قدَّم نفسه للمرة الأولى للجماهير المصرية في دورة الألعاب الأفريقة التي استضافتها زيمبابوي في العام 1995، حيث نجح مع رفاقه تحت قيادة المدرب الهولندي رود كرول، في الظفر بالميدالية الذهبية، بعد التغلب على صاحب الأرض في النهائي وتقديم أداء مميز.
عبد الستار صبري أو "إيزيبيو الصغير" كما اشتهر في البرتغال، بعدما بات النجم الأول لبنفيكا، أحد أكبر أندية "برازيل أوروبا" في الفترة من 1999 إلى 2001.
تمتع عبد الستار صبري بمهارات مذهلة وقدم يسرى ساحرة، خطفت قلوب مشجعي بنفيكا، الذين كانوا يتغنون باسمه، ونصّبوه نجماً للفريق، الذي كان يضم كوكبة من النجوم، أبرزهم نونو غوميز.
وبفضل أدائه الساحر، تحدثت العديد من التقارير الصحفية الأوروبية وقتها، أن "الغزال المصري" على أعتاب ريال مدريد الإسباني، إلا أن الصفقة توقفت في الأمتار الأخيرة.
وعلى المستوى الدولي شارك صبري في 70 مباراة مع "الفراعنة"، وكان أحد نجوم الفريق الفائز ببطولة أمم أفريقيا 1998.
ويشغل صبري حالياً بعد الاعتزال منصبَ المدرب العام لمنتخب مصر للناشئين، في الجهاز الفني الذي يقوده ربيع ياسين.
استعدادات منتخب مصر لكأس العالم
"عربي بوست" سألت النجم المصري أولاً عن رأيه في منتخب "الفراعنة"، بعد المباراتين الوديتين الأخيرتين مع البرتغال واليونان.
يرى صبري أن "منتخبنا قوي، ويحسب له حساب في القارة الأفريقية، ويتميز بكثرة عدد المحترفين، وهو ما يعطينا ثقلاً في المباريات، أما بخصوص الوديتين فأرى أن نسبة الاستفادة منهما كانت 50% فقط. المباراة الأولى فقط هي التي عادت علينا بنفع فني، أما الثانية فكانت بمثابة حقل تجارب للعديد من اللاعبين الجدد، وهو أمر سلبي، كأس العالم باتت قريبة، وكنت أتمنى أن يعتمد المدرب هيكتور كوبر على التشكيلة الأساسية في كل اللقاءات".
هل هو بالفعل منتخب محمد صلاح؟
يرى صبري أن لقب "منتخب صلاح" الذي يطلقه البعض على الفريق المصري حالياً، تقليل من شأن الفريق.
"أنا ضد هذه المقولة، فاللاعبون والجهاز الفني رغماً عنهم قد يشعرون بأن جهدهم غير مقدر، وأن الأضواء تذهب إلى صلاح فقط، رغم أنهم يبذلون جهوداً كبيرة في الملعب، وهم من يصنعون الفرص لمحمد صلاح".
يضيف، "لكن صلاح نفسه متواضع وليس مغروراً، ولا يشعر زملاؤه بأي من أنواع التعالي، لذلك فالمشكلة ليست فيه، وإنما فيمن يرددون هذه المقولة".
المنتخبات العربية في المونديال
وعن المنتخبات العربية في المونديال، يرى أن المنافسة في المجموعة الأولى التي تضم مصر وأوروغواي وروسيا والسعودية، ستنحصر بين المنتخبات الثلاث الأولى، مستبعداً الفريق السعودي من الحسابات.
"مباراة مصر مع أوروغواي هي التي ستحدد مصير (الفراعنة) في البطولة، فلو حققنا خلالها نتيجة إيجابية فسنصعد للدور الثاني".
ويرشح صبري منتخب تونس للصعود إلى الدور التالي، رغم أنه يقع في مجموعة تضم إنكلترا وبلجيكا وبنما، "فهو منتخب قوي، تابعت مبارياتهم الودية، ولديه مدرب جيد هو نبيل معلول".
وعن المنتخب المغربي الذي وقع في مجموعة تضم إسبانيا والبرتغال وإيران، يتوقع صبري ظهوره بشكل جيد، "لكن الخبرات ستحسم صعود البرتغال وإسبانيا إلى دور الـ 16".
الفارق بين جيله والجيل الحالي في المنتخب
ضم جيل صبري مجموعة من أبرز المواهب في تاريخ الكرة المصرية، على غرار حازم إمام وحسام حسن وياسر رضوان وأحمد حسن وهاني رمزي، ورغم ذلك اكتفى "الفراعنة" حينذاك بإنجاز وحيد هو الفوز بكأس أمم أفريقيا 1998.
ولم ينجح هذا الجيل المدجج بالنجوم في الوصول إلى كأس العالم، وفشل فيما أنجزه الجيل الحالي الذي يضم مواهب ربما تكون أقل مهارة.
يرى صبري أن "الكرة الآن تطورت ولم تعد تعتمد على المهارة، بل على القوة والسرعة، فالمواهب قلَّت لحساب العمل البدني، وهو ما يتميز فيه منتخب مصر حالياً. الجيل الحالي لـ (الفراعنة) جيد تكتيكياً وتوجد به عناصر تتميز بالسرعة، وهو ما يتواءم مع أسلوب الكرة الحديث".
يضيف: "جيلنا كان سيء الحظ للغاية، إذ إن المنتخبات الأفريقية وقتنا كانت في غاية القوة، فقد كنا نلعب ضد فرق مثل المغرب المليء بالنجوم أمثال مصطفى حاجي ونور الدين نيبت وصلاح الدين بصير، والسنغال التي تميزت بالثلاثي القوي الحاجي ضيوف وخاليلو فاديغا وهنري كامارا. هؤلاء النجوم كانوا يلعبون في أقوى الفرق الأوروبية، وكان حظنا سيئاً بمواجهتهم، أما الجيل الحالي فمع تقديري لجهوده، فإن التوفيق حالفه بمواجهة خصوم أقل في المستوى".
يضيف، "لو وقع جيلنا في مجموعة تضم الكونغو وأوغندا وغانا لتأهل إلى المونديال على الفور. لكن ذلك لا يمنع من القول إن منتخبنا به مجموعة جيدة من اللاعبين المجتهدين والمنظمين، ولديهم الحافز والرغبة في تحقيق إنجاز بقميص منتخب مصر، وهذا أكثر ما يعجبني فيهم".
الشهرة أصبحت أوسع نطاقاً الآن
الشبكات الاجتماعية هي أكثر شيء كان يتمنى صبري وجوده وقت مسيرته الاحترافية، "مع احترامي حالياً لكل المحترفين الحاليين، سبب ظهورهم ومعرفة الناس أخبارهم باستمرار هو السوشيال ميديا والإعلام، الذي يسلط الضوء عليهم بشكل كبير ويرفع قدرهم وأسعارهم".
حكاية عرض ريال مدريد الإسباني
وبسؤاله حول حقيقة ما تردد حول أنه كان على أعتاب الانتقال لريال مدريد في العام 2000، أكد صبري أنه بالفعل كان قريباً من النادي الإسباني الكبير.
وأوضح "تولى الألماني يوب هاينكس مهمة تدريب بنفيكا موسم 1999 – 2000، بعدما قضى موسماً ناجحاً مع ريال مدريد ظفر خلاله ببطولتي كأس الملك ودوري أبطال أوروبا، ولكنه رحل بسبب ضيقه من انتقادات الصحافة".
وتابع "هاينكس كان على تواصل مع رئيس ريال مدريد آنذاك، وأبدى مسؤولو النادي الملكي وقتها الرغبة في التعاقد معي. المدرب أبلغني بأن رئيس الريال قال له بالحرف الواحد (صبري معنا في الموسم المقبل)، فقد كنت وقتها أقدم أداء رائعاً. لكن هاينكس رحل عن بنفيكا، فتوقفت الصفة، وحل بدلاً منه جوزيه مورينيو، لتبدأ مرحلة سيئة في مشواري مع بنفيكا".
وحول سؤاله عن توقف تألقه عند هذا الحد أجاب "أتحمل بعض المسؤولية فقد كنت لا أجيد التواصل مع الإعلام، وذلك كان أمراً مهماً في أوروبا".
تفاصيل الخلاف مع مورينيو
وعن سر خلافاته الشهيرة مع جوزيه مورينيو الذي أصبح حالياً أحد أفضل مدربي العالم قال، "مورينيو حينما جاء إلى بنفيكا كان مترجماً في برشلونة، ولم تكن له أي خبرة تدريبية، ولذلك فقد حاول كسب ثقة اللاعبين البرتغاليين في الفريق وتكوين شعبية لديهم".
وتابع "مورينيو غيَّر مركزي فاعترضت على ذلك، فصمّم على موقفه، فقد كان يستهدف ألا أظهر بشكل جيد، وفي أكثر من مرة كان يوقف التدريبات من أجل توجيهي فنشبت بيننا أكثر من مشادة. ذهبت إلى رئيس النادي وأبلغته بأنني لن أستمر، وسأنتقل إلى سبورتنغ لشبونة".
لكن بعد ذلك أشاد مورينيو بلاعبه المصري في آخر أيامه مع بنفيكا، "تحسنت علاقتنا، ثم رحل عن الفريق، لأننا لم نسجل نتائج جيدة تحت قيادته".
يضيف "كل خلافاتي مع مورينيو لا تمنعني من القول إنه مدرب جيد، وتعلم من بوبي روبسون وفان غال، وتجربته مع بورتو بعد ذلك صقلته كثيراً".
يضع صبري مدربه البرتغالي مورينيو "ضمن أفضل من تدربت معهم، إلى جوار يوب هاينكس والراحل محمود الجوهري، وحينما كان محمد صلاح تحت قيادته في تشيلسي، تواصلت معه وطلبت منه أعمل معايشة في النادي اللندني، وقال لي أهلاً بك في أي وقت".
أسباب توهج محمد صلاح
يرى صبري أن محمد صلاح "محظوظ لأن لاعبي الأهلي والزمالك المحترفين حالياً غير مميزين، فلو تألق أي منهم لكان غطى شعبياً على محمد صلاح، لأن إعلام النادي التابع له كان سيوجه الأنظار نحوه بشكل أكبر من صلاح ابن المقاولون العرب".
"مستوى صلاح حالياً يؤهله للعب في ريال مدريد أو برشلونة وغيرها من الأندية الكبرى في أوروبا، وأنصحه بالضغط على إدارة ليفربول من أجل الانتقال لريال مدريد. فرصة اللعب لريال مدريد لا تأتي كثيراً، وأنصحه بعدم الانتظار إذا جاءته لأنه حالياً في أفضل حالاته، حتى ولو لم يلعب كثيراً هناك، فيكفيه شرفاً أنه سيكون ارتدى قميص الريال".
لقاء مع "الناشئ" كريستيانو رونالدو
نجم البرتغال الأول والحائز على الكرة الذهبية كريستيانو رونالدو، جمعه موقف بعبد الستار صبري.
"حينما كان عمر كريستيانو 18 عاماً، واجهت مع بنفيكا فريق سبورتنغ لشبونة، في مباراة مهمة كان يحتاج فيها خصمنا الفوز من أجل التتويج بالدوري البرتغالي. أحرزت هدف الفوز من ركلة حرة في مرمى الحارس الكبير بيتر شمايكل"، وتحول درع الدوري إلى بورتو بدلاً من سبورتنغ.
"بعد المباراة وجدت كريستيانو رونالدو يحضر إليّ، ويطلب مني قميصي وأصبحنا أصدقاء. بعدها لعب كريستيانو رونالدو مع لشبونة مباراة ودية ضد مانشستر يونايتد ظهر فيها بشكل مميز، وانتقل إلى (الشياطين الحمر)، وسألوه بعدها من هو مثلك الأعلى، فأجاب أود أن أصبح مثل عبد الستار صبري، فهو لاعب كبير. كنت سعيداً بما قاله رونالدو، وحينما انتقلت إلى ماريتيمو في مدينة ماديرا، تعرَّفت على عائلته وكنا نتواصل أثناء وجودي في البرتغال".
رونالدو أم ميسي؟ هل المقارنة صحيحة؟
من الأفضل كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي؟
يجيب صبري بلا تردد، "كل منهما لديه ما يميزه، وأعتقد لو لعبا معاً فسيكملان بعضهما أكثر. رونالدو أفضل من يلعب كرات هوائية ويتحرك في الملعب بتميز ويجيد اللعب بالقدمين، ولكن ميسي أفضل من يراوغ ويمرر".
من يفوز بدوري أبطال أوروبا؟
"البطولة ستسير بلا مفاجآت، والكبار بايرن وبرشلونة والريال سيصلون إلى المربع الذهبي"، ويتوقع عبد الستار صبري أن يكون لقب دوري أبطال أوروبا هذا العام من نصيب ريال مدريد الإسباني.