اختفى الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جوزيف بلاتر، عن الأنظار خلال الفترة الماضية. لكن مع اقتراب أهم حدث رياضي لهذا العام، وبالتحديد قبل أسابيع قليلة من انطلاق كأس العالم 2018 في روسيا، فجأة ظهر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم من جديد.
يبدو أن الرئيس السابق لـ "فيفا" سيكون حاضراً في مونديال روسيا الذي ستدور منافساته بين 14 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو 2018، رغم أن الرجل يقضي الآن عقوبة إيقاف.
بلاتر أكد في حوار مع صحيفة Blick السويسرية، أن النية تتجه نحو حضوره المباراة الافتتاحية للبطولة، ملبياً دعوةً رسميةً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت الصحيفة السويسرية عن بلاتر قوله، "سأكون حاضرا في مباراة الافتتاح بين السعودية والبلد المنظم روسيا في 14 حزيران/يونيو المقبل، إذا دعاني فلاديمير بوتين إلى ذلك أمام مجلس (فيفا). في هذه الحالة سيكون كلا رئيسي الفيفا حاضرين، أي أنا وجياني أنفنتينو، بما أنني ما زلت رئيساً لـ (فيفا)، فأنا لم أخرج منها بالتصويت، بل تعرضت فقط للإيقاف".
ويبدو تصريح بلاتر غريباً ومفاجئاً لمتابعي كرة القدم العالمية، إذ أنه حسب زعمه لن يكتفي بالحضور كمجرد متفرج لكأس العالم، بل يريد أكثر من ذلك، حيث يسعى للظهور العلني كرئيس لـ "فيفا"، في سعي منه لتلميع صورته أمام الرأي العام الرياضي العالمي، رغم أنه تم توقيفه عن شغل هذا المنصب في أواخر 2015 بقرار من لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي.
ولا يزال الجميع يتذكرون جيداً ذلك القرار القاضي بإيقاف بلاتر لمدة 8 سنوات عن ممارسة أي نشاط رياضي، إلى جانب الفرنسيين ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وجيروم فالكه الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، والأسباب التي أدت إليه، ولذلك فقد عاد متحدث باسم "فيفا" للتأكيد بأن "بلاتر مسموح له بحضور كأس العالم كمتفرج، وهذا لا إشكال فيه، ولكن لا يمكنه الحضور في المباريات بصفته الرسمية".
كما أضاف نفس هذا المتحدث أن مسؤولي الاتحاد الدولي لا يريدون رؤية بلاتر الذي سبق لهم طرده من "فيفا" كواحد منهم مجدداً، والدعوات الرسمية تقوم "فيفا" فقط بإرسالها، ولا يمكن لأحد آخر، حتى لو كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصديق الحميم لبلاتر، القيام بذلك.
ويعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسويسري بلاتر صديقين مقربين جداً، وقد توطدت العلاقة بينهما خلال الظروف المحيطة بإسناد تنظيم كأس العالم 2018، الذي فازت روسيا بشرف تنظيمه إبان فترة رئاسة بلاتر للاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقد عبر بوتين عن امتنانه الكبير للرئيس السابق لـ "فيفا" في صيف سنة 2015، أي قبل وقت قصير من تعرض بلاتر للإيقاف. وتقدم بوتين بمقترح غريب في ذلك الوقت، حيث قال في سياق حديثه لقناة RTS السويسرية، "أعتقد أن الأشخاص من أمثال بلاتر ورؤساء المؤسسات الرياضية العالمية أو المشرفون على الألعاب الأولمبية يجب أن يحصلوا على تقدير خاص، إذا كان هنالك فعلا من يستحق الحصول على جائزة نوبل فهم هؤلاء الناس".
والآن، مع اقتراب انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم، تبدو الفرصة مواتية لبوتين لرد الجميل لصديقه سيب بلاتر، وسيكون ذلك على الأقل من خلال منحه بعض التذاكر التي ستسمح للرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم بالحضور في مباريات كأس العالم هذا الصيف.