دائمًا ما كان كأس العالم فرصة مناسبة لاكتشاف وانفجار الكثير من المواهب الكروية؛ مثل لوكاس بودولسكي في كأس عالم 2006 في ألمانيا، توماس مولر في مونديال جنوب إفريقيا 2010، وأخيراً وليس آخراً بول بوغبا في كأس العالم الأخيرة في البرازيل عندما توهج رفقة المنتخب الفرنسي وقاده إلى ربع النهائي. في المونديال القادم؛ يوجد العديد من المواهب التي سوف تتم مراقبتها عن كثب من قبل الأندية والكشافين، أسماء مثل عثمان ديمبيلي لاعب نادي برشلونة الإسباني أو تيمو فيرنر لاعب نادي لايبزيج الألماني قد تكون على رأس المواهب الشابة المشاركة في كأس العالم القادمة لكنها ليست الأسماء الوحيدة المتواجدة في كأس العالم روسيا 2018 وإنما توجد قوائم ذهبية للموهوبين المتواجدين في المونديال وفي هذه السلسلة سنحاول تسليط الضوء على أبرز المواهب المشاركة رفقة منتخباتهم وينتظر منهم الكثير في البطولة.
رودريغو بنتانكور، الأوروغواي
لاعب نادي يوفينتوس ولاعب منتخب أوروغواي يبرز اسمه كأحد المواهب المنتظر رؤيتها في بطولة كأس العالم التي ستنطلق خلال أيام. بنتاكور صاحب الـ20 عاماً كان قد انتقل إلى نادي يوفينتوس الإيطالي في بداية هذا العام قادماً من بوكا جونيورز الأرجنتيني كجزء من صفقة انتقال كارلوس تيفيز إلى بوكا جونيورز. يلعب بنتاكور في خط الوسط بإمكانية اللعب بالقدمين، مع جودة عالية جداً في التمرير والتمركز مع حركية وسرعة عالية. تكمن قوة رودريغو بنتانكور في مهاراته الدفاعية في منتصف الملعب واستخلاص وقطع الكرة من الخصوم بسلاسة ودونما ارتكاب أخطاء. واستطاع بنتانكور تعويض غياب كلاوديو ماركيزيو في وسط ملعب السيدة العجوز. مما جعله جزءاً رئيسياً من خطط مدرب المنتخب الأوروغوياني أوسكار تاباريز في النصف الثاني من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.
بيوني سيستو، الدنمارك
سيكون الجناح الدنماركي بيوني سيستو صاحب الـ23 عاماً أول لاعب في التاريخ من أصل سوداني يشارك في منافسات كأس العالم. جناح نادي سيلتا فيجو الإسباني يمتاز بسرعة عالية وقدرة فائقة على المراوغة والتسديد وإرسال العرضيات إلى منطقة الجزاء مما جعله ركناً أساسياً في تشكيلة نادي سيلتا فيجو منذ انضمامه إلى النادي الإسباني قادماً من ميتلاند الدنماركي عام 2016. ساهم سيستو، هذا العام، مع ناديه بتسجيل خمسة أهداف وصناعة عشرة أهداف. ويسعى سيستو رفقة كريستاين إيريكسين نجم نادي توتنهام والمنتخب الدنماركي في قيادة بلادهم إلى الأدوار الإقصائية في المونديال المنطلق خلال أيام.
سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، صربيا
بإشاعات وتكهنات حول انتقاله إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي لمجاورة بوغبا في وسط الملعب في صفقة قد تصل إلى الـ100 مليون يورو يدخل سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش كأس العالم والآمال منعقدة عليه لقيادة المنتخب الصربي إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من دور المجموعات في كأس العالم روسيا 2018. سافيتش ابن الـ23 سيكون متواجداً في كأس العالم رغم غيابه عن التصفيات المؤهلة بسبب استبعاد مدرب المنتخب الصربي سلافويوب موسلين السابق له طيلة التصفيات. لكن مع وصول ملادين كرستايتش لقيادة المنتخب صار سافيتش حجر أساس في تشكيلة المنتخب الصربي. سافيتش المتواجد في تشكيلة الدوري الإيطالي لهذا الموسم يمتاز بالقوة البدنية والتفوق في الثنائيات والاحتفاظ بالكرة، والقدرة الكبيرة على التحكم في نسق المباريات ودقة التمرير وصناعة اللعب، إضافة إلى إمكانيات ضخمة في المراوغة والتسديد وتسجيل الأهداف. يشبه سافيتش النجم الفرنسي بول بوغبا إلى حد كبير مع قلة استعراض الشاب الصربي.
أمين حارث، المغرب
أفضل لاعب صاعد في البوندسليغا في موسم 2017/2018 هو أمين حارث لاعب المنتخب المغربي وصاحب الـ21 عاماً. استطاع أمين قيادة نادي شالكة إلى وصافة الدوري الألماني لأول مرة منذ ثماني سنوات. أمين يلعب في خط المنتصف مائلاً على أحد الأطراف كصانع ألعاب. بجسده النحيل والقدرة الفائقة على المراوغة والاحتفاظ بالكرة والتمرير البيني في ظهر المدافعين، يعطيك أمين الإحساس بوجود أندريس إنييستا في أرض الملعب، مع قدرته على صنع الفارق كلما احتاجه فريقه مثلما قاد العودة التاريخية لنادي شالكة أمام بروسيا دورتموند في الدوري الألماني عندما كان متأخراً برباعية نظيفة قبل أن ينفجر أمين في أرضية الملعب ويعادل شالكة النتيجة في الشوط الثاني. أكثر ما يميز نجم أسود الأطلس هو الشخصية الكبيرة التي يمتلكها في أرض الملعب رغم سنه الصغيرة والمستويات التنافسية العالية التي يتواجد بها. ويعتبر مسؤولو الاتحاد المغربي محظوظين للغاية بموافقة أمين على اللعب بقمصان المنتخب المغربي بدلاً من ارتداء قميص المنتخب الفرنسي.
علي رضا جهانبخش، إيران
تحت قيادة كارلوس كيروش؛ تم بناء منتخب إيراني على مبدأ الدفاع ثم الدفاع، لكن في الهجوم الإيراني تواجد سلاحان فتاكان وهما ساردار أزمون وإلى جواره تواجد علي رضا جهانبخش. طيلة مباريات التصفيات، كان ساردار هو نجم الفريق وهدافه الأول لكن ساردار الآن يجلس على دكة فريق روستوف الروسي منذ يناير الماضي بينما ينفجر علي رضا جهانبخش رفقة إيه زد ألكمار في الدوري الهولندي.
جهانبخش صاحب الـ24 عاماً حصد جائزة هداف الدوري الهولندي بتسجيله 21 هدفاً، إضافة إلى صناعة 12 هدفاً في 33 مباراة. ليقود فريقه لحصد المركز الثالث على سلم الترتيب. علي رضا ليس مهاجماً تقليدياً ولكنه يلعب كجناح على الرواق الأيمن مع قدرة ممتازة على المراوغة والتسديد وصناعة اللعب. أي أن جهانبخش سلاح متعدد الاستخدامات ينتقل من الجناح الأيمن إلى الجناح الأيسر حيث أنه يلعب بكلتا القدمين إضافة إلى قدرته على اللعب في قلب الملعب كصانع لعب كلاسيكي في مركز الرقم 10.