تتعدد القصص التي لم يكن لها صدى في الماضي لتحتل الواجهة بشكل مفاجئ. ومن بين هذه القصص، تلك التي تتحدث عن العلاقة "الغريبة" بين نادي قرطبة الإسباني واللاعب الدولي المصري محمد صلاح.
إذ كشفت صحيفة ABC الإسبانية مؤخراً عرض خدمات اللاعب على إدارة قرطبة للتعاقد معه في العام 2012، حين كان خوان كارلوس غونزاليز يترأس النادي الإسباني.
وتعود بداية هذه الأحداث إلى مطلع العام 2011، حيث خاض صلاح مباراةً في صفوف منتخب مصر تحت سن 20 عاماً ضد نظيره الكولومبي. وخلال المباراة، لم يكن صلاح من بين اللاعبين الأبرز أو الأكثر تميزاً، إلا أنه ترك أثراً لدى من شاهدوا المباراة. ونظراً لهذا المردود والانطباع الذي خلفه صلاح، قامت شركة "سبوكس" الفرنسية بتقديم عرض للعديد من الفرق الأوروبية للتعاقد معه، كان من بينها نادي قرطبة الإسباني.
وقد أكد وكيل الاتحاد الدولي لكرة القدم لودوفيك ميغريت، الذي أشرف على هذه المفاوضات لصحيفة ABC الإسبانية، أن "صلاح كان ضمن مجموعة من اللاعبين الذين يحتلون مكانة ضمن عمليات التفاوض التي تجريها الشركة في أفريقيا. وقد بدى أن لهذا اللاعب مستقبلاً باهراً".
وأشار ميغريت إلى أن "مواصفات صلاح جعلته من اللاعبين الذين يصعب عرضهم في السوق الأوروبية، نظراً لربط اللاعبين الأفارقة بخطة لاعب الوسط الدفاعي التقليدي، وهو ما يعتبر خطأ جسيماً".
وفي تلك الفترة، اتصلت شركة "سبوكس" بفريق قرطبة عن طريق كانديدو كاردوسو، الذين كان مستشارا لرئيس الفريق الإسباني. ووفقاً لما أكده ميغريت، "رأى كاردوسو في خضوع صلاح للاختبار فرصة جيدة". وخلال هذه العملية، تم طرح اسم المصري محمد النني أيضاً، الذي يلعب حالياً في صفوف آرسنال الإنكليزي. لكن خوان كارلوس غونزاليز رفض انتقال النني إلى صفوف فريقه، رغم أن الصفقة لم تكن لتكلّفه الكثير.
في هذا الصدد، فسر ميغريت كيفية عمل شركته قائلاً، "نقوم بالاتصال ببعض الفرق للتعريف بعدد من اللاعبين الذين لم تسلط عليهم الأضواء بعد. ومن ثم، نضع هؤلاء اللاعبين قيد الاختبار، كي تشاهد الفرق المهتمة طريقة لعبهم".
وأوضح ميغريت أن "عمل الشركة يتمثل في عرض لاعبي هذه الفرق على فرق أخرى متميزة تلعب في المراكز الوسطى، أو عرضها على فرق متواضعة في عالم كرة القدم، كما كان الحال بالنسبة لفريق قرطبة آنذاك". وقد كان فريق قرطبة يناضل خلال ذلك الموسم لحجز مكان له في دوري الدرجة الأولى من الموسم الموالي.
وقد فوت غونزاليز هذه الفرصة، حيث وقع كل من صلاح والنني مع نادي بازل في صيف 2012، بعد المشاركة في الألعاب الأولمبية في لندن. ودفع هذا الفريق، للتعاقد مع صلاح، مبلغ 2.5 مليون يورو، في حين انتقل النني إلى النادي على سبيل الإعارة، ليتم التعاقد معه في السنة الموالية مقابل 2 مليون يورو، نظراً لمردوده الجيد.
ووفقاً لقواعد السوق غير المكتوبة، كان استثمار قرطبة ليكون أقل قيمة من عرض بازل، باعتبار أن النادي الإسباني ينتمي لفئة النوادي الأقل أهمية.
أما في سويسرا، فقد لمع نجم صلاح وساعد بازل على تحقيق الألقاب، ما ساهم في حصول "الفرعون" على لقب أفضل لاعب كرة قدم أفريقي لسنة 2013.
وبفضل أدائه الجيد ضد تشيلسي الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا، تمكن اللاعب المصري من الانتقال إلى الفريق اللندني مقابل 16.5 مليون يورو. وفي وقت لاحق، تطورت مواهب صلاح بين فريقي فيورنتينا وروما الإيطاليين. وفي الوقت الحالي، أكد الألماني يورغن كلوب أن صلاح يتقاضى 42 مليون يورو في ليفربول الإنكليزي، اللاعب الذي رفض غونزاليس التعاقد معه!