يعيش قائد المنتخب المغربي المهدي بن عطية أياماً عصيبة في يوفنتوس الإيطالي، بعدما زادت حدة الانتقادات تجاهه، وذلك على خلفية النتائج المتذبذبة لـ "السيدة العجوز"، التي ودَّع دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني، ودخلت في منافسة حامية الوطيس على لقب الدوري المحلي، قبل أن تنجح في فرض سيطرتها على الأمور بالفوز على انتر ميلان 3-2 في مباراة غاب عنها بن عطية.
الهجوم على بن عطية بلغ ذروته خلال الأيام الماضية، فحمَّلته وسائل إعلام إيطالية مسؤولية تراجع نتائج يوفنتوس، وقامت بحصر الأخطاء التي يرتكبها، ووجَّهت له اتهامات بالتسبب في إفساد موسم الفريق.
هجوم إيطالي على بن عطية
موقع Juventus 24، نشر تقريراً بعنوان "كيف تُربك موسماً مميزاً في 3 خطوات؟"، هاجم فيه اللاعب المغربي، بالرغم من الاعتراف بتقديمه مباريات جيدة مع الفريق هذا الموسم.
لكن هفواته أمام فاسكيز في مباراة ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، وكوليبالي لاعب نابولي ودياباتي مهاجم بينفينتو في الدوري المحلي، كلفت الفريق الكثير.
وكانت صحف مثل Corriere Dello Sport وموقع Tutto Mercato أقل حدة في نقدها لبن عطية، باعترافها بتقديمه مستويات متميزة، حتى إن بعضها منحه أعلى الدرجات في تقييمه لمباراة نابولي، مع التأكيد في الوقت نفسه على مسؤوليته عن الهدف.
هذا على عكس عنوان Sport Fire المثير للجدل "بنعطية اغتُصب مجدداً"، والذي استلهمته من تصريح له عقب وداع دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، قال فيه إن فريقه تم اغتصابه.
خلافات مع بوفون؟
ولم تتوقف الضغوط على لاعب اودينيزي وروما السابق عند هذا الحد، فانتشرت تقارير تؤكد دخوله في خلاف عنيف مع قائد يوفنتوس جيانلويجي بوفون، عقب الخسارة أمام نابولي، قبل أن يخرج بوفون ويؤكد عدم صحة هذه الأنباء، ويشيد ببن عطية عبر قناة النادي الرسمية.
ويأتي كل هذا الهجوم على قائد "أسود الأطلس"، في الوقت الذي اختاره موقع Opta المتخصص في إحصائيات كرة القدم، ثاني أفضل مدافع في بطولة الدوري الإيطالي، خلف ميلان سكرنيار مدافع إنتر ميلان، في قائمة ضمَّت أفضل 5 مدافعين في الـ "كالتشيو"، جاء فيها زميله جورجيو كيليني رابعاً، وحل فدريكو فازيو مدافع روما في المركز الثالث، وكان المركز الخامس من نصيب راؤول البيول مدافع نابولي.
ويبدو أن صوت الهجوم على بن عطية وجد صداه عند مدربه ماسيمليانو آليغري، ففضل عدم الزج به في مواجهة الفريق أمام إنتر ميلان، التي خرجت لصالح يوفنتوس 3-2، ففضل الدفع بأندريا بارزالي البالغ من العمر 36 عاماً.
وبرَّر جوزيبي ماروتا المدير الرياضي ليوفنتوس، عدم الاعتماد على بن عطية في مواجهة إنتر ميلان، بأنه تم في إطار مبدأ المداورة التي يطبقها آليغري، مشدداً على أن الأمر لا علاقة له بوجود خلافات بين بن عطية وبوفون.
دعم من مدرب المنتخب المغربي
ويعمل الفرنسي هيرفي رونار مدرب المنتخب المغربي بكل قوة على دعم قائد فريقه، وانتشاله من الضغوط التي يعيشها بتصريحات علنية عبر الشبكات الاجتماعية، فبعد خروج يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا، كتب المدرب على إنستغرام، "تهانينا لمهدي بن عطية على مباراته المميزة أمام ريال مدريد. أنا فخور به".
ويبقى الوقت رهان بن عطية للخروج من دائرة الضغوط التي تحاصره في إيطاليا، ليركز في قيادته لـ "أسود الأطلس" قبل قرابة شهر ونصف الشهر من انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.