اعترف لاعب كرة القدم الفرنسي كريم بنزيمة، مهاجم ريال مدريد الإسباني، أنه دخل السجن بسبب القضية التي أثيرت قبل 3 سنوات المتعلقة بزميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا، والتي أدت إلى استبعاده من المنتخب.
وجاء اعتراف بنزيمة في تصريحات أدلى بها اللاعب الفرنسي المبعد عن المنتخب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، في لقاء مع مجلة Vanity Fair الأميركية، قال فيها إنه سجن ليوم واحد بسبب تورطه في قضية فالبوينا.
بنزيمة البالغ 30 عاماً والذي لعب 81 مباراة دولية وسجل 27 هدفاً، قال حول إبعاده عن المنتخب "عندما يتحدّث رئيس الوزراء عنك، فإن الأمر يخرج عن نطاق كرة القدم، أعتقد أنه لا ينبغي أن تختلط كرة القدم بالسياسة".
وأضاف، "بالنسبة إلى حالتي فإنها قضية سياسية، نعم قضيت يومًا في السجن وعُدت إلى مدريد للأسف بسببها، والآن أنا في الثلاثين من العمر، لدي طفلان وأنا هادئ، إذا احتاجوا إلي، يعرفون أين أكون".
ورفض مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشامب استدعاء بنزيمة منذ حدوث القضية، فحرمه من المشاركة في كأس أوروبا 2016، واستمر الأمر لسنوات عدة حتى يومنا هذا.
ما هي هذه القضية؟
وشغلت قضية احتجاز اللاعب ذي الأصول الجزائرية في مقر شرطة فيرسال بالعاصمة الفرنسية باريس، أنظار كل الصحف ووكالات الأنباء العالمية، ودار الكثير من الجدل حول طبيعة القضية ومدى تورط الدولي الفرنسي فيها.
وبدأت القصة عندما تقدم نجم ليون الفرنسى فالبوينا بدعوى قضائية يؤكد فيها أنه تلقى مكالمة هاتفية من مجهول خلال مشاركته في معسكر منتخب فرنسا يطالبه فيها بدفع مبلغ 150 ألف يورو، مقابل عدم نشر شريط يظهر فيه فالبوينا مع صديقته على شبكة الإنترنت.
الصحف الفرنسية كشفت أبعاد القضية حيث أن أحد أصدقاء شقيق النجم الدولي الفرنسى كريم بنزيمة كانوا همزة الإتصال بين المبتز واللاعب، لذا جاء ذكر بنزيمة في شرائط التنصت التي أمرت الشرطة بتفريغها لمعرفة ملابسات الموضوع.
وعلى الفور، قامت الشرطة باعتقال صديق شقيق بنزيمة. ونظراً لورود اسم لاعب ريال مدريد في القضية، تم استدعائه للتحقيقات أيضاً. كما ورد اسم لاعب المنتخب الفرنسي الآخر غابرييل سيسيه، في المكالمات وتم استدعائه وإخلاء سبيله يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
بنزيمة توجه رفقة محاميه سيلفاين كورميير إلى مقر شرطة فيرسال لبدء التحقيقات. وطبقاً للقانون، فإن مدة التحقيقات لاتتجاوز الـ 48 ساعة، وبحسب القانون الفرنسي لا يخرج من القسم إلا في اليوم الثاني لضمان سرية التحقيقات. إلا أنه في فبراير/شباط 2016، قالت صحيفة Le Parisien إن كريم بنزيمة أقر أمام قاضية تحقيق فرساي (ضاحية باريس) بأنه كذب على زميله ماتيو فالبوينا في قضية ابتزاز الأخير عبر شريط جنسي.
وبحسب الصحيفة، فإن بنزيمة قال خلال جلسة استماع في 28 كانون الثاني/يناير 2016 إنه كذب على فالبوينا عندما أسر له بأنه شاهد الشريط الجنسي الخاص به وصديقته، وهو لم يشاهده أصلاً. ونقلت Le Parisien عن بنزيمة قوله لقاضية التحقيق، "كان لا بد أن أصارحه منذ البداية وأقول له أنني لم أشاهد الشريط، فقد تحايلت وتصرفت كأني ممثل".
وأضاف بنزيمة أن صديقاً له يدعى كريم زناتي تحدث إليه مراراً عن هذا الشريط، وأنه طلب منه إبلاغ فالبوينا بوجوده، لكنه نفى أن يكون مارس ضغطاً على زميله في المنتخب، أو أن يكون توسط بين مختلف أطراف القضية لأجل الحصول على مقابل مالي.
وتابعت Le Parisien في سردها، "كريم بنزيمة قال خلال الجلسة إنه مستاء للغاية لظهوره في كل قنوات التلفزيون، ولارتباط اسمه واسم عائلته بالقضية، وقال أيضاً إنه تلقى رسائل تهديد وإن أبناء إخوته يتعرضون للشتم في المدرسة، ناهيك عن تألم والديه من كل ما حدث".
وختمت بقول بنزيمة، "كم هو صعب أن ترى والديك يبكيان تأثراً بالقضية".