثير المشاكل، وهو يسير في طريق عودته إلى المنزل رفقة كلبه، في حين كان زملاؤه الآيرلنديون بصدد الصعود إلى دور الـ 16 من كأس العالم لكرة القدم في كوريا الجنوبية واليابان.
الفرنسيون المتناحرون
بدأت مسيرة الفرنسيين للتتويج بكأس العالم سنة 2010 بشكل جيد، قبل أن تنزلق إلى معترك فوضى عارمة. فقد أعقب تعادل منتخبهم مع نظيره أوروغواي خسارة مدوية 0-2 أمام المكسيك، في المباراة التي شهدت شجاراً حامي الوطيس بين النجم نيكولاس أنيلكا والمدرب ريمون دومينيك في شوطها الثاني.
بعد طرد أنيلكا من بعثة المنتخب، تمرَّد جميع زملائه وامتنعوا عن متابعة التدريبات أثناء حصة تدريبية مفتوحة أمام العموم، ما أدى إلى تقديم الفريق لأداء كارثي أسفر عن هزيمة أمام المضيف جنوب إفريقيا بنتيجة 2ـ1، ليستقيل في إثرها مدير المنتخب جون لويس فالنتين والمدرب دومينيك، في واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ المنتخب الفرنسي.