أصابت قرعة كأس العالم 2018 آمال منتخبي إيران والمغرب بضربة موجعة حتى قبل انطلاق البطولة، وسيخوض الفريقان المواجهة التي ستجمع بينهما الجمعة 15 يونيو/حزيران في سان بطرسبرغ وهما يدركان تماماً أن الهزيمة ربما تعني على الأرجح الخروج المبكر لأحدهما.
وتضم المجموعة الثالثة فريقين آخرين؛ هما البرتغال بطلة أوروبا، وإسبانيا بطلة كأس العالم 2010. وهما المنتخبان المرشحان لمواصلة طريقهما في البطولة وبلوغ أدوار خروج المغلوب.
ويعد منتخب إيران، الذي يبلغ النهائيات للمرة الثانية على التوالي لأول مرة في تاريخه، أقوى منتخب آسيوي واستفاد من فترة استقرار بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش (65 عاماً) الذي قاد إيران لبلوغ النهائيات في نسخة البرازيل 2014.
لكن استعدادات المدرب لنهائيات كأس العالم الحالية اصطدمت بعدة معوقات منها رفض شركة Nike تزويد اللاعبين بالأحذية الرياضية بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، إضافةً لإلغاء مباراتين كان من المقرر إقامتهما استعدادا للبطولة هذا الشهر.
وقال كيروش الذي سينهي 7 سنوات في تدريب المنتخب الإيراني بنهاية كأس العالم، "ستخوض إيران كأس العالم ضمن أصعب مجموعة وكنا بحاجة لمزيد من الاستعدادات".
وستخوض إيران مباراتها الافتتاحية في كأس العالم دون لاعب الوسط المدافع سعيد عزت اللهي بسبب إيقافه. وتحاول إيران تحقيق ثاني انتصار لها خلال 5 مرة تشارك فيها في كأس العالم.
وكانت إيران ثاني منتخب يضمن الوصول إلى كأس العالم، بعد البرازيل، إذ أنهت التصفيات دون أن يدخل مرماها أي هدف في 12 مباراة. لكن هناك شكوك إزاء أداء علي رضا بيرانوند حارس المرمى الأساسي.
لكن في المقابل فإن علي رضا جهانبخش، وسامان قدوس، وكريم أنصاري فرد، وسردار آزمون، ومهدي طارمي، يقدمون مستويات أداء مرتفعة وستكون إيران في حاجة لكل جهد هجومي عند مواجهة صعوبات في اختراق الدفاع المغربي المنظم.
انضباط خططي
في المقابل، يخوض المغرب كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه تماماً مثل إيران، لكن آخر مرة ظهر فيها بالبطولة كانت قبل عقدين وبالتحديد في نسخة 1998 في فرنسا.
وتأهل المغرب للنهائيات بقيادة المهدي بن عطية قلب دفاع يوفنتوس الإيطالي دون أن يدخل مرماه أي هدف. وفاز أربع مرات وتعادل مرة واحدة في آخر 5 مباريات خاضها.
ويستفيد المنتخب المغربي من وجود عدة لاعبين في كبرى مسابقات الدوري الأوروبية، كما يدربه الفرنسي إيرفي رينار الذي نجح في فرض قدر كبير من الانضباط الخططي على أداء منتخب المغرب.
ويعمل لاعبا الوسط المخضرمان مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي كعنصري دفاع متقدم أمام رباعي الظهر، أما أخطر سلاح هجومي سيدفع به رينار هو حكيم زياش صانع اللعب المولود في هولندا.
وحصل زياش، الذي يلعب في صفوف آياكس أمستردام الهولندي، على جائزة أفضل لاعب في الموسم في هولندا. ويشكل مع لاعب الوسط يونس بلندة المولود في فرنسا ثنائياً متفاهماً. وسجل اللاعبان خلال فوز المغرب 3-1 على إستونيا ودياً في وقت سابق هذا الشهر في آخر استعدادات "أسود الأطلس" لكأس العالم.
أما أكثر ما يمكن أن يمثل نقطة ضعف في منتخب المغرب، فهو مركز حراسة المرمى. ولعب الحارس منير المحمدي عدداً قليلاً من المباريات طوال الموسم مع فريقه نومانسيا المنتمي لدوري الدرجة الثانية في الدوري الإسباني.
وسيواجه فريق المدرب رينار صعوبة في تخطي هذه المجموعة، لكن منتخب المغرب يمكنه الاستفادة معنوياً من حقيقة انه أول منتخب إفريقي على الإطلاق ينجح في تخطي دور المجموعات في كأس العالم.