شهر واحد قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، أصبح منتخب تونس في ورطة إضافية بعد أن كانت القرعة أوقعته أصلاً في مجموعة شديدة الصعوبة تضم كلاً من بلجيكا وبنما وإنكلترا.
عانى المنتخب التونسي من سوء حظه أكثر من أي منتخب آخر، حيث خسر الموهوب يوسف المساكني، الذي تعرَّض لقطع بالرباط الصليبي في 7 أبريل/نيسان 2018، وهو ما يُبقيه بعيداً عن الملاعب 6 أشهر على الأقل. هذا اللاعب المهم في المنتخب التونسي، سجَّل لحد الآن 49 هدفاً، أصيب في أثناء مشاركته بدوري نجوم قطر مع فريق الدحيل ضد السيلية.
رغم ذلك، قالت صحيفة Daily Telegraph البريطانية، إن المدرب نبيل معلول نجح في تحويل تونس من منتخب متواضع يعتمد بشكل كلي على الدفاع، إلى منتخب أكثر استعداداً للهجوم، منذ أن أمسك هو بمقاليد الفريق، بعد مشاركة في كأس إفريقيا للأمم 2017.
معلومات أساسية
قائد الفريق: أيمن المثلوثي
المدرب: نبيل معلول
لقب الفريق: نسور قرطاج
ترتيب الفيفا: بحسب الترتيب الصادر في 12 أبريل/نيسان 2018، يحتل المنتخب التونسي المرتبة الـ 14.
الطريق نحو المونديال: تعويضه للانطلاقة الضعيفة يكشف أهم صفاته
أوقعت القرعة المنتخب التونسي في مجموعة، وصفها أغلب المحللين بأنها سهلة نسبياً، وهو ما جعل حظوظه وافرة لحجز مقعد ضمن الفرق الخمسة المؤهلة عن القارة الإفريقية، حيث واجه في هذه التصفيات جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي مثلت الخصم الأبرز لتونس.
وقد حصد المنتخب التونسي 10 نقاط في إطار مواجهاته ذهاباً وإياباً مع ليبيا وغينيا، التي حقق ضدها فوزاً ساحقاً بعقر دارها في كوناكري بنتيجة 4-1. لكن، تمثلت الخطوة الحاسمة، بالنسبة للمنتخب التونسي، في تحقيق التعادل أمام منتخب الكونغو الديمقراطية.
وقد قدَّم المنتخب التونسي في بداية التصفيات مردوداً متواضعاً، خاصة خلال مباراته الأولى بملعب رادس، رغم أنه نجح بنهاية تلك المباراة في الانتصار 2-1. كما نجح "نسور قرطاج" في العودة من بعيد بأصعب مباراة له في كينشاسا، ليحرز التعادل 2-2. وتمثل هاتان المواجهتان دليلاً على قوة عزيمة التونسيين وقدرتهم على العودة في الأوقات الصعبة، وهما خصلتان سوف تساعدانهم كثيراً هذا الصيف في روسيا، حسب تقرير لموقع ESPN الأميركي.
نقاط القوة: زحام من اللاعبين الموهوبين في الوسط
من المميزات المثيرة للمنتخب التونسي، هو أنه فريق بلا نجوم. مع ذلك، يزخر هذا المنتخب بالعديد من اللاعبين الممتازين، خاصة في خط وسط الميدان، والذين يستطيعون الدفاع عن حظوظ منتخبهم ضد بلجيكا وإنكلترا في الدور الأول من كأس العالم.
ومن أبرز هؤلاء اللاعبين، الثلاثي فرجاني ساسي ومحمد أمين بن عمر وغيلان الشعلالي، والذي يضمن التوازن في وسط الميدان، ويمتاز بالانضباط والمردود الاستثنائي. ولذلك، يمكن للمنتخب التونسي مواجهة الفرق الأخرى بنديّة.
هؤلاء اللاعبون يبذلون جهداً كبيراً على الميدان، حيث أكدوا، خلال المباريات الأخيرة التي حقق فيها الفريق نتائج إيجابية، أنهم يمتازون بالإصرار والروح القتالية، كما أنهم أظهروا شراسةً في دعم خط الدفاع. كما نجد أيضاً اللاعبان وهبي الخزري ونعيم السليتي، اللذان يمتازان بالفنيات واللمسات الجميلة، ويستطيعان تهديد مرمى أي خصم.
نقاط الضعف: الفنان الذي يعالج كبرى مشكلاته سيغيب
لم يسجل المنتخب التونسي سوى بـ 11 هدفاً خلال التصفيات. وقد وجد صعوبة كبيرة في التسجيل بمرمى المنتخب الليبي رغم محدودية إمكاناته.
وقد سجل المنتخب التونسي هدفاً وحيداً في 180 دقيقة، جاءت من ضربة جزاء نفذها وهبي الخزري. كما أن خسارة يوسف المساكني، أفضل هداف في الفريق، تمثل ضربة موجعة لهذا اللاعب ولحظوظ المنتخب التونسي أيضاً، حيث سيُحرم الفريق من خدمات أخطر لاعبيه على الإطلاق.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المهاجم قام بتسجيل ثلاثية لا تُنسى في مرمى غينيا خلال التصفيات، ومن الصعب أن نتخيل أن بقية المهاجمين، من قبيل فخر الدين بن يوسف وطه ياسين الخنيسي، يمكن أن يسجلوا بطريقة المساكني نفسها.
كما يعاني المنتخب التونسي إصابات أخرى تلاحق الشعلالي، وبن عمر، والظهير الأيسر الممتاز علي معلول، وهو ما يثير قلق طاقم تدريب الفريق مع اقتراب صافرة انطلاق كأس العالم.
أبرز اللاعبين: وهبي الخزري هداف رين الفرنسي
صانع الألعاب وهبي الخزري يعد أبرز لاعبيه، وقد واجه صعوبات كبيرة خلال تجربته السابقة في الدوري الإنكليزي مع فريق سندرلاند، لكنه انتقل على سبيل الإعارة إلى رين الفرنسي، ليستعيد بريقه مجدداً وأمجاده في الدوري الفرنسي.
وقد سجل صانع الألعاب الموهوب 9 أهداف حتى الآن، وأثبت أنه كان جديراً باللعب في الدوري الإنكليزي وبارتداء زي المنتخب التونسي.
وقد دخل هذا اللاعب بهذا الموسم، في المنافسة على جائزة مارك فيفيان فوي، التي تُمنح سنوياً للاعبين الأفارقة المحترفين في الدوري الفرنسي. ويشكّل وهبي الخزري خطراً كبيراً عندما يتوغل من الجهة اليسرى ثم يلتف نحو المرمى، أو في تنفيذ الضربات الحرة. وسيمثل هذا اللاعب بالتأكيد سلاحاً فعالاً للمنتخب التونسي، إذا أراد تحقيق الانتصارات في روسيا.
التشكيلة الأساسية المنتظرة
أيمن المثلوثي – علي معلول – ياسين مرياح – صيام بن يوسف – حمدي النقاز – غيلان الشعلالي – محمد أمين بن عمر – فرجاني ساسي – نعيم السليتي – وهبي الخزري – طه ياسين الخنيسي.
أبرز مخاوف الصحافة المحلية
قال حسان مزوغي على موقع كابيتاليس التونسي، "إلى جانب غياب يوسف المساكني عن المونديال، يعاني المنتخب مشكلة الاستعداد البدني. ويشكِّل هذان الأمران مصدر ضغط كبيراً على اللاعبين من الناحية الذهنية والجسدية على حد سواء. ولذلك، يواجه أبناء نبيل معلول وضعاً صعباً في أثناء التحضيرات".
التوقعات ليست في صالح التأهل للدور التالي
تمتلك تونس فريقاً لا يمكن الاستهانة به، حيث يضم لاعبين أقوياء في وسط الميدان، والعديد من المواهب بخط الهجوم. ولكن بعد إجراء القرعة، رجح الكثيرون أن حظوظ تونس ليست كبيرة، حيث لم يكن الفريق محظوظاً كثيراً بأن يقف في طريقه بلجيكا وإنكلترا في أول مباراتين؛ ومن ثم، تعتبر تونس مهدَّدة بخسارة فرص التأهل حتى قبل مواجهة بنما بمدينة ساراسك في المباراة الثالثة.
ولا تصبُّ المراهنات والتكهنات، منذ الآن، في صالح هذا المنتخب، خاصة بعد معاناته العديد من الإصابات، ومن أهمها إصابة الموهوب يوسف المساكني، بالإضافة إلى الشكوك التي تحوم حول مشاركة معلول والشعلالي ورامي البدوي ومحمد أمين بن عمر.
ولكنَّ أداء المنتخب التونسي في التصفيات يشير إلى أنه قادر على تحقيق مفاجآت، فهل تحدث المعجزة وينجو من الحصار الإنكليزي-البلجيكي؟