اقترن اسم اللاعب المصري أحمد حسن (42 عاماً) في أذهان كثير من الشباب بمسيرة نجاح طويلة، سطَّرها بين صفوف المنتخب خلال عصره الذهبي، وكانت مسيرته الاحترافية من أنجح المسيرات الرياضية في تاريخ لاعبي المنتخب، إذ شارك في 184 مباراة، و8 بطولات أمم إفريقيا، وحصل على لقب أحسن لاعب في بطولة إفريقيا 2006.
مثّل حسن "الفراعنة" بين عامي 1995 و2012، في مسيرة حافلة بالألقاب، ليتربع على عرش اللاعبين الدوليين بمسيرة امتدت لـ 16 عاماً.
أرقام حسن القياسية كثيرة، أبرزها تتويجه بكأس أمم إفريقيا 4 مرات 1998 و2006 و2008 و2010، واختياره ضمن التشكيلة المثالية لمنتخب إفريقيا في تلك البطولات.
"عربي بوست" التقت "الصقر" الذي تحدَّث فيه عن رأيه في المنتخب المصري، وحظوظه في نهائيات كأس العالم 2018، وإنجازات محمد صلاح، وما حقَّقه في الفترة السابقة مع روما الإيطالي وليفربول الإنكليزي.
- بدايةً يرى البعض أن جيلك أنت ومحمد أبو تريكة وعصام الحضري ووائل جمعة ومحمد زيدان، كان الأفضل والأقوى في تاريخ مصر، وكان الأجدر بتمثيل "الفراعنة" في كأس العالم. هل توافق على ذلك، ولماذا؟
لا أريد أن نبخس الجيل الحالي حقَّه، حيث اجتهد ليكون موجوداً في كأس العالم. كل ما في الأمر أن الجماهير ترى أن جيلنا هو الجيل الذهبي للكرة، المصرية: محمد بركات، محمد أبو تريكة، وائل جمعة، عصام الحضري، حسني عبد ربه، أحمد فتحي، عماد متعب، محمد زيدان، أحمد حسام "ميدو"، محمود فتح الله، وهاني السعيد.
لا أريد أن أنسى أحداً، لكن هؤلاء اللاعبين الذين تألقوا مع المنتخب رآهم الناس كانوا يستحقون المشاركة في كأس العالم، بعد أن حقَّقوا إنجازاً تاريخياً، أعتقد أنه يصعب تكراره في السنين القادمة، بالحصول على ثلاث بطولات إفريقية متتالية.
- عصام الحضري فعل المستحيل للمشاركة في النهائيات، وها هو على بعد شهرين منها. لماذا لم تفعل مثله؟
طبيعة كرة القدم أن اللاعب له عمر معيّن في الملاعب، ولا بد أن يبتعد عنها تماماً بعد نهاية هذا العمر. وعن نفسي فضَّلت الابتعاد وأنا في قمة تألقي، عُرض عليَّ البقاء كمدير للمنتخب، وكان من الممكن أن استمرَّ لموسمين أو ثلاثة. أما الحضري فرأى أن بإمكانه الاستمرارية، ولديه تطلعات وطموح للوصول إلى كأس العالم، وبالفعل حقَّق ذلك، وطبعاً نتمنى له كل التوفيق.
أما بالنسبة لنا كلاعبين فنرى أن الأفضل الاعتزال، وأن يحدث هذا في قمة الهرم أفضل من أن يطلبها الجمهور، وهذه سنة الحياة.
- هل كان لهذا الجيل أن يصل إلى النهائيات لولا وجود محمد صلاح؟
بالتأكيد محمد صلاح جزء مهم وكبير من المنتخب، وجميعنا نعوّل عليه، لكن لا نستطيع اختزال منتخبنا كله فيه، لأن كرة القدم لعبة جماعية، ولا شك أن جميع المجموعه تسهم في النجاح، فهناك حارس المرمى، وخط الدفاع والوسط والمهاجم، وهناك اللاعبون الذين يتعاونون مع صلاح الذي هو الأهم والأبرز. وبالفعل وجود صلاح يعطينا دفعة معنوية كبيرة، وتألقه داخل الملعب مشجع لباقي المجموعة.
- بعيداً عن محمد صلاح، كيف تقيِّم تشكيلة المنتخب المصري الحالية؟
لدينا لاعبون مميزون، لكن رغم النتائج الطيبة المُحققة فإن الناس تتحدث عن عدم إعجابها بالأداء بشكل عام، وأن المنتخب بلاعبيه الحاليين يستطيع تقديم شكل أفضل مما هو موجود الآن. في النهاية كرة القدم تقاس بالنتائج، وأعتقد أن المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر حقق هذه المعادلة، ونتمنَّى أن نرى في كأس العالم أداء أفضل للمنتخب.
- هل تعتقد أن أحمد الشناوي حارس مرمى أفضل من عصام الحضري؟ وهل من المنطقي اعتماد المنتخب المصري على حارس مرمى أربعيني في النهائيات؟
الحضري يجتهد، ولذلك لا بد أن يكون له دور. نحن في الوقت الحالي لدينا مجموعة من حراس المرمى الجيدين مثل عصام الحضري، وأحمد الشناوي، ومحمد الشناوي، وشريف إكرامي. كما أن محمد عواد حارس واعد، والاعتماد ليس فقط على الحضري، لكن الناس تطمئن لوجوده، وأعتقد أن مشاركة من له مثل هذه الخبرة أمر لا بد من استثماره والاستفادة منه.
- المنتخب المصري سيفتتح مشواره في المونديال بمواجهة أوروغواي. كيف ترى حظوظ "الفراعنة" أمام كافاني وسواريز؟
بالتأكيد مواجهة أوروغواي بداية صعبة، لكني أرى أن مصر تستطيع التأهل من المجموعة. ولو اخترنا لأنفسنا لم نكن لنختار مجموعة بمثل هذا التوازن؛ فرغم صعوبة أوروغواي فإن مباراتي روسيا والسعودية في متناول أيدينا، ونستطيع إن ظهرنا بشكل جيد أن نتخطى الدور الأول. علينا أولاً الاستعداد جيداً، وأعتقد أن منتخبنا يجهز بصورة لائقة لتخطي هذه المباراة، ثم يأتي بعدها التفكير في باقي مبارياتنا مع المجموعة.
- هل تعتقد أن مصر قادرة على تجاوز المنتخب الروسي في عقر داره؟
بالتأكيد هناك فرصة كبيرة لذلك، خاصة أنه ليس من المنتخبات القوية ولا المصنفة. صحيح أن عامل الأرض والجمهور مهمان، لكني أرى أننا نستطيع التعامل مع هذه المباراة، وأكرِّر أنهم كمنتخب حالي فإنهم من أضعف المنتخبات في تاريخ روسيا، بشهادة أهل البلد أنفسهم، بالتالي فرصتنا كبيرة في تخطيهم بإذن الله.
- شاركتَ في المباراة التاريخية التي جمعت المنتخب المصري بنظيره السعودي في كأس القارات 1999 بالمكسيك، وشهدت خسارة "الفراعنة" 1-5. هل تعتقد أن لقاء المنتخبين في كأس العالم 2018 سيمثِّل فرصةً للثأر؟
هذه المباراة كانت لها ظروف استثنائية، لأننا كنا الأفضل والأقوى، ومع ذلك فاز المنتخب السعودي، فقد طُرد اثنان من لاعبينا في أول اللقاء، وهما حازم إمام وعبد الستار صبري، ما أدى لانهيارنا. وكما قلت كانت هذه ظروفاً استثنائية صعب تكرارها.
- وهل يمكن للتقارب السياسي بين السعودية ومصر، وتحركات تركي آل الشيخ في الرياضة المصرية أن تؤثر على نتيجة المباراة بين المنتخبين في كأس العالم؟
مسألة الرئاسة الشرفية لتركي آل الشيخ للأهلي، أو العلاقات المصرية – السعودية لن تؤثر على المباراة، كل بلد سيتمنى الفوز لمنتخبه، ويسعى لإثبات ذاته ووجوده. التأثير فقط سيكون في الروح الطيبة بين اللاعبين والمنافسة ستظل شريفة.
- ما تقييمك لأداء المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر مع المنتخب المصري؟ هل كان من المفترض التعاقد مع مدرب أفضل وأكثر خبرةً بعد ضمان التأهل إلى كأس العالم؟
كنتائج، أستطيع أن أقيم كوبر بأنه ناجح بنسبة كبيرة جداً جداً، قد تصل لـ 90% بالمائة. ولكن كأداء قد يكون هناك بعض التعقيب. كما ذكرت سابقاً، كرة القدم تعترف بالنتائج، وإن كان الناس يتمنّون أداء عالياً. بالتالي كوبر حقق النتائج المطلوبة منه، ومسألة التعاقد مع مدير فني آخر أراها فكرة غير جيدة، ولا يصح الكلام في مثل هذا، فهناك عقد بين كوبر وبين اتحاد الكرة وهو يتعامل مع المنتخب بناء عليه بشكل جيد.
- ما أكثر نادٍ أوروبي عشتَ معه تجربة تحبها؟ وهل ما زلت تتابع مباريات بيشكتاش وأندرلخت؟
طبعاً كل الأندية التي شاركت فيها، سواء في تركيا أو بلجيكا، سعيد بها وبالفترة التي قضيتها معها. ولكن بشكل خاص أعتبر الأنجح والأفضل لي هو بيشكتاش التركي، وأندرلخت البلجيكي، شعرت فيهما براحة كبيرة، واستطعت أن أترك أثراً طيباً للاعب المصري داخل وخارج الملعب، فكنت سعيداً جداً بالتجربتين.