سامي الجابر: حظوظ السعودية في كأس العالم تعتمد على نتيجة مباراة روسيا

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/13 الساعة 19:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/14 الساعة 20:14 بتوقيت غرينتش

لعب سامي الجابر في 4 نسخ من بطولة كأس العالم، وتمكن من إيجاد طريق الشباك في 3 منها، وسجل حضوره أيام مجد المنتخب السعودي سنة 1994، وأثناء خيبة أمله الكبرى في بطولة 2002، فضلاً عن الأيام التي سبقت عودة بلاده إلى الساحة العالمية للمرة الأولى سنة 2006. ويشعر أسطورة كرة القدم السعودية بالتفاؤل حيال مشاركة منتخب بلاده في النسخة الحالية من بطولة كأس العالم.

تؤمن نسبة قليلة فقط من الملايين الذين سيتابعون المباراة بين صاحبة الأرض روسيا والسعوديين بحظوظ المنتخب الغرب آسيوي، الذي يضم بعض المهاجمين الجيدين من طينة الجابر، لتخطي دوري المجموعات، نظراً لتواجد منتخبي مصر وأوروغواي معه في نفس المجموعة. ويصر صاحب 45 سنة، الذي ارتدى قميص المنتخب السعودي في حوالي 150 مناسبة، على أن "الصقور الخضر" يسيرون على الاتجاه الصحيح.

لكن المباريات القادمة ستثبت ما إذا كان ذلك كافيا لمحاكاة الأداء الذي قدمه المنتخب السعودي سنة 1994، الذي مكنه من العبور إلى الدور الثاني.

الجابر.. وذكريات كأس العالم 1994

خلال حديثه مع مراسلي قناة ESPN الأميركية، قال الجابر "كانت تحضيراتنا جيدة للغاية سنة 1994، تم استدعاؤنا من أنديتنا في ذلك الوقت لنلتحق بمعسكرات تدريب في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. آمنَّا بأنفسنا، ولهذا السبب أردنا أن نري العالم من نكون لأن أحدا لم يكن يعلم عنا شيئا. في الولايات المتحدة الأميركية، كانوا يعرفون اسمنا فقط بسبب حرب الخليج، لكننا أظهرنا لهم سببا إضافيا ليتذكرونا".

كما صرح أسطورة المنتخب السعودي أنه متأكد من أنهم تعرفوا عليهم في ذلك الوقت، حيث كان ظهور المنتخب السعودي قوياً أمام نظيره الهولندي. وبعد تقدم "الصقور الخضر" في النتيجة خلال الشوط الأول، عاد المنتخب الهولندي بمهاجمين خلال الشوط الثاني ليتمكن من قلب الطاولة والانتصار بنتيجة 2-1. وقال الجابر، "كان للمنتخب الهولندي العديد من الأسماء الرنانة واللاعبين الكبار في صفوفه. كنت صغيراً في ذلك الوقت، لكننا اجتمعنا معا كفريق ورأينا في المباراة تحدياً كبيراً. كنا نلعب من أجل بلدنا وعائلاتنا وأشقائنا".

تطرق سامي الجابر إلى أطوار المباراة، وقال إن منتخب بلاده كان الطرف الأفضل في المباراة بعد مرور 15 دقيقة فقط على ركلة البداية، حيث تحكموا بكل شيء. وقد تلقت شباك السعوديين هدفين بسبب أخطاء فردية، لكنهم تمكنوا من نقل هذه الثقة إلى المباراة الثانية ضد المنتخب المغربي وتحقيق الانتصار.

خاض المنتخب السعودي مباراته الأخيرة الشهيرة ضد منتخب بلجيكا، الذي كان يضم ثلة من اللاعبين ذوي المهارات الكروية الرائعة. ولعل أبرز ما يتبادر إلى الأذهان حول هذه المباراة هو هدف اللاعب سعيد العويران، الذي أخذ الكرة من منتصف ملعبه وعبر بها مناطق البلجيكيين ليسجل هدفاً رائعاً ساهم في إرسال السعودية إلى الدور الثاني. وقد استحضر سامي الجابر ذلك الهدف قائلاً، "لقد لعبت مع العويران وكنت أعرف ما هو قادر على فعله، وقد أظهر ذلك الهدف مدى الثقة التي كان يتمتع بها".

في الدور 16، مُنّي السعوديون بهزيمة على يد المنتخب السويدي بنتيجة 1-3، وأكد الجابر "لعبنا بدرجة حرارة تبلغ 40 درجة. نحن ننحدر من بلد تكون فيه درجة الحرارة مرتفعة لكننا لا نلعب أثناء النهار". وفي حديثه عن السويديين، صرح النجم السعودي أن لاعبي المنتخب السويدي امتلكوا استراتيجية مثالية، حيث سجلوا هدفهم في وقت مبكر ثم جعلوا السعوديين يركضون خلف الكرة في ذلك اليوم شديد السخونة، وهو ما جعل تدارك النتيجة أمرا صعبا للغاية.

مشاركة مخيبة في كأس العالم 2002

 

في حين مثلت دورة 1994 قمة المجد بالنسبة للمنتخب السعودي، كانت أسوأ ذكرى بعد ثمان سنوات في اليابان، حيث مني الفريق بثلاث هزائم في ثلاث مباريات، من بينها هزيمة ساحقة بنتيجة 8-0 أمام الألمان. وفي حديثه عن تلك المشاركة، أقر الجابر "لم نستعد جيدا من أجل تلك الدورة، وكانت هناك فوضى في معسكرات التدريب، وحضر بعض اللاعبين متأخرين، بينما لم يشارك آخرون في التصفيات، ولكن هذا كله أصبح الآن جزءا من التاريخ".

 

وأضاف الجابر، "أنظروا إلى البرازيل في سنة 2014 وما حدث معهم. كان يمكن أن يحدث ذلك مع أي فريق، ويجب علينا أن ننظر إلى الأمام وألا نفكر كثيرا في فشل سنة 2002، لأنه أصبح الآن مجرد ماض".

مباراة روسيا الأهم في نسخة 2018

يبدو أن استعدادات المملكة العربية السعودية للمشاركة في كأس العالم 2018 تسير بشكل جيد، إذ أن آخر مباراة تحضيرية جمعتهم يوم الجمعة مع المنتخب الألماني في مدينة ليفركوزن، سجل خلالها حامل اللقب العالمي هدفين في الشوط الأول، لكن "الأخضر" قاوم في الشوط الثاني بكل قوة ونجح في تذليل الفارق لتنتهي المباراة بنتيجة 2-1.

على الرغم من أن المدرب الجديد خوان أنطونيو بيزي تسلم منصبه منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إلا أن هذا الأرجنتيني نجح في تقديم أداء محترم خلال هذه الفترة القصيرة.

ويقول الجابر "في مواجهة ألمانيا يمكننا أن نرى من الناحية التكتيكية أن المدرب يسير بنا في الطريق الصحيح. نحن نقوم بالضغط على حامل الكرة في منتصف الميدان، ويمكننا إحداث الخطر من خلال الهجمات المرتدة".

كما أوضح اللاعب السابق، "نحن نلاحظ أن الظهيرين الأيمن والأيسر يتقدمان نحو الأمام، وهما يتمتعان بالسرعة ويمكنهما الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بشكل سريع، وهذه استراتيجية جيدة، إذ أن بعض لاعبي المنتخب يمتلكون مستوى عال ويمكنهم المنافسة في المستوى العالمي. ما داموا قادرين على الوقوف في وجه متوسطي ميدان من طراز توني كروس، فإنهم قادرون على المنافسة في كأس العالم. أنا متفائل بشأن حظوظ المنتخب السعودي، ولكن هذا لا يعني بالطبع أننا ضمنا التأهل إلى الدور الثاني".

ومن أجل انتزاع بطاقة الترشح من دور المجموعات، يعتقد الجابر وملاحظون آخرون أن الأمر رهين المباراة الافتتاحية ضد روسيا يوم الخميس. وحيال هذا الشأن، قال "لن يكون الأمر سهلا في موسكو ضد الفريق المضيف، ولكن اللاعبين يحظون بدعم كبير من ولي العهد، الذي سوف يحضر هذه المباراة ويقدم لهم دفعة قوية".

ويؤكد الجابر على ضرورة "استعداد الفريق من الناحية الذهنية والنفسية. لدينا بعض اللاعبين الممتازين، وهم في حالة جيدة ويمكنهم تحقيق النجاح. وإذا تمكن المنتخب من الخروج بنتيجة إيجابية، فإن هذا سيكون حدثا كبيرا. أما المباراة الثانية ضد الأوروغواي فهي الأكثر صعوبة، والثالثة أيضا ستكون صعبة لأنها ضد أحد أفضل المنتخبات في إفريقيا".

ومجدداً، يؤكد المهاجم السابق الذي قضى تجربة قصيرة في فريق وولفرهامبتون الإنكليزي سنة 2000، على أن الأمر كله يتعلق بالثقة في النفس، حيث يقول إن "الثقة هي كل شيء؛ فإذا شعرت أنك ترزح تحت الضغط بعد مرور 15 دقيقة فلن تتمكن من السيطرة على نفسك في مواجهة صاحب الأرض. لقد عشنا هذه الصعوبات في ربع الساعة الأولى في المباراة التحضيرية ضد منتخب ألمانيا، ولكن شيئا فشيئا استعدنا الثقة وتمكنا من الوقوف بكل ندية".

وختم،  "في العشرين دقيقة الأخيرة من تلك المباراة، شاهدت المنتخب الوطني السعودي في أفضل حالاته من حيث الاستعداد البدني، وشعرت بأن السعودية هي ند لألمانيا. لذلك أعتقد أننا بصدد إحراز تقدم".

تحميل المزيد