كل محاولة تساوي هدفاً، هكذا كان شعور عشاق المنتخب الألماني مع انطلاق منافسات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. إذ أن لاعبي المانشافت في مباراتهم الأولى ضمن المجموعة الخامسة ضدّ المملكة العربية السعودية سجّلوا 8 أهداف مقابل صفر، في ملعب سابورو، ليحقّقوا أكبر انتصارٍ في تاريخ المنتخب الألماني في المونديال. وقد تمَّ اختيار المهاجم ميروسلاف كلوزه كرجلٍ للمباراة، حينها، بعد أن سجَّل ثلاثة أهداف.
وفي حوارٍ تاريخي مع مجلة Bild الألمانية، يقول كلوزه: "أتذكر كل تفاصيل مباراتنا ضدّ السعودية. فهي أول مشاركة لي في كأس العالم، وملعب سابورو كان مليئاً بالمشجعين ويشبه الجحيم، وكانت هنالك مرافقة أمنية ضخمة لنا ومتابعة من المشجعين خلال انتقالنا من الفندق إلى الملعب. عدّة تفاصيل علقت بذهني حول ذلك اليوم، منها على سبيل المثال اختبار كشف المنشطات الذي خضعتُ له بعد المباراة".
وفي هذا الإطار، يتذكر كلوزه: "في اللحظة التي أطلق فيها الحكم صافرة النهاية ووضعتُ قدمي خارج الملعب، توجّه إليَّ المراقبون واصطحبوني معهم. وقد تمّ أيضا اختيار سامي الجابر، كابتن المنتخب السعودي". وقال كلوزه إنه ضحك كثيراً مع الجابر، حين التقيا مؤخراً وتذكرا تلك الحادثة، وكيف أنهما واجها مشكلة في تقديم عيّنات البول، "بقينا لوقتٍ طويل، رغم أننا شربنا كميات كبيرة من الماء".
ويتحدث هدّاف المنتخب الألماني في لقائه هذا عن حارس المنتخب السعودي محمد الدعيع، ويقول: "لقد شاهدنا مقاطع فيديو كثيرة حول الدعيع. كنا نشعر بأنه إنسان خارق للطبيعة. أعلم أن منتخبنا أيضاً كان يضمُّ حراساً عمالقة مثل أوليفر كان ويانس ليمان، ولكننا أُعجبنا بالدعيع وبتنا نقول لأنفسنا إن هذا الحارس لا يُقهر".
وأضاف كلوزه: "أنا دائماً أركز انتباهي حول طريقة حركة حارس المرمى في مواجهة الخصم ومكان وقوفه. وبعد المقاطع التي قام مدرب الحراس سيب ماير بإعدادها لنا، حول حارس المنتخب السعودي، كنتُ أفكر في قرارة نفسي وأقول إنسى الأمر يا ميرو، هذا الحارس لا يقهر. ولكن في النهاية، سجّلنا في مرماه 8 أهداف".
في هذا اللقاء، تحدث كلوزه أيضاً عن خسارة المنتخب الألماني أمام البرازيل، بنتيجة 2 – 0: "كانت أمامنا فرصة للفوز، لكن العارضة حالت دون تسجيل هدف أوليفير نيفيل، وإعطائنا الفرصة للحصول على الأسبقية في التقدُّم".
وأضاف: "لكن البرازيل كانت جديرة باللقب، كان لديها منتخبٌ عملاق في العام 2002. رونالدو، كافو، ريفالدو.. قدّمنا مشاركة جيّدة في ذلك المونديال، لكننا لم نستطع تجاوز البرازيل.