وأخيراً، سيستمر النجمان المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز مع ناديَيهما ليفربول ومانشستر سيتي في أقوى دوري بالعالم، لتستمر معهما متعة عشاق الكرة في مصر والجزائر والوطن العربي، بعد فترة شكٍّ تخللتها تكهنات وشائعات تحدثت عن عودة صلاح إلى تشيلسي أو انتقاله إلى ريال مدريد إذا لم تستجب إدارة فريقه لمطالبه المالية والرياضية.
وأخرى نقلت رياض محرز بين الريال والبارسا والميلان وباريس سان جيرمان بحثاً عن آفاق جديدة بسبب وضعيته في مانشستر سيتي، حيث يجد منافسة شديدة من نجوم كثر، قبل أن تتضح الرؤية مع الوقت، ويضع ليفربول وصلاح حداً لكل التأويلات بتجديد العقد لثلاث سنوات أخرى الى غاية صيف 2025 مقابل راتب أسبوعي يصل إلى 350 ألف جنيه إسترليني، في وقت بلغت المفاوضات بين محرز وإدارة السيتي مراحل متقدمة تقضي بتجديد العقد لثلاث سنوات أخرى.
التضحية بماني للاحتفاظ بمحمد صلاح
منذ البداية كانت إدارة ليفربول مستعدة لبذل جهد مالي إضافي من أجل الاحتفاظ بمحمد صلاح، وأكدت ذلك عندما قررت الاستجابة لمطلب السنغالي ساديو ماني الرحيل إلى بايرن ميونيخ واستبداله بالأوروغوياني داروين نونيز الذي دفعت من أجله 100 مليون يورو لبنفيكا.
وقررت الاستجابة لمطالب صلاح بزيادة راتبه إلى 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً ليصبح صاحب أعلى راتب في الفريق حالياً، وسلاح يورغن كلوب الأول في الهجوم بعد رحيل السنغالي ماني، وتراجع مستوى البرازيلي فيرمينيو الموسم الماضي مقابل استمرار صلاح في تسجيل الأهداف وتحطيم الأرقام إلى أن بلغ 156 هدفاً في 254 مباراة مع الفريق على مدى خمس سنوات تُوج فيها معه بدوري الأبطال، والدوري الانجليزي، وكأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس الرابطة الإنجليزية، وكأس الاتحاد.
صلاح أبدى سعادته بمواصلة مغامرته التاريخية الجميلة مع "الريدز"، وهو الشعور نفسه الذي عبّر عنه المدرب الألماني يورغن كلوب وعبّرت عنه جماهير ليفربول في وسائل التواصل الاجتماعي، مما خفف عنهم صدمة رحيل ساديو ماني رغم حاجة الوافد الجديد داروين نونيز إلى الوقت للتأقلم مع صلاح وأجواء الأنفيلد التي تختلف تماماً عن أجواء بنفيكا والدوري البرتغالي.
ليبقى الأكيد أن الدولي المصري سيكون أكثر أريحية مما سبق، بعد أن تخلص من هاجس التجديد أو الرحيل عن القلعة الحمراء، ونال تأشيرة الاستقرار النفسي والفني الذي يسمح له بتحطيم أرقام أخرى مع أحد أعظم وأشهر الأندية العالمية، وترسيخ اسمه كواحد من أساطير النادي.
تجديد عقد محرز
إدارة السيتي من جهتها لم تتردد في بعث المفاوضات مع رياض محرز لتجديد عقده رغم استقدام النرويجي إيرلينغ هالاند، بل وصلت إلى درجة الاستغناء عن رحيم ستيرلينغ لصالح تشيلسي مقابل 45 مليون جنيه إسترليني، والتنازل أيضاً عن غابرييل خيسوس لفريق أرسنال بالسعر نفسه، وكان مستعداً للتخلي عن البرتغالي برناردو سيلفا، مما يدل على تعلُّق غوارديولا بنجمه رغم عدم الاعتماد عليه أساسياً في أغلب المباريات، بسبب سياسة التدوير التي ينتهجها رغم أنه كان هداف الفريق في جميع المسابقات الموسم الماضي.
سجّل محرز، 63 هدفاً في 189 مباراة لعبها مع الفريق منذ انضمامه في يوليو/تموز 2018، حقق معه ثلاث دوريات محلية، ثلاث كؤوس للرابطة، وكأس السوبر المحلي، وصفه مدربه باللاعب الاستثنائي الذي بإمكانه قلب موازين أي مباراة في أي لحظة، وبأنه من أفضل اللاعبين الأفارقة الذين أشرف عليهم في مشواره التدريبي.
منذ التحاقه بالسيتي دفع رياض محرز بالألماني لوروا ساني إلى الرحيل سنة 2020، ثم عجّل برحيل الإسباني فيران توريس إلى برشلونة، ودفع بغوارديولا إلى التخلي عن غابرييل خيسوس ورحيم ستيرلينغ مطلع هذا الموسم، وتغيير مركز برناردو سيلفا الموسم الماضي، ليدفع به في وسط الميدان، وكله أمل في أن يكون هذا الموسم هو الممول الرئيسي لإيرلينغ هالاند بالكرات، رفقة جاك غريليش وفيل فودين وكيفن دي بروين؛ أملاً في مواصلة سيطرته على الدوري المحلي، وبحثاً عن لقب دوري الأبطال الذي يفر منه كل موسم بسبب خيارات غوارديولا الفنية، وليس بسبب لاعبيه الذين صاروا يعانون من عقدة دوري الأبطال بسبب كثرة الإخفاقات المتتالية رغم بلوغهم درجة درجة كبيرة من النضج.
صلاح في ليفربول ومحرز في السيتي لسنوات إضافية، والانتدابات النوعية لتشيلسي، وأرسنال وتوتنهام هذا الموسم، ستضفي على الدوري الإنجليزي نكهة خاصة ومتعة إضافية، وقوة وإثارة لا نظير لهما في أوروبا.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.