يواجه المنتخب السعودي أزمات مختلفة، تجعل الخطر يحدق به قبل انطلاق مونديال روسيا في 14 يونيو/حزيران 2018، بمباراة يكون الأخضر طرفها أمام الدب الروسي، ضمن مباريات المجموعة الأولى التي تضم كذلك مصر وأوروغواي.
الاستقرار الفني
ويعد غياب الاستقرار الفني إحدى كبرى الأزمات التي تواجه الأخضر.
فبعد التأهل للمونديال، لم يتم تجديد عقد المدرب الهولندي الشهير بيرت فان مارفيك، الذي تولى المهمة في التصفيات بنجاح، وعاد معه المنتخب السعودي للمونديال الذي غاب عنه في 2010 و2014.
وعن سبب عدم تجديد فان مارفيك، قال عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي: "طلبنا منه على الأقل الوجود 3 أسابيع كل شهر مع إعطائه إجازة مفتوحة وتذاكر لمدة أسبوع، مع حضور 80% من مباريات الدوري، لكنه رفض".
لكن المدرب ردَّ من خلال شبكة "إن أو إس" الهولندية، قائلاً: "أنا مَن أوقف المفاوضات مع المنتخب السعودي؛ وذلك بسبب إقالة مجموعة من طاقمي، وهذا أمر لا أقبله".
وتفاوض الاتحاد السعودي مع نظيره الإماراتي؛ للتعاقد مع الأرجنتيني إدغاردو باوزا مدرب الأبيض، وهو ما تم بالفعل في منتصف سبتمبر/أيلول 2017.
لكنه لم يستمر سوى شهرين فقط، وتمت إقالته؛ لسوء النتائج، بعدما قاد الأخضر في 5 مباريات، فازت السعودية فيها على جامايكا (5-2) ولاتفيا (2-0)، وخسرت من غانا والبرتغال بالنتيجة نفسها (3-0) ومن بلغاريا (1-0).
وتعاقد الاتحاد السعودي بعد باوزا مع مواطنه خوان أنطونيو بيتزي في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لكن المدرب تعرَّض لانتقادات حادة؛ لعدم ظهور بصمته مع الفريق، ما ردَّ عليه نواف التمياط، نائب رئيس الاتحاد، في تصريح تلفزيوني، قال فيه: "بالنسبة لي، هناك بوادر لبصمة واضحة، وأقول ذلك من واقع مشاهدتي للتمارين، وأسمع ما يطلبه المدرب من اللاعبين، وهناك تجاوب كبير منهم".
مراكز اللعب داخل الملعب
ويواجه المنتخب السعودي أزمات في عدد من مراكز الملعب.
على مستوى الهجوم، كشفت المباريات الودية الأخيرة عن أزمة واضحة في ظل التراجع الكبير لمحمد السهلاوي المهاجم الأول للمنتخب، الذي انتقده تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة، علانيةً على تويتر، قبل أن يقوم بإرساله إلى نادي مانشستر يونايتد؛ لخوض فترة إعداد، وعدم توافر لاعبين غيره في مركز رأس الحربة.
واعترف المدرب بيتزي صراحة بهذه الأزمة، وبأن الأخضر يعاني مشكلة في خط الهجوم، مشيراً إلى أنه سيفتح أبواب المنتخب لجميع اللاعبين من أجل حل هذه الأزمة.
ووصلت الأمور بالمدرب إلى ضمه صاحب الأصول الغينية هارون كمارا، لاعب القادسية، إلى صفوف المنتخب للمرة الأولى؛ في محاولة منه للخروج من هذه الأزمة.
ولعل انتقادات تركي آل الشيخ عقب الخسارة من بلجيكا برباعية نظيفة في نهاية مارس/آذار 2018، وتأكيده حاجة المنتخب لرأس حربة ولاعب محور ارتكاز، مع إشارته إلى أن الجيل الحالي ليس بحجم جيل ماجد عبد الله وفهد الهريفي وسعيد العويران وسامي الجابر وخالد مسعد وأحمد جميل- تكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها الأخضر السعودي على المستوى الفني.
جاهزية اللاعبين
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد. فعلى مستوى الجاهزية، انتهى الدوري السعودي في 12 أبريل/نيسان 2018، ثم مباراة أخيرة جمعت الاتحاد مع الفيصلي بنهائي كأس الملك في 12 مايو/أيار 2018.
وهو ما دفع المدرب بيتزي لعمل معسكر طويل بمدينة ماربيا الإسبانية، ربما يصيب اللاعبين بحالة من الملل؛ لكون هذا المعسكر الإعدادي الطويل -بدأ في 25 أبريل/نيسان، وامتد حتى منتصف مايو/أيار 2018- لم يكن فيه مباريات تنافسية إلا أمام الجزائر في 9 مايو/أيار 2018 ثم اليونان في 15 من الشهر ذاته.
غياب المحترفين عن المباريات
كذلك، يعد غياب الثلاثي الدولي المحترف بالدوري الإسباني؛ فهد المولد ويحيى الشهري وسالم الدوسري، عن المباريات منذ انتقالهم في يناير/كانون الثاني 2018، من بين الأسباب التي تجعل وضعية الأخضر السعودي خطيرة قبل المونديال.
إلا أن المدرب بيتزي يرى أنهم يتدربون بشكل جيد مع أنديتهم رغم عدم اللعب، ومستواهم تطوَّر ورغبتهم في التنافس قد أينعت، وحان وقت الاستفادة منها.