تُزين السباحة السورية الشابة يسرا مارديني ذات 18 ربيعاً أولمبياد ريو دي جانيرو ضمن فريق اللاجئين، الذي شكلته اللجنة الأولمبية، ليكون أول فريق للاجئين في تاريخ الألعاب الأولمبية مكوناً من عشرة رياضيين من جنسيات مختلفة، سوريان (يسرا مارديني ومواطنها رامي أنيس)، وكلاهما يشارك في منافسات السباحة، 200 متر حرة و100 متر فراشة على الترتيب، و5 من جنوب السودان، واثنان من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وواحد من إثيوبيا، وهذا الفريق سيشارك تحت العلم والنشيد الأولمبي، ولن يمثل أي منهم بلده.
فرَّت مارديني مع شقيقتها سارة (20 عاماً) من الحرب السورية في أغسطس/آب 2015 إلى لبنان ثم تركيا؛ حيث خاضوا رحلة الموت عبر البحر إلى اليونان؛ حيث كاد القارب الذي يقلهم مع 20 آخرين أن يغرق عندما توقف المحرك في عرض البحر، مما اضطرها هي وأختها وشابين آخرين أن يجروا القارب سباحة لمدة تزيد على 3 ساعات إلى بر الأمان، ثم أكملت كفاحها مع أختها براً إلى عدة دول أوروبية وصولاً إلى ألمانيا.
وانضمت مارديني في برلين إلى أحد أندية السباحة القريبة من مخيم اللاجئين للتدرب على يد المدرب الألماني سفين سبانيكربس، الذي عبر عن دهشته بأن هذه السباحة قد تدربت في سوريا!
ونجحت السمكة الذهبية السورية في مهمتها الأولى في ألعاب ريو، ضمن الدور التمهيدي للبطولة سباق 100 م سباحة "فراشة"، متصدرة منافساتها ومسجلة 1.09.21 دقيقة، إلا أن توقيتها لم يخوّلها للدخول في قائمة التصفيات النهائية التي يبلغ عددها 16؛ لتحتل المركز 41 من أصل 45 في تصفيات احتلت حاملة الذهبية الأولمبية السويدية سارة سيوستروم (56.26) المركز الأول فيها، منتظرين من بطلتنا أن تبدع في محطتها المقبلة ضمن تصفيات سباق 100 م حرة الأربعاء المقبل.
إن قصة مارديني وكفاح وصولها لأولمبياد ريو وتفوقها هناك تجعلنا نؤمن اليوم بأن السوريين قادرون فعلاً وبكل جدارة على الوصول لأعلى المراتب العلمية والرياضية.. فقط عندما يحصل على الحرية التي يريدها، مبتعداً عن نظام طاغٍ – ديكتاتوري ومجرم كالنظام السوري، الذي حول الرياضة في سوريا إلى منصة للمخربين والمحسوبيات.
فالأسد لا يريد أن تزدهر لا سوريا ولا رياضتها، لكن العالم أجمع بات يعلم جيداً اليوم قدرات الشعب السوري المخفية في الرياضة عن طريق ما قدمته فراشتنا البطلة (يسرا مارديني) في أولى مشاركاتها الدولية التي لو كانت اليوم في سوريا لأطفأ الأسد وشبيحته بريقها اللامع ومنعها من الوصول للعالمية، لكن اليوم حلم السوريين بالوصول برياضاتهم المتنوعة للعالمية قد تحقق، وسيكون بدءاً من الآن واقعاً لا مفر منه أمام أنظار العالم أجمع، وعلى الجميع أن ينتظر بعد تحرير كل سوريا مئات من الأبطال الرياضيين والرياضيات كـ"يسرا" ومواطنها "رامي".
ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.