صادف انطلاق فعاليات كأس العالم 2018 في روسيا، نهاية شهر رمضان الذي يحتفل به المسلمون في شتى أنحاء العالم.
وبما أن الصيام خلال ساعات النهار فرضٌ على كل مسلم بالغ، فإن شهر رمضان يمثل تحدّياً بالنسبة للمنتخبات السبعة المسلمة المشاركة في منافسات كأس العالم.
صحيفة The Gurdian البريطانية، سلطت الضوء على كيفية استعداد كل منتخب من المنتخبات الـ 7 المسلمة لمباريات كأس العالم.
السعودية
قابل المنتخب السعودي نظيره الروسي في المباراة الافتتاحية في آخر أيام رمضان، مع العلم أن عدد ساعات النهار في سانت بطرسبرغ يبلغ 18 ساعة. وبناء على هذا، اختار بعض اللاعبين في معسكرات التدريب عدم الصيام وتعويض الأيام التي أفطروا بها إلى ما بعد انتهاء مباريات السعودية في المسابقة، وذلك استناداً إلى فتوى السفر التي تجيز لهم عدم الصيام، وقد منحت السلطات السعودية رخصة في هذا الشأن للاعبي المنتخب المضطرين إلى تأجيل صيامهم.
إيران
يبدو أن لاعبي المنتخب الإيراني لم يشتكوا كثيراً من قساوة ظروف الصيام خلال شهر رمضان، وهذا ما أكده المهاجم رضا غوتشان نجاد، الذي قال إن "رمضان لم يؤثر كثيراً على سير التدريب".
أما الرئيس حسن روحاني، فاعتبر الصيام مثل التدريب، "إنه ليس هناك مانع من الذهاب إلى القاعة الرياضية والاستعداد لهذه المسابقة العالمية المهمة"، مؤكداً أن "الصيام خلال شهر رمضان هو مثل التدريب أيضاً؛ لأنه يعلمنا قيمة الصبر ومقاومة الظروف الصعبة".
ونظراً إلى اختلاف التقويم الرمضاني بين البلدان الإسلامية، فإن لاعبي المنتخب الإيراني سيخوضون مباراتهم ضد المنتخب المغربي يوم الجمعة 15 يونيو/حزيران 2018 وهم صائمون؛ لأنه حسب الحساب الإيراني يوم الجمعة ليس أول أيام العيد.
المغرب
من بين جميع المنتخبات المسلمة المشاركة في كأس العالم والتي تطرقت إلى مسألة الصيام المثيرة للجدل، كان المغرب أكثرها احترازاً وصمتاً بشأن هذه المسألة. وكسائر الدول الإسلامية، فإن يوم الجمعة هو أول أيام عيد الفطر في المغرب، وهو تاريخ المواجهة الأولى الحاسمة ضد المنتخب الإيراني ضمن المجموعة الثانية.
لكن، لم يعلّق كل من الاتحاد المغربي لكرة القدم والمجلس الأعلى للعلماء، وهو الهيئة الدينية المسؤولة عن إصدار الفتاوى في المغرب، على مسألة خضوع لاعبي "أُسود الأطلس" للتدريبات خلال شهر رمضان.
تونس
حافظ لاعبو المنتخب التونسي على صيامهم، لكن مما لا شك فيه أن هذا الظرف والوضعية ليسا مريحَين بالنسبة للاعبين.
وفي حديثه عن التدريبات خلال شهر رمضان، قال لاعب وسط الميدان وهبي خزري، إن التدريب "كان صعباً؛ لأنه لا يمكنك أن تشرب أو تأكل الطعام وقتما تريد، وهو ما يجعل مسألة الاستعداد معقدة".
وخلال المباريات الودية التي أُجريت في ساعات الصيام، كان يقوم لاعبو المنتخب التونسي بحركة ذكية؛ إذ يسقط حارس المرمى المعز حسان أرضاً بحجة الإصابة عند وقت أذان المغرب، مما يجبر حكم المباراة على إيقاف اللعب ويعطي فرصة للاعبي المنتخب التونسي على أرضية الميدان لإنهاء صيامهم وتناول الماء وحبّات التمر عند خط التماس. ولقد حدث هذا في الدقيقة الـ47 والـ58 من المباريات الودية الأخيرة ضد كل من البرتغال وتركيا، على الترتيب.
مصر
انتدب الاتحاد المصري لكرة القدم أخصائيين غذائيين؛ للحرص على ألا يؤثر الصيام خلال شهر رمضان على سير تدريب اللاعبين استعداداً لكأس العالم. ولكن النتيجة لم تكن مثمرة، نظراً إلى أن المنتخب المصري خسر جميع المباريات الودية قبل انطلاق المسابقة.
وفي هذا السياق، حاول عدد من رجال الدين المصريين النظر في إمكانية إصدار فتوى تُعفي اللاعبين من الصيام، وتقدير عدد الأيام إذا أمكنهم ذلك. وفي بيان له، أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم أنهم "عازمون" على إنهاء صيام شهر رمضان، بينما أجاز مفتي الديار المصرية، شوقي علام، عدم صيام اللاعبين في هذه الظروف الاستثنائية.
نيجيريا
المنتخب النيجيري هو منتخب غير متجانس على الصعيد الديني؛ نظراً إلى أن اللاعبين من خلفيات دينية مختلفة، وهو ما مثل تحدياً أقل بالنسبة للمدرب غيرنو روهر، مقارنة ببقية المنتخبات الإفريقية المشاركة.
في المقابل، كان المدرب أكثر وضوحاً بشأن عواقب الصيام وتأثيره البالغ على أداء اللاعبين. ومع ذلك، قرر كل من المهاجم أحمد موسى والمدافع عبد الله شيهو الصوم خلال شهر رمضان، علماً أن المنتخب النيجيري سيلعب الأحد 17 يونيو/حزيران 2018، أولى مبارياته في كأس العالم. ومن المتوقع أن يُعفي المدرب هذا الثنائي من اللعب؛ لأنه – حسب وجهة نظره – "ليس من السهل بالنسبة للاعبين في المباراة الأولى الانقطاع عن الصيام. وسيكون من الصعب عليهما أيضاً تعويض الطاقة التي خسراها في هذا الوقت القصير".
السنغال
السنغال بلد ذو أغلبية مسلمة، وهذا يعني أن المنتخب السنغالي قد واجه المعضلة نفسها بشأن صيام اللاعبين من عدمه.
وحيال هذا الشأن، أخبر المدرب أليو سيسيه إحدى وسائل الإعلام المحلية، "يعلم الجميع أن تقديم أداء جيد في كرة القدم لا يتناسب مع رمضان"، مضيفاً: "أنا مسؤول عن الحفاظ على صحة هؤلاء اللاعبين". وفي الواقع، لم يشرح المدرب سيسيه كيفية تعامله مع هذه المسألة الحساسة، ولكن حسب ما تداولته بعض المصادر في السنغال، اتفق اللاعبون على عدم الصيام قبل مباريات كأس العالم.