بعد موسم ناجح محلياً وأوروبياً يدخل نادي ريال مدريد الإسباني موسم 2022-2023 بهدوء وثقة وكتيبة مدججة بنجوم شباب تألقوا بشدة وقدموا أفضل ما لديهم، خاصة في الأمتار الأخيرة من المنافسات، ومع دخول عناصر جدد لكتيبة المدرب أنشيلوتي، فإن هذا يجعلهم يدخلون الموسم القادم بمسؤولية كبيرة لمواصلة إثبات أحقيتهم في التواجد في التشكيل الأساسي.
حيث لدى جميعهم فرصة لا يملكها الكثيرون أثناء اللعب مع ريال مدريد. ويبدو الأمر متروكاً لهم الآن للاستفادة القصوى من زخم نهايات الموسم السابق أو تركها تفلت من أيديهم، والمخاطرة بفقدان الثقة الكاملة للجماهير والنادي.
رودريغو.. البحث عن مكان في التشكيل الأساسي
ظهر اللاعب رودريغو لأول مرة مع ريال مدريد عندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً بعد أن كلف النادي 45 مليون يورو، وهو رقم أثار استغراب الكثيرين، وقد عانى اللاعب بالفعل في إثبات أحقيته في التواجد في الجناح الأيمن خلال الموسم السابق، حيث كافح لتجاوز أسينسيو وتحقيق نتائج ملموسة عند منحه الفرص. ولكن تألقه في دوري أبطال أوروبا وبالتحديد منذ مباراة مانشستر سيتي غير كل شيء بالنسبة له.
حيث سجل هدفين في دقيقتين دفعا فريقاً منهاراً إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مما يعد إنجازاً رائعاً للاعب، لكنه لا يفعل الكثير لمعالجة مشكلة الثبات في المستوى الذي لا يزال يعاني منه اللاعب، وفي الموسم القادم ستبدو الضغوط أكثر بعد أنباء خروج اللاعب أسينسيو، مع عدم تفكير النادي على جلب لاعب جناح أيمن في حتى الآن.
أوريليان تشاوميني.. موهبة ينتظر منها الكثير
قام نادي ريال مدريد بشراء لاعب الوسط الفرنسي أوريليان تشاوميني من موناكو الفرنسي بمبلغ ضخم وصل إلى 80 مليون يورو بالإضافة إلى 20 مليون يورو حوافز بعد منافسة هادئة مع فرق ليفربول وباريس سان جيرمان، حيث كانت رغبة اللاعب هي العامل المهم في قدومه للنادي.
ويتفق معظم الخبراء على أن موهبة وجودة اللاعب لا جدال فيهما، إذ يعتبر اللاعب الفرنسي البالغ من العمر 22 عاماً أحد أفضل لاعبي الوسط الدفاعي في المنتخب الفرنسي وناديه السابق موناكو، ومع ذلك، قد ينقلب الموقف سريعاً إذا فشل في تحقيق التوقعات مع نادي ريال مدريد الذي يعتبر النجاح فيه لديه عوامل عديدة وليس الموهبة فقط، أهمها معرفة كيفية التعامل مع الضغوط.
أقول هذا لأنه إذا كان هناك شيء واحد تعلمناه من وقت إيدن هازارد في ريال مدريد، فهو أن الجماهير لا تتوقع حتى الحد الأدنى في نادٍ بحجم ريال مدريد، بل تتوقع فقط الكثير المذهل؛ حيث يبدو موقف اللاعبين متقارباً حيث انضم كلاهما إلى ريال مدريد بعد مواسم عالية المستوى في ناديهما السابقين، لكننا جميعاً رأينا كيف سارت الأمور مع إيدين هازارد.
كاسيميرو.. المنافسة قادمة بقوة
هناك العديد من الأسباب التي تجعل لاعباً في مكانة كاسيميرو يجب أن يثبت نفسه في الموسم الجديد، حيث إنه بالرغم من تقديمه موسماً جماعياً رائعاً، لكن على المستوى الشخصي لم يكن مقنعاً كثيراً؛ حيث لم يرقَ إلى المعايير التي كانت متوقعة منه.
في الموسم القادم سيكون لديه منافس قوي أثبت جودته وهو الفرنسي القادم من فريق موناكو وهو ما لم يكن متوفراً له في الموسم السابق، وكما ذكرت سابقاً، فإن تشاوميني لديه بالفعل ما يجب عليه أن يثبته، حيث سيكون اللاعب أمام منافسة حامية، سيكون الفريق المستفيد الأول من المنافسة بين هذين اللاعبين اللذين يعملان بجد أكثر من أي وقت مضى لإثبات أحقيتهما في البدء أساسياً.
فيرلاند ميندي.. الدفاع وحده لا يكفي
ظهرت في الفترة الأخيرة شائعات تذكر أن ريال مدريد منفتح للاستماع إلى العروض من أجل الظهير الأيسر الفرنسي فيرلاند ميندي، حيث تواترت الأنباء مباشرة بعد توقيع النادي مع قلب الدفاع الألماني أنطونيو روديغر، الذي من المتوقع أن يُحرك اللاعب النمساوي "ديفيد ألابا" من قلب الدفاع إلى الظهير الأيسر، مما يعرض فيرلاند ميندي للخطر.
ومع أن فكرة خروج اللاعب تبدو من الناحية المالية صفقة رابحة للنادي، إلا أن العروض لم تصل إلى النادي حتى الآن، لذا من المتوقع أن يستمر اللاعب في الموسم القادم رفقة الفريق، ولكن مع تحدٍّ جديد وهو إثبات أنه أفضل خيار في مركز الظهير الأيسر من اللاعب ديفيد ألابا. حيث لا يكفي فقط أن يكون مدافعاً، بل مساهماته الهجومية يجب أن تكون على أعلى مستوى وهو ما يتفوق عليه فيه اللاعب النمساوي.
لذا فإن أمام اللاعب تحدياً خاصاً لإثبات أحقيته في مركز الظهير الأيسر، حيث يجب عليه تحسين قدراته الهجومية مع الحفاظ على براعته الدفاعية، فمنافسه النمساوي لديه الخبرة والجودة بعكس اللاعب ميغيل جوتيريز.
إيدن هازارد.. الفرصة الأخيرة
لا ينكر الكثيرون أن البلجيكي إيدن هازارد لاعب ذو جودة عالية، ولكن انطلاقته مع ريال مدريد لم تكن كما توقعنا، حيث واجه اللاعب لعنة الإصابات التي حدت كثيراً من قدراته على مدار الثلاثة مواسم السابقة.
والآن مع بقاء عامين على عقده مع الفريق سيكون الموسم القادم بمثابة الفرصة الأخيرة له لتعويض جزء مما فقده سابقاً، وفي الوقت نفسه ترك بصمة في جدران النادي، وهذا ما يدركه اللاعب جيداً بعد أن صرح سابقاً للجماهير أثناء احتفالات الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا بأن الموسم القادم سيرون نسخة أفضل منه، فهل سيكون على مستوى التوقعات أم سيظل كما هو؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.