احتل هاشتاغ #اسلام_الشهابي المركز الأول في التريند المصري لعدة ساعات، حيث تداول المصريونوالعرب موضوع مشاركة الشهابي وانهزامة في مبارة الجودو أمام منافسة الإسرئيلي، تلك المبارة التي تقام ضمن فاعليات أولمبياد ريو 2016.
قبل المبارة اتجهت الكثير من وسائل الإعلام لإلقاء الضوء على الشهابي ومباراته، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أخبار تلك المباراة واتجه الكثيرون لدعم الشهابي والدعاء له بالنصر، فيما رفض القليل لعب تلك المباراة من الأصل واعتبروها خيانة، ولكن الأكيد أن تلك المباراة اتخذت منحيً سياسياً ضخماً أكثر منه منحيً رياضياً فلم تعد مبارة عادية لرياضة قليلة المتابعين والمشجعين كرياضة الجودو بل تحولت في الأذهان إلي صراع عربي إسرائيلي.
ولكن بعد انتهاء المباراة وخروج الشهابي مهزوماً ورفضه مصافحة خصمه انقسم المتابعون وتباينت آراؤهم بشدة.
رفض البعض عدم قيام الشهابي بمصافحة الخصم الإسرائيلي وهاجموه، واعتبره البعض أنه يحاول اللعب على الحبال وأنه كان لا بد من المصافحة وأنه لا داعي لإظهار العداء بعد قبوله اللعب من البداية.
وعلى جانب آخر ازداد عدد رافضي مشاركة الشهابي في المباراة عما كان قبل المبارة بكثير، وانقلب بعض ممن كانوا يدعمونه قبل المبارة إلى رفضهم لعبه أصلا في تحول غريب، وكان الرفض من باب أن مشاركته في اللعبة هي تطبيع علني وصريح، وأنه كان من الأفضل له أن ينسحب كما فعلت اللاعبة السعودية #جود_فهمي.
ولكن سياسة عدم مصافحة الخصم الإسرائيلي ليست جديدة على الساحة المصرية الرياضية، فقد رفض رمضان درويش لاعب الجودو المصري مصافحة خصمه الإسرائيلي 3 مرات في 3 مبارايات مختلفة انتصر في إحداها وانهزم في الأخرى ومر الأمر على الشارع المصري مرور الكرام.
وهناك أيضاً اللاعب أحمد وحيد المصري هو الآخر الذي رفض مصافحة اللاعب الإسرائيلي في فبراير من ذلك العام بعد فوزه على خصمه الإسرائيلي، إذاً ما المبرر لكل ذلك الهجوم على الشهابي لرفضه مصافحة خصمه.
وعلى صعيد آخر لماذا التعجب وإلقاء اللوم علي الشهابي لخوضه تلك المبارة إذا كانت مصر في واقع الأمر على علاقة وطيدة مع الكيان الإسرائيلي، وكان آخر لقاء جمع بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس وزراء إسرائيل منذ شهر تقريباً في زيارة الأول لتل أبيب، تلك الزيارة التي تعد هي الأرفع في مستوى التمثيل الدبلوماسي المصري منذ سنوات، كما أن الرئيس المصري لا يتوقف عن تصريحاته عن طيب العلاقة مع الكيان السرائيلي والتي أبرزها تصريحه عن علاقة السلام الدافئ بين القاهرة وتل أبيب.
وهنا يُطرح سؤال هل إذا انتصر الشهابي في مباراته هل كان رافضو المباراة سوف يصرون على موقفهم من الرفض، وهل كان سيبقى الشهابي مطبعاً خائناً أم كان ليصبح بطلاً، وهل المعضلة تكمن في انهزامه أم في مشاركته من الأساس.
وماذا سوف يحدث إذا كان صافح خصمه الإسرائيلي هل كان سيوصف الشهابي بصاحب الأخلاق الرياضية أم سوف يكون مطبعاً خاسراً.
ولكن المؤكد أن تلك المباراة قد حظيت بمتابعة إعلامية واهتمام بصورة مبالغ فيها فهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي سوف يواجه فيها لاعب عربي آخر إسرائيلياً.
وفي تقديري الشخصي أرى أنه كان على الشهابي مصافحة خصمه مهمها كانت الانتماءات، وأنه بقبوله لعب تلك المبارة فعلية الالتزام بقواعد العبة واحترام خصمه الذي اعترف به كخصم منذ إقدامه على الاشتراك في تلك المباراة، وأن ما قام به الشهابي لن يكون ذا انعكاس جيد على الصورة العامة لمصر، ومن المؤكد أن تل أبيب لن تترك الموضوع إلا وتسعي لإبراز مدى تسامحها وأن الرياضة ليست ساحة سياسية، في كل الأحوال نحن الخاسر سواء في المبارة أو في تبعاتها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.