بالأمس توّج الصربي نوفاك دجوكوفيتش بلقبه السابع في بطولة ويمبلدون، التي ينظمها نادي عموم إنجلترا، معززاً رصيده خلف الإسباني نادال بفارق لقبٍ واحدٍ وبرصيد 21 لقباً في البطولات الأربع الكبرى في التنس (الغراند سلام)، على الرغم من هذا الفوز التاريخي، سيتراجع نوفاك، المصنف الثالث عالمياً حالياً، إلى المركز السابع في التصنيف العالمي القادم في كارثة لا دخل له فيها، والذي تصدره رابطة محترفي التنس، فما السبب يا ترى؟!
قبل انطلاق هذه النسخة من بطولة ويمبلدون قرر نادي عموم إنجلترا، استبعاد اللاعبين الروس والبيلاروس من البطولة، احتجاجاً من نادي النخبة هذا على الحرب التي تخوضها روسيا على الأراضي الأوكرانية، في تماهٍ مع الموقف البريطاني الرسمي المتطرّف ضد الشعب الروسي في هذه الحرب.
رد فعل رابطة محترفي التنس لم تتأخر، فكان القرار بعدم منح أي نقاطٍ للاعبين في التصنيف العالمي عقاباً للمنظمين، فكان الضحية من حقق نتائج جيدةً في بطولة العام الماضي، على غرار حامل اللقب دجوكوفيتش الذي خسر 2000 نقطةٍ كاملةٍ في التصنيف!
هنا ساندت رابطة محترفي التنس اللاعبين الروس، ودافعت عنهم كأعضاء في الرابطة، في وجه التدخل الفجّ للسياسات الليبرالية الغربية في هذه المنافسة الرياضية، ولكن قبل ذلك تحيّز فيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) لأصحاب الحظوة الليبراليين الغربيين، واستبعد روسيا من ملحق تصفيات كأس العالم، في الوقت الذي يقوم رئيسه جيانّي إنفانتينو بجهد جبار؛ بغية رعاية مشاريع التطبيع الكروي بين الإمارات والكيان الصهيوني، رغم إعاقة هذا الكيان لكرة القدم الفلسطينية في العديد من المناسبات، ورغم أكثر من هذه الإعاقة احتلال هذا الكيان للأراضي الفلسطينية وعدم تنفيذه حتى لقرارات الأمم المتحدة.
أصبح كل العالم يتغنى بالإنسانية ويطالب بإنقاذ الأبرياء. وكرة القدم بشعبيتها لعبت دوراً ملموساً كذلك. أشهرُ اللاعبين والنجوم تضامنوا مع أوكرانيا. والعَلم الأوكراني ظهر في كل ملاعب العالم. ورسالة "لا للحرب" رُفعت في الدوري الإسباني والإنجليزي والمسابقات الأوروبية لـ"اليويفا"، والدوري الإيطالي انطلقت مبارياته خمس دقائق متأخرة كاحتجاج رمزي.
ولم تكن روسيا منبوذة عندما استضافت نسخة كأس العالم 2018، تحديداً عندما كانت ترمي براميلها المتفجرة على الأطفال السوريين، بل كانت قبلة الأمريكان والأوروبيين، اليوم روسيا تُطرد من نسخة كأس العالم قطر؛ لأن الفيفا FIFA اكتشف أن الدم الأوروبي أغلى من الدم السوري!
في الوقت ذاته، تم استبعاد الفرق الروسية من المنافسات القارية الأوروبية من قبل يويفا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم)، وهو نفس الاتحاد الذي رحّب بانضمام الكيان إلى منافساته الكروية، رغم عدم وجود أي أراضٍ "يحتلها" في القارة الأوروبية!
هنا يطرح تساؤلٌ كبيرٌ حول هذه الهيمنة الليبرالية الغربية على المؤسسات الرياضية الدولية، ومدى خروجها عن مواثيق التنافس الرياضي، حين تعاقب الرياضيين بناءً على سياسات دولهم، وتحابي دولاً وكياناتٍ على حساب دولٍ أخرى!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.