يوسف المساكني، نجم المنتخب التونسي ونادي الدحيل القطري، ليس مجرد لاعب في تشكيلة مدربه نبيل معلول.
فالأخير يرى أن غيابه بمثابة غياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن منتخب الأرجنتين أو البرتغالي كريستيانو رونالدو عن منتخب البرتغال؛ لذلك عدم وجوده مع منتخب بلاده في المونديال صدمة كبرى، لكن الحياة لن تتوقف بالنسبة لمنتخب الخضراء.
وتعرَّض المساكني للإصابة يوم 7 أبريل/نيسان 2018، خلال مباراة فريقه الدحيل، في الجولة الأخيرة للدوري القطري ضد السيلية، وأجرى عملية جراحية ناجحة بالرباط الصليبي للركبة، في الولايات المتحدة الأميركية.
ويحتاج اللاعب بعد هذه العملية إلى الراحة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
محاولات لإنقاذه لكن بلا نتيجة
ومن شدة أهمية المساكني، بحثت تونس عن طرق عديدة للحفاظ على فرص وجوده ضمن عناصرها في المونديال.
فكشف سهيل الشملي، طبيب منتخب تونس، للقناة الوطنية التونسية، عن اتصالات مع خبراء وأطباء في الولايات المتحدة الأميركية؛ لعلاج المساكني بطريقة جديدة، على غرار علاج لاعبي دوري كرة السلة الأميركي.
وكذلك، كانت هناك اتصالات مع أطباء في كندا وألمانيا؛ لبحث حالة المساكني، من أجل إيجاد طريقة لعلاجه بشكل أسرع.
لكنَّ كل هذه المحاولات ذهبت أدراج الرياح، بعدما خرج رئيس الجهاز الطبي لنادي الدحيل القطري، فيصل مؤدب، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للنادي، قال فيها: "لا توجد أية إمكانية طبية تسمح للاعب بالمشاركة في المونديال، أو تعجِّل بعودته؛ فاللاعب سيكون في حاجة لفترة علاج طبيعي وتدريبات تأهيلية تستمر 6 أشهر على الأقل حتى يستعيد عافيته ويعود للملاعب من جديد".
محاولة إيجاد البديل
وبعدما أيقن معلول أن نجم فريقه الأول لن يقود تونس في المونديال، رفض البكاء على الأطلال، وأظهر شجاعة في مواجهة الصدمة، فشدد على ضرورة الإعداد الجيد للمونديال سواء حضر هذا اللاعب أو لم يحضر، مبيناً أن الواقع الراهن يفرض عدم التركيز على لاعب بعينه؛ بل يتوجب تحضير منتخب يكون قوياً من الناحية الجماعية ولا يرتكز على لاعب بعينه.
وجاء تألُّق وهبي الخزري، لاعب رين الفرنسي، بمثابة بارقة الأمل للجماهير التونسية، كلاعب قادر على تعويض غياب المساكني.
لكنَّ حاتم الطرابلسي، النجم السابق للكرة التونسية، تحدث عن ذلك، قائلاً: "بالتأكيد، بات وهبي الخزري مرشَّحاً لتعويض المساكني، لكنه لن يعطي المنتخب المزايا نفسها التي كان يمنحها المساكني للمدرب. الأخير كان يلعب بمرونة تكتيكية كبيرة في مراكز المهاجم الصريح وخلف المهاجم والجناح، فيما الخزري يكون مؤثراً فقط داخل صندوق منطقة الجزاء".
وبخلاف الخزري، هناك أسماء وضعت نفسها بقوة على الساحة لتعويض غياب المساكني، بينهم نعيم السليتي لاعب ديجون الفرنسي، وكذلك بسام الصرارفي لاعب نادي نيس.
هذا بالطبع دون نسيان نجم الترجي التونسي أنيس البدري، الذي ترك بصمته أيضاً مع المنتخب سواء خلال مرحلة التصفيات أو في المباريات الودية، وفخر الدين بن يوسف لاعب الاتفاق السعودي.
ووسَّع معلول دائرة الخيارات، فذهب للسويد من أجل مراقبة كريم المرابطي لاعب يورغودون السويدي؛ من أجل ضمه للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب.
ومن بين الحلول المقترحة كذلك، تغيير طريقة اللعب، وهو ما طرحه حاتم الطرابلسي، الذي قال: "غياب المساكني كان صادماً؛ لأنه لا يفرض فقط تغييراً في مركز لاعب بالمنتخب، وإنما سيكون على المدير الفني، نبيل معلول، تغيير طريقة اللعب بالكامل".
وتبقى جميع الخيارات متاحة أمام المدرب نبيل معلول قبل انطلاق المونديال، الذي ستواجه تونس فيه منتخبات إنكلترا وبلجيكا وبنما، وعليه إيجاد الحل، مثلما أوضح طارق ذياب أسطورة الكرة التونسية، الذي قال: "المساكني أفضل لاعب في المنطقة العربية حالياً ومن بين أفضل اللاعبين بإفريقيا، طبيعي أن تؤثر إصابته على منتخب تونس. لكن تلك هي كرة القدم ويتعيَّن على المدرب إيجاد الحلول".