“الجاسوس النبيل” 2 .. قصة ضابط “سي آي إيه” الذي تعاطف مع العرب وكان صديقاً للفلسطيني “علي حسن سلامة”

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/10 الساعة 14:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/10 الساعة 14:24 بتوقيت غرينتش
الضابط الأمريكي روبرت أيمز / تويتر

استكمالاً لمقالنا السابق من سلسلة حلقات، حول قراءة كتاب "الجاسوس النبيل" للصحفي والمؤرخ الأمريكي كاي بيرد، كنا قد وصلنا لتحذيرات لسلامة من محاولة اغتياله عن طريق رسائل مفخخة، واليوم نواصل مع سرد قصتنا في ثاني مقالاتنا حولها.

رداً على عمليات منظمة أيلول الأسود، قامت إسرائيل باغتيال عشرة من قيادات الفلسطينيين، معظمهم لا صلة لهم بالحركة، ولكنهم كانوا أهدافاً سهلة، وكان علي حسين سلامة على رأس قائمة الاغتيالات الصهيونية.

 نصح الضابط إيميز سلامة بتغيير شقته في شارع فردان إلى مكان آمن، وتأكدت مصداقية تحذيراته، بعد اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين يسكنون شارع فردان، ثم اغتال الموساد عاملاً مغربياً ظناً أنه سلامة، وكذلك اغتالت أديباً جزائرياً بدعوى علاقته بالفرقة 17.

وحينها ردت القوة 17 باغتيال أحد موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

وقد أرسل الضابط الأمريكي إيميز مستنكراً وصول عمليات منظمة أيلول الأسود إلى الأراضي الأمريكية؛ ثم زادت الاتصالات بين الطرفين.

أوصل سلامة رسالة إلى إيميز بأن حركة فتح لم تعد تؤمن بسياسة الاغتيالات، وأن عرفات لم يوافق إلا مكرهاً على إنشاء منظمة أيلول الأسود، وأن هذه المنظمة قد استوفت غاياتها، وأن فتح لن تلجأ للاغتيالات مرة أخرى، وطلب سلامة إجابات عن أسئلة قدمها الرئيس الراحل ياسر عرفات عن مقاصد أمريكا بالمصالح الفلسطينية.

من جهته، أكد إيميز لرؤسائه أن المنظمة باتت مقتنعة بأن إسرائيل قامت لتبقى. رد الأمريكان برسالة نُسبت إلى وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر في وثيقة لا تحمل توقيعاً، مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة للمساهمة بشكل فعال لصالح الفلسطينيين لكي يعيشوا حياة طبيعية.

وفي الحقيقة، فقد كان كيسنجر يغري الفلسطينيين بالجلوس على طاولة المفاوضات. 

أما الرئيس الراحل ياسر عرفات فقد برهن على جديته في المفاوضات، بإرسال رسائل عن طريق ملك المغرب، وتلت ذلك مجموعة من اللقاءات بين مدير مكتب الوكالة في المغرب والأخوين هاني وخالد الحسن. 

أبلغ كيسنجر إسرائيل بهذه المحادثات السرية، وعمَّ الغضب حينها الدوائر الإسرائيلية، بسبب أن أمريكا تتعامل مع علي سلامة، مدبِّر عملية ميونيخ. خصوصا أن هذه اللقاءات تمخضت عن اتفاق بين أمريكا والمنظمة، يمكن أن نسميه اتفاق عدم اعتداء، حينما أكد لأمريكا أن سلامة هو من أحبط محاولة اغتيال كيسنجر، عندما وصل إلى بيروت خلال جولاته المكوكية، إثر حرب رمضان، ورغم أن كيسنجر لم يشعر بالامتنان، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين في بيروت أصبحوا يعتمدون على سلامة وفريقه لحمايتهم الشخصية.

يرى مؤلف الكتاب أن هذه المحادثات كانت عاملاً مهماً، فقد أخذت المنظمة تبتعد بسرعة عن استراتيجية الكفاح المسلح، وبدأت تتحول إلى حركة سياسية. 

وصل سلامة ورجاله إلى واشنطن لترتيب زيارة عرفات إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، واجتمع سلامة مع مسؤول الوكالة الجديد في لبنان، واتفق الطرفان على تفاهمات أمنية.

وفي تلك الأيام نُقل إيميز إلى مكاتب الوكالة الرئيسية في أمريكا، وهناك واصل إدارة العلاقة مع سلامة، ولكن عن طريق موظفين في مكتب بيروت. واجه إيميز نقداً شديداً من أحد رؤسائه الذي اعتبر أن قناة التواصل بهذه الطريقة مع سلامة قد بولغ في أهميتها.

وعلق مرة قائلاً: إذا كان إيميز لا يشرب الكحول مع أصدقائه فكيف يمكنه تجنيدهم.

لم يكفّ إيميز عن محاولاته مع سلامة، فقد كان يشجعه على أن يدلي بتحليلاته المستقلة عن تحليلات عرفات، أملاً في أن يقود ذلك إلى خلاف مع الرئيس الراحل، لكن سلامة أجاد اللعبة.

 تطورت الأمور في بيروت سريعاً تجاه الحرب الأهلية؛ مما زاد من أهمية سلامة عند الأمريكان، فقد حصل إيميز من سلامة على تعهد بحماية أمن السفارة الأمريكية الواقعة في المنطقة التي تسيطر عليها المنظمة في رأس بيروت. 

وكجزء من الاتفاق بين الجانبين وافقت الوكالة على تدريب بعض رجال الحراسة الخاصة بالسيد عرفات!

من الأحداث البارزة آنذاك مقتل السفير الأمريكي وأحد مساعديه خلال تفجير السفارة الأمريكية في 18 أبريل/نيسان 1983، وكان ذلك في المنطقة المسيحية التي لا يصل إليها نفوذ سلامة، وقد أمَّن سلامة أمر استعادة جثة السفير، وترحيلها إلى واشنطن، كما أمَّن إجلاء 263 من منتسبي السفارة الأمريكية.

معلومات الاستخبارات الأمريكية حينها كانت تفيد بأن سلامة يحتفظ بعلاقات متميزة مع كل أطراف الحرب في لبنان، حتى مع بشير الجميل الذي كان عميلاً مدفوع الأجر لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية – كما يقول الكتاب-.

النسخة العربية من كتاب الجاسوس النبيل
النسخة العربية من كتاب الجاسوس النبيل

وحين عُقد الاجتماع الشهير بين بشير والإسرائيليين في هرتسيليا بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وافق بشير على تزويد الموساد بمعلومات عن نشاطات سلامة وتنقلاته في بيروت. 

يقول الكتاب إن بشير لم يفعل ذلك!

 فمن المعروف أن سلامة كان مع ألا ينحاز الفلسطينيون إلى أي طرف لبناني. ودلل على مصداقية كلامه، عندما تدخل للإفراج عن داني شمعون قائد منظمة النمور الذي أسرته قوة من رجال منظمة التحرير.

كان ضباط الوكالة الأمريكية يلاحظون أن نجم سلامة آخذ في الارتفاع في سماء منظمة التحرير؛ بل كانوا يتوقعون أن يكون وريث عرفات، حين حاولت الوكالة وضع سلامة تحت الرقابة الإلكترونية، وسجلوا عليه بعض خلواته الغرامية، واعتبروا ذلك أمراً مشروعاً.

 على إثر ذلك، نصح الأمريكان سلامة بأن يأخذ جانب الحذر، وذكروا له أنه مستهدف من قِبل الإسرائيليين، وانتقدوا إفراطه في عدم المبالاة، خاصة أنه تعرض لثلاث محاولات اغتيال من قبل.

في أواخر عام 1976 إثر فشل الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في انتخابات الرئاسة، أقنع إيميز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية آنذاك جورج بوش بأن يدعو سلامة لزيارة واشنطن.

 ورغم اعتراض كيسنجر، فإن بوش أقنع الرئيس المنتخب كارتر، ووزير خارجيته فانس بأن هذه الزيارة تصب في خدمة المصالح الوطنية الأمريكية، اعترافاً بدوره في إخراج الأمريكيين بسلام من بيروت.

شعرت منظمة التحرير بفخر عظيم لهذه الدعوة، واعتبرتها دعوة رسمية، وأبدى سلامة رغبته في اصطحاب جورجينا رزق، ملكة جمال العالم اللبنانية -التي ستصبح زوجته- إلى هاواي وديزني لاند الأمريكيتين، وقد ذهبوا جميعاً حينها بأسماء مستعارة، وقد اجتمع سلامة لخمس ساعات مع مسؤولي المخابرات الأمريكية.

(يُتبَع)

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

صالح الشحري
طبيب فلسطيني
طبيب فلسطيني واستشاري أمراض نساء و توليد. مهتم بالشأن الثقفي وقضايا المجتمع وسبق أن كتبت عدة مقالات في موقع huffpost النسخة العربية.

جاسوس روسي خدع الأمريكيين وكشفه الهولنديون.. من هو تشريكاسوف المسجون في البرازيل؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2023/04/30 الساعة 11:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/02 الساعة 04:59 بتوقيت غرينتش
الجاسوسية بين روسيا وأمريكا كتاب متعدد الفصول

تمثل حرب الجواسيس بين روسيا وأمريكا كتاباً متعدد الفصول، تحمل قصصه كثيراً من التفاصيل الغريبة، فما تفاصيل قصة سيرغي تشريكاسوف، الذي يقبع في سجن برازيلي؟

ألقى تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية، الضوء على تفاصيل قصة حياة الجاسوس، الذي عاش أكثر من عقد باسم فيكتور مولر فيريرا، وهو طالب برازيلي لديه اهتمام كبير بالشؤون الدولية ويحب الرقص.

وعلى الرغم من أن تشريكاسوف ليس فيكتور بوت، فإن تفاصيل حياته والمهمة التي كان يُفترض أن ينفذها لكنها أدت إلى كشف تنكره، إضافة إلى احتمال دخوله في صفقة لتبادل "الجواسيس المفترضين" بين روسيا وأمريكا، ربما لا تقل أهمية عن قصة بوت، تاجر الأسلحة الروسي الذي يلقب بتاجر الموت.

من هو "الجاسوس" تشريكاسيوف؟

في العام الماضي، عندما سافر فيكتور مولر فيريرا إلى هولندا لبدء فترة تدريب بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، رفضت السلطات الهولندية دخوله إلى البلاد واتهمته بأنه جاسوس روسي.

وقالت السلطات الهولندية إنه ليس طالباً برازيلياً، لكنه في الحقيقة يدعى سيرغي فلاديميروفيتش تشيركاسوف، وهو ضابط روسي يبلغ من العمر 36 عاماً، يعمل متخفياً مع وكالة المخابرات العسكرية الروسية.

عاد الجاسوس الروسي المزعوم الآن إلى البرازيل، حيث يقضي عقوبة بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة الاحتيال في المستندات المتعلقة بهويته المزيفة. وضغطت السلطات في الولايات المتحدة لتسليمه إليها، مشيرة إلى أنه درس بواشنطن في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز.

وفي الولايات المتحدة، سيواجه تشيركاسوف اتهامات بأنه عميل أجنبي "غير قانوني"، إضافة إلى عدة تهم تتعلق بالاحتيال المصرفي وتحويلات غير مشروعة وتزوير تأشيرات. وسيُحكم عليه بالسجن لفترات طويلة.

لكن قد يُستخدَم أيضاً في صفقة تبادل أسرى محتملة مع روسيا، حيث أُلقِي القبض على مواطنين أمريكيين؛ مثل الصحفي إيفان غيرشكوفيتش وجندي مشاة البحرية السابق بول ويلان، بتهم التجسس، التي نفاها الرجلان بشدة، ووصفها مسؤولون أمريكيون بأنها ذات دوافع سياسية.

مورد الأسلحة الروسي فيكتور بوت / رويترز

كانت شبكة "سي إن إن" قد كشفت، خلال أواخر يوليو/تموز 2022، عن عرض البيت الأبيض للإفراج عن فيكتور بوت، مقابل إطلاق سراح أمريكيين اثنين تحتجزهما روسيا، هما بريتني غرينر وبول ويلان.

لكن الصفقة لم تتم حتى الآن، ويقبع بوت الملقب بـ"تاجر الموت" ويتحدث 6 لغات على الأقل، في وحدة خاصة داخل سجن ماريون الفيدرالي بولاية إلينوي، حيث يقضي حكماً مدته 25 عاماً، حسب تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية.

وحسب الصحيفة الأمريكية، يعتبر الروسي فيكتور بوت، البالغ من العمر 56 عاماً، أشهر تجار الأسلحة في العالم، ويهتم بتحقيق الربح من عملياته التي أجَّجت الصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.

ماذا تقول روسيا عن "الجاسوس"؟

من جانبها، نفت روسيا أنَّ تشيركاسوف جاسوس، لكنها زعمت أنه مطلوب لارتكاب جرائم في روسيا وتسعى إلى تسلُّمه من البرازيل.

ووفقاً لملفات المحكمة البرازيلية، أُصدِرَت شهادة ميلاد بديلة باسم فيريرا في عام 2009. وفي العام التالي، دخل تشيركاسوف إلى البرازيل. ويبدو أنَّ تلك الوثائق البرازيلية المزورة استفادت من المعايير المتساهلة في حفظ السجلات البرازيلية، وفقاً لتقرير من صحيفة The Washington Post. ووضعوا في خانة الوالدة اسم امرأة برازيلية تُوفِيَت في عام 1993، جوراسي إليزا فيريرا، التي أخبر أقاربها The Washington Post بأنه لم يكن لديها أطفال.

وبمجرد وصوله إلى البلاد، تمسك الشاب "فيريرا" بقصة حياة خيالية متقنة صوّرته وهو يتغلب على الصعاب الهائلة ليصبح طالباً مهتماً بالشؤون العالمية. وعُثِر بحوزة تشيركاسوف على وثيقة من 4 صفحات عند اعتقاله، قالت السلطات الهولندية إنها كُتِبَت، على الأرجح لمساعدته في حفظ تفاصيل قصته المزيفة للتغطية على هويته الحقيقية، وتضمنت أوصافاً طويلة لتاريخ عائلي معقد وتفاصيل حياتية حول الإعجاب بمعلمين في مدرسته، وملهاه الليلي المفضل لموسيقى الترانس في برازيليا.

روسيا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – رويترز

ثم توجه لدراسة العلوم السياسية في ترينيتي دبلن، إحدى أفضل الجامعات بأيرلندا، قبل الالتحاق ببرنامج الدراسات العليا في جامعة Johns Hopkins بواشنطن، حيث تخرج في ربيع عام 2020 بعد عامين من دراسة "السياسة الخارجية الأمريكية".

وفي النهاية، حصل على تدريب غير مدفوع الأجر لمدة 6 أشهر مع المحكمة الجنائية الدولية، وهي أعلى محكمة دولية لحل مزاعم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب الأخرى.

وبعد اجتياز الفحص الأمني ​​من المحكمة الجنائية الدولية، رتب "فيريرا" للسفر إلى أمستردام في 31 مارس/آذار 2022. لكن استوقفه المسؤولون الهولنديون على الحدود واستجوبوه واستنتجوا هويته الحقيقية وأعادوه إلى البرازيل، حيث اعتُقِل.

لماذا تريد أمريكا وضع يدها عليه؟

وفقاً لتقرير من صحيفة The Washington Post، لاحظ المسؤولون الهولنديون اتصالات من السفارة الروسية في البلاد حول عميل جديد "غير قانوني" قادم إلى هولندا. واتصل المسؤولون لاحقاً بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الذي أرسل كمية كبيرة من المعلومات التي جمعها بالفعل حول تشيركاسوف.

ويشير "غير قانوني" في هذه الحالة إلى نوع من العملاء الذين يعملون دون أية صلة معروفة بحكومتهم الأم وبدون الغطاء الدبلوماسي المستخدم في معظم عمليات التجسس الحديثة.

ويُزعَم أنَّ تشيركاسوف كان يعمل لصالح المخابرات العسكرية الروسية. وعلى الرغم من أنها أقل شهرة من لجنة أمن الدولة (الاستخبارات السوفييتية) وخليفتها جهاز الأمن الفيدرالي للاتحاد السوفييتي، فقد اكتسبت المخابرات العسكرية الروسية سمعة بتنفيذ عمليات دولية محفوفة بالمخاطر في السنوات الأخيرة؛ مثل الاغتيال الفاشل للمنشق الروسي والجاسوس السابق سيرغي سكريبال بإنجلترا في عام 2018.

وبعد تفنيد أسطورة "فيريرا"، وُجِد أنَّ تشيركاسوف لم يُولَد في البرازيل لكن في كالينينغراد، الجيب الروسي بأوروبا. وعمره الحقيقي أكبر بثلاث سنوات من هويته البرازيلية المزيفة المزعومة وظل على اتصال مع الأشخاص الذين يعرفون أسراره، ومن ضمنهم المسؤولون الروس عن توجيه أنشطته الجاسوسية وشركاؤه العاطفيون في الوطن.

دبابة تابعة للقوات الروسية في أوكرانيا – رويترز

لو كان تشيركاسوف قد تمكّن من الوصول إلى المحكمة الجنائية الدولية، لاستطاع العثور على معلومات حول تحقيقات المحكمة في مزاعم جرائم الحرب الروسية بأوكرانيا وربما اختراق نظام الكمبيوتر المحمي بجدار حماية.

وعقب اعتقاله بالبرازيل، أنكر تشيركاسوف في البداية أنه جاسوس روسي وتمسك بدلاً من ذلك بقصة "فيريرا". لكن بمجرد العثور على الثغرات في القصة، كان من الصعب إصلاحها، فقد استخدمت السلطات الهولندية برامج التعرف على الوجه للعثور على صور له في كالينينغراد.

زعمت روسيا أنَّ تشيركاسوف مُهرِّب هيروين مطلوب فر من روسيا لتجنب السجن وأنها تسعى لتسلُّمه. وأيّد الجاسوس المزعوم هذه القصة أيضاً، على الرغم من أنها تحمل معها عقوبة أطول مما يقضيها الآن وأيضاً في نظام سجن أسوأ سمعة.

درس تشيركاسوف في واشنطن لمدة عامين؛ مما أثار تساؤلات كبيرة حول ماهية المعلومات التي ربما يكون قد حصل عليها أثناء وجوده في الولايات المتحدة وكيف حصل عليها.

قد تكون هناك مخاوف أيضاً بشأن سجنه في البرازيل، فقد أعطت المحكمة البرازيلية العليا موافقة مبدئية على طلب تسليم روسيا، على الرغم من أنَّ أية عملية من هذا القبيل يجب أن تنتظر حتى الانتهاء من تحقيق إضافي في تهم التجسس الموجهة ضد تشيركاسوف.

وبالنسبة للولايات المتحدة، هناك أيضاً مخاوف كبيرة بشأن احتجاز المواطنين الأمريكيين في روسيا؛ حيث أدين غيرشكوفيتش، مراسل صحيفة The Wall Street Journal في موسكو، بتهمة التجسس الشهر الماضي، ويقضي ويلان عقوبة بالسجن لمدة 16 عاماً في سجن روسي، بعد إدانته بالتجسس في عام 2020.

تحميل المزيد