تعد نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في روسيا الشهر الجاري بمثابة حجر الزاوية والذي سيحدد بدرجة كبيرة الصراع على لقب الكرة الذهبية، في ظل تفاوت حظوظ الكثير من النجوم المنافسين على اللقب في التوقيت الحالي.
ويتنافس على الكرة الذهبية في التوقيت الحالي كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والمصري محمد صلاح، والبرازيلي نيمار.
ليونيل ميسي
نجح ليونيل ميسي في الفوز مع فريقة برشلونة بمسابقة الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا، وحصل على جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوريات الأوروبية الكبرى والمقدمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
وسجل ميسي 34 هدفاً في مسابقة الليغا الإسبانية، ليتفوق على النجم كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الذي سجل 26 هدفاً مع فريقه في الدوري.
وأصبح ميسي أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في الدوري الإسباني في النسخة الماضية، بالتساوي مع كل من زميله في الفريق لويس سواريز وبابلو فورناليس لاعب فياريال وكل منهم قام بـ12 تمريرة حاسمة بحسب الموقع الرسمي لمسابقة الليغا.
ولكن في الوقت نفسه فإن برشلونة خرج من مسابقة دوري أبطال أوروبا على يد روما الإيطالي من دور الثمانية ليصبح ذلك بمثابة ضربة لطموحات النجم الأرجنتيني في المنافسة على الكرة الذهبية هذا الموسم.
وأمام ميسي فرصة جيدة لإثبات جدارته من خلال مشاركته في كأس العالم مع منتخب الأرجنتين، ويعني الفوز بالمونديال تحقيق اللاعب للكرة الذهبية دون أدنى شك بينما إذا وصل إلى مراحل متقدمة من المسابقة فإنه سيحافظ على حظوظه، ولكن بشرط ألا يفوز أي من منافسيه بكأس العالم.
ولا يغيب عن مخيلة ميسي كيف خرج من المباراة النهائية في النسخة الماضية من المونديال الذي استضافته البرازيل 2014 دون أن يحصل على الكأس، بعدما فازت ألمانيا على التانغو بهدف نظيف، إذ يرغب في طمس تلك الذكريات من مخيلته قبل المنافسة على النسخة الروسية.
كريستيانو رونالدو
فشل كريستيانو رونالدو في الفوز بمسابقة الدوري الإسباني وأيضاً كأس الملك، ولكنه ساهم في فوز فريقه بدوري أبطال أوروبا أمام ليفربول الإنكليزي 3/1 في العاصمة الأوكرانية كييف، ليرفع ذلك من حظوظه في المنافسة على لقب الكرة الذهبية هذا الموسم.
ونجح رونالدو في اعتلاء قائمة الهدافين لمسابقة دوري أبطال أوروبا بعدما سجل 15 هدفاً، وهو رقم يصب في صالحه بأي حال من الأحوال، لاسيما أن البطولة القارية ربما تمنح اللاعب زخماً في المنافسة على الكرة الذهبية.
وتعني مسابقة كأس العالم الكثير بالنسبة لكريستيانو رونالدو، والذي أوقعته القرعة في مجموعة ضمت إسبانيا والمغرب وإيران، ويجب عليه أن يساهم مع زملائه في الحصول التقدم إلى مراحل متقدمة.
ويعد رونالدو هو النجم الأبرز في منتخب البرتغال، وبدونه فإنه يفقد الكثير من قدراته الهجومية، وسيحاول صناعة المجد لبلاده ومن خلال ذلك سيبحث عن الألقاب الفردية ومنها الكرة الذهبية.
محمد صلاح
انفجر بركان النجم المصري محمد صلاح مع ليفربول واستطاع الحصول على لقب هداف الدوري الإنكليزي، وأحسن لاعب في المسابقة بعدما سجل 32 هدفاً في البريميرليغ.
وساهم صلاح في وصول ليفربول إلى المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا، ولكن الإصابة التي تعرض لها على يد سيرخيو راموس قائد ريال مدريد حرمته من تحقيق المجد مع فريقه، ولكن قد يلعب دوره مع منتخب مصر الكثير إذا ما تألق مع الفراعنة.
ويعني تألق صلاح مع الفراعنة وتأهله إلى أبعد من دور المجموعات الكثير بالنسبة لحظوظه في الحصول على الكرة الذهبية، لاسيما أنه بدأ يقترب أكثر من المنافسة الثنائية بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
ويدرك الجمهور المصري قوة محمد صلاح والذي نجح مع بلاده في العودة إلى كأس العالم بعد غياب دام 28 عاماً منذ آخر مشاركة للفراعنة في المونديال منذ نسخة إيطاليا عام 1990.
كذلك ساهم في وصول بلاده إلى المباراة النهائية في كأس الأمم الإفريقية، وخسرت بلاده أمام الكاميرون 2/1 في نسخة الجابون 2017، لذا فإن بصمته مع مصر واضحة للعيان.
نيمار
يعد ما قدمه البرازيلي نيمار نجم باريس سان جيرمان لا يؤهله للفوز بالكرة الذهبية، لاسيما أنه حقق مسابقة الدوري الفرنسي وكأس فرنسا، وإن كان قد تعرض لإصابة قد أبعدته عن المشاركة مع أبناء الأمراء لنحو شهرين.
ولكن إذا ما فازت البرازيل بكأس العالم في روسيا، فإن النجم البرازيلي نيمار قد يكون المرشح الأبرز للفوز بلقب الكرة الذهبية، لأن موازين القوى ستختلف إذا ما جلب لبلاده اللقب.
ولا ينسى نيمار أنه تعرض لإصابة في كأس العالم الماضية التي استضافتها بلاده في لقاء كولومبيا بدور الثمانية بعدما تدخل خوان كاميلو زونيغا عليه، وتسبب في إصابته وخضوعه لجراحة بعد ذلك.
ويدرك نيمار أن أمامه الكثير من العمل والجهد مع زملائه من أجل محو ذكرى الخروج المهين من الدور نصف النهائي أمام ألمانيا عقب الخسارة 7/1 وسط حضور كبير من جماهير السامبا داخل الملعب، بعدما حرمته الإصابة من المشاركة في ذلك اللقاء.
وتعد البرازيل أبرز الأسماء المرشحة للحصول على اللقب بسبب الأسماء اللامعة في صفوف السامبا، وأيضا رغبتهم في الحصول على النسخة السادسة من المونديال بعدما فازوا بخمس بطولات سابقة، ورغبتهم في الابتعاد عن ألمانيا التي تتأهب للحصول على اللقب الخامس بعدما حصلت على لقب 4 مسابقات في تاريخها.
أسماء أخرى
ويلوح في الأفق بعض الأسماء التي يمكن أن تنافس على لقب الكرة الذهبية مثل أنطوان جريزمان نجم أتلتيكو مدريد والذي حقق مع فريقه لقب الدوري الأوروبي وإذا ما فازت فرنسا بكأس العالم فإنه سيكون أبرز المرشحين.
ويظهر على السطح النجم توني كروس لاعب وسط ريال مدريد والذي حقق مع ناديه لقب دوري أبطال أوروبا وإذا ما فازت ألمانيا بكأس العالم فإن حظوظه هو الآخر سترتفع.