هل ظلمنا أنفسنا عندما أحببنا بصدق أم ظلمنا الحب عندما ألقينا عليه لوم القتل؟! هل كانت تلك المشاعر حباً من الأساس، أم كانت مشاعر وهمية فصدقتها وأيقنت أنها الحب؟ هل قلب الحبيب يمكن أن يحمل ذرة كره أو تفكيراً شيطانياً حتى تسول له نفسه أن يزهق روحاً أحبها ذات يوم، أم تحول قلبه إلى صخرة أو حجر يطغى عليه الحقد والغل والكره ويخطط وينفذ ويقتل ويفعل كل ما نهى الله عنه وفي النهاية يبرر فعلته باسم الحب؟
في الآونة الأخير حدثت جرائم قتل وكلها كانت تحت مسمى الحب.. فدعونا نعرف ما هو الحب في البداية.
الحب هو أن تحب نفسك أولاً وتحب كل من حولك وتظهر ذلك في تعاملك معهم، أن تتمنى الخير له وتساعده إذا احتاج للمساعدة. فالحب هو أقرب لمعنى الإنسانية التي ظلمها الإنسان، فأصبحت تصرفاته وحشية أكثر منها إنسانية، وبالتالي فلا يوجد حبيب يتمنى الشر لمحبوبه ويفكر في كيفية تدمير مستقبله أو إنهاء حياته إذا رفض أن يشاركه هذا الحب.
فالحبيب يتمنى الخير للمحبوب، يتمناه سعيداً حتى لو مع شخص آخر غيره رغم أن ذلك سيكون سبباً في تعاسته، ولكن حبه جعله يفضل سعادة المحبوبة على سعادته، فالحبيب لا يعلم معنى الأذى ولا يفكر فيه أو يخطط لتنفيذه، فهو مشغول دائماً بمحبوبته وكيف يسعدها ويجعل حياتها سهلة ويسيرة.
فالحب الحقيقي يكون في العلن وليس في الظلمات وعبر شاشات التليفونات المحمولة وحدها، فالحب الحقيقي يكون أمام الأهل والعائلة والأصدقاء كخطوة وبداية لإظهار حسن النية في صدق العلاقة وأنها قائمة على الود والرحمة والمودة.
فليس كل اهتمام حباً، وليست كل علاقة وهمية على مواقع السوشيال ميديا حباً، ولا يوجد بها أي نوع من أنواع الأمان، فكلهم يريدون أن يُرضوا غرائزهم ويمارسوا ألاعيبهم لكي يرضوا غرورهم وسيكوبيّتهم. فعندما يشعرون بسحب البساط من تحت أقدامهم يظهرون على حقيقتهم ويسعون لتدميرك أو لقتلك. وكلنا رأينا مؤخراً أحداثاً مؤسفة نتيجة ابتزاز عاطفيّ أو ابتزاز إلكترونيّ أو تهديد بأي شكل من الأشكال كقتل فتاة بريئة أمام الحرم الجامعي أو قتل الزوجة الثانية حتى لا تعرف الزوجة الأولى أن زوجها متزوج غيرها دون علمها.
فيجب التأني في مشاعرنا واختيار الشخص المناسب عن طريق أخلاقه وتعامله مع الناس وليس بمظهره أو اهتمامه الزائف، وإذا كانت هناك جدية في العلاقة ورأيت أنها العلاقة المناسبة لا بأس أن تستشير أهلك وتعرف كل طرف منهما على الآخر لكي يطمئنوا عليكم ويعيدوكم إلى رشدكم إذا أخطأتم.
ونهايةً فالحب الحقيقي هو الذي يظهر للنور قبل أن يذهب لينير القلوب فلا تظلموا الحب بأفعالكم. وعن أي حب تتحدثون وتبررون أفعالكم الدنيئة والوحشية باسمه، هل تريدون أن تصبحوا شهداء الحب مثلاً؟! الحب بريء من اتهاماتكم، والله بريء من أفعالكم.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.