طفلي يصاب بالخرس المفاجئ إذا قابل بعض الغرباء أو ذهب إلى المدرسة أو تواجد في مكان مُعيَّن، ويكتفي بالصمت التام أو بالردّ بكلمة واحدة مثل نعم أو لا أو بمجرد الإيماءة أو بالنظرة الصامتة أو الرد بصوت منخفض لا يسمع رغم أنه لا يعاني من أي مشكلة طبية في النطق أو السمع أو مراكز الكلام أو الأحبال الصوتية.
شكوى شهيرة جداً للأمهات حول أطفالهن وتتناقلها الأجيال ولا يعرفون أن ما يمر به الطفل يسمى بـ"الصمت الاختياري" بل قد ترى الأم أن هذه الأعراض قد تشير إلى إصابة الطفل باضطراب التوحد، وتبدأ في سلوك المسار العلاجي له، وللأسف قد يخطئ بعض المختصين في تشخيصه أو قد لا ينتبهون له من الأساس.
فما هو الصمت الاختياري، وما هي مسمياته، متى يحدث، وكيف يتم تشخيص الطفل المصاب به، وهل هو مرض أم حالة، ما هي أسبابه وأعراضه السلبية والإيجابية، وما الفرق بينه وبين الصمت الناتج عن صدمة، وما هي الخصائص السلوكية الأكثر شيوعاً للطفل المصاب به، وما علاجه، وكيف نساعد الطفل الذي يعاني منه؟
ما هو الصمت الاختياري وما هي مسمياته؟
الصمت الاختياري Selective mutism نوع من الرهاب المحدد، يظهر بصورة خوف مبالغ فيه في مواقف محددة أو بوجود شيء محدد وأشخاص محددين، كما أنه يُعد طريقة للتعبير عن القلق الاجتماعي، وله مسميات عديدة منها الصمت الاختياري، الخرس الانتقائي، التباكم، الصمت السلبي.
متى يحدث؟ وهل يعد صمت الطفل خلال شهره الأول في المدرسة "صمتاً اختيارياً"؟
الصمت الاختياري نادر الحدوث، يبدأ لدى الأطفال بعمر قبل المدرسة 2 إلى 5 سنوات، لكنه يكتشف عادة بعد الخامسة، وعقب دخول المدرسة، وقد يكتشف بعمر الخامسة أو قبلها قليلاً بعد دخول الروضة، كما أن شيوعه على المستوى العام يصل إلى 2%، كما أنه أكثر شيوعاً بين الفتيات مقارنة بالفتية.
ومع ذلك يمكن للأطفال الأكبر سناً أيضاً أن يصابوا بالخرس الانتقائي.كما أن صمت الطالب خلال الشهر الأول في المدرسة لا يعتبر أنه يعاني من الصمت الاختياري، لذلك لا بد من ضرورة معرفة مستوى الخجل والعناد للطفل ومستوى الحديث في البيت، كونها مؤشرات يجب الأخذ بها عند تشخيص الحالة.
الفرق بين الصمت الاختياري والصمت بعد الصدمة traumatic
الأطفال الذين لديهم صمت اختياري يتكلمون على الأقل في وضعية واحدة، ونادراً ما يكونون صامتين في جميع الوضعيات، ومعظمهم لديهم سلوكيات مكبوتة، قد يبدون قلقين اجتماعياً، ويكون هذا الصمت وسيلة لتجنب مشاعر القلق.
أما الأطفال الذين لديهم صمت ما بعد الصدمات (رضخي) عادة ما يصابون بالصمت الاختياري فجأة في جميع الحالات، مثل الطفل الذي يشهد وفاة أحد أجداده أو غيره من حدث مؤلم، يصبح غير قادر على معالجة هذا الحدث، ويصبح صامتاً في جميع الوضعيات.
كيف يتم تشخيص الطفل المصاب بالصمت الاختياري وما الأعراض الدالة عليه؟
يعتمد تشخيص الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري على التاريخ المرضي للطفل؛ لذلك يتم التركيز أثناء التشخيص على "التطور العقلي للطفل، إلى جانب التطور الجسدي، الحركي، اللغوي، المعرفي، والاجتماعي". ويتم إجراء تقييم للسمع، النطق، واللغة باستخدام خطاب صوتي مسجل للطفل يحدد الحالة المزاجية للطفل والتفاعلات الاجتماعية، والسياقات الدقيقة التي يحدث فيها الكلام.
وحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فإنه يجب أن يكون عجز الكلام لدى الطفل مستمراً لمدة شهر كامل على الأقل حتى يصنف بأنه اضطراب، كما تبدأ أعراض الصمت الاختياري على الطفل قبل أن يبلغ الخمس سنوات من عمره، إلا أنه لا يلقى الاهتمام إلا بعد دخوله المدرسة، حيث يزداد تفاعل الطفل مع المحيطين به في نطاق المدرسة.
وهناك العديد من الأعراض الدالة عليه، ومنها تدني المستوى التحصيلي أو المهني أو التواصل الاجتماعي، الفشل المتواصل في التحدث في المواقف الاجتماعية التي يتوقع أن يتحدث فيها، الشعور بالقلق في المواقف الجديدة كالذهاب للمدرسة، وتظهر لدى الطفل صفات مزاجية سلوكية باستمرار مثل "الكبت، نوبات الغضب، حالات القلق، الخجل المفرط، العزلة الاجتماعية، التشبث بمقدمي الرعاية، السلوك المعارض، الخوف من الإحراج أمام المجموعة".
ومن أبرز الأعراض الدالة عليه ما يلي:
– صعوبة القدرة على الاحتفاظ بالاتصال البصري مع الآخرين.
– عدم القدرة على شرح مشاعره بوضوح والتعبير عنها.
– الحركة تكون جامدة وحادة وتسبب الحرج.
– يظهر عليه الخجل والتوتر الدائم والخوف من الآخرين والانسحاب من التجمعات.
– الرغبة في العزلة والحرج الاجتماعي.
– يميل الشخص للروتين ولا يحب التغيير والتجديد.
– كره الأماكن المزدحمة وعدم تحمل الصخب والضجيج.
– يكثر من القلق من كل شيء أكثر ممن هم بنفس الفئة العمرية.
الصفات الإيجابية التي تميز طفل الصمت الاختياري
– ارتفاع مستوى الذكاء فيكون مستوى ذكائهم في الغالب أعلى من المتوسط.
– يحبون البحث كثيراً، وكثرة التفكير والتأمل في ما حولهم.
– يحبون الفنون والموسيقى وأيضاً هم أشخاص مبدعون.
– متعاطفون مع غيرهم ويراعون مشاعرهم ويشعرون بآلامهم وأفكارهم أكثر من أي شخص آخر.
– لديهم شعور قوي بمعرفة الخطأ من الصحيح.
أسباب الصمت الاختياري
لا يوجد في كثير من الأحيان سبب واحد يمكن تحديده للصمت الاختياري، فهناك عوامل كثيرة تلعب دوراً كبيراً في هذا المرض وهي (العوامل النفسية، الاجتماعية، العاطفية، القلق الاجتماعي، العامل الوراثي، والجينات)، والصمت الاختياري يحدث جنباً إلى جنب مع القلق (لا سيما اضطراب القلق الاجتماعي، واضطرابات النمو العصبي)، كما أثبتت الدراسات في تاريخ الأسرة أن من بين 38 طفلاً يعانون من الصمت الاختياري يظهر في الأقارب من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، مما يؤكد على أهمية تاريخ العائلة في دراسات النتائج.
ومن أبرز الأسباب المؤدية لإصابة الطفل بالصمت الاختياري هي:
1. تعرُّض الطفل لإساءة جسدية في سنوات عمره الأولى.
2. سيطرة الأم أو حمايتها الزائدة، أو الانفصال.
3. صعوبات النطق؛ كالتَّأْتأة.
4. الأَزَمات والصدمات والصِّراعات النفسية؛ كفَقْد أحد الوالدين أو الأقارب.
5. الخوف والقلق لدى الطفل.
6. اتِّصاف الطفل بالخَجَل الشديد، حتى قبل ظهور المشكلة.
7. الخلافات الأسرية.
8. البيئة الجديدة.
9. العامل الوراثي في العائلة، وإصابة أحد الوالدين أو كليهما بالقلق.
10. الاعتمادية على الآخرين، وانعدام الاستقلالية.
11. تشجيع الأهل للصمت وعدم الكلام؛ كنوع من الأدب الاجتماعي.
12. ضعف الثقة بالنفس.
13. الحد من العلاقات الاجتماعية؛ بحيث لا يُسمح للطفل بتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية في مراحل عمره الأولى.
14. المعامَلة القاسية من قِبَل الوالدين أو أحدهما.
15. تعرُّض الطِّفْل للإهانة والاستهزاء من غَيْره في بعض المواقف الاجتماعية.
متى يكون الصمت طبيعياً لدى الأطفال؟
يكون الصمت طبيعياً إذا لم يستمر لمدة شهر مع الطفل، أما إذا تجاوز الشهر فلا بد من التدخل واعتبار ذلك مؤشراً لوجود مشكلة تستدعي اللجوء إلى الطبيب أو الأخصائي النفسي لتشخيص الحالة والبدء في العلاج. ومن المهم الانتباه إلى أن اضطرابات النطق (التأتأة)، أو اضطرابات النمو الدائمة (التوحد) أمر مختلف تماماً عن الصمت الاختياري لدى الطفل.
الخصائص الأكثر شيوعاً للأطفال المصابين بالصمت الاختياري
1- التثبيط المزاجي: يكون الطفل خجولاً، حذراً في المواقف الجديدة وغير المألوفة، مقيداً، عادة ما يكون واضحاً منذ الطفولة.
2- القلق الاجتماعي: مثل عدم الارتياح عند تقديمه للناس، المضايقة أو الانتقاد، كونه مركز الاهتمام، لفت الانتباه، الخوف من ارتكاب خطأ، الإحراج من تناول الطعام أمام الآخرين.
3- الأعراض الجسدية: مثل وجع البطن، والغثيان، القيء، وآلام المفاصل، والصداع، وألم الصدر، وضيق التنفس، والإسهال، والمشاعر العصبية، ومشاعر الخوف.
4- الوجه المتجمد والخالي من التعابير ولغة جسد متيبسة ومربكة مع عدم وجود اتصال بالعين عند الشعور بالقلق. هذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال الأصغر سناً في بداية العام الدراسي أو إذا اقترب منهم شخص غير مألوف.
5- تأخيرات في النمو العاطفي، وقد يتم تشخيصهم بالخطأ على أنهم مصابون بالتوحد.
6- انتقائي في تناول الطعام، ومشاكل في الأمعاء والمثانة، وحساسية تجاه الحشود، والأضواء (رفع الأيدي فوق العينين، وتجنب الأضواء الساطعة)، والأصوات (لا يحب الأصوات العالية، ويضع الأيدي فوق الأذنين)، وحساس للمس.
7- الأعراض الشائعة داخل بيئة الفصل الدراسي، كالانسحاب، واللعب بمفرده أو عدم اللعب على الإطلاق، والتردد في الاستجابة (حتى بشكل غير لفظي)، والتشتت، وصعوبة اتباع سلسلة من التوجيهات أو الاستمرار في المهمة.
8- غير مرنين وعنيدين، متقلبو المزاج، متسلطون ومستبدون في المنزل. قد يُظهرون أيضاً نوبات بكاء، وانسحاباً، وتجنباً، وإنكاراً، ومماطلة.
هل الصمت الاختياري مرض أم حالة أم اضطراب؟
الصمت الاختياري يرى البعض أنه اضطراب أو حالة نفسية معطلة تعيق الطفل بشكل خطير في أدائه الأكاديمي والاجتماعي، ويعتبر بعضُ الباحثين الصمت الاختياري شكْلاً من أشكال الرهاب الاجتماعي، وبالتالي لا يصنفونه مرضاً نفسياً مستقلاً؛ بل يدرجونه ضمن أشكال الرهاب الاجتماعي، والبعض الآخر يعتبره نوعاً من أنواع الحاجات الخاصة، وبالتالي يتم تصنيف الطفل الصامت اختياريّاً ضمن تلك الفئة.
علاج الصمت الاختياري عند الأطفال
ويعد الهدف الرئيسي في علاج الصمت الاختياري هو مساعدة الأطفال على التحدث في الحالات التي لم يتحدثوا فيها من قبل ويمكن تحقيق ذلك بطريقتين: عن طريق التدخلات النفسية الاجتماعية أو عن طريق العلاج الدوائي.
إضافة لذلك فهناك طرق عديدة تستخدم لعلاج الطفل المصاب بالصمت الاختياري مثل العلاج الدوائي، السلوكي، والعلاج المعرفي السلوكي، وأسهل طريقة يوصي بها النفسيون مع الأطفال هي العلاج باللعب، ويؤكدون على أن اللعب هو اللغة التي تسهل علينا التواصل مع الطفل.
العلاج السلوكي: هو أسلوب علاجي يقوم بتعزيز السلوكيات المطلوبة (الإيجابية) والتخلص من السلوكيات الخاطئة (السلبية)، وأجريت في السنوات الأخيرة تجربة تقييم آثار العلاج السلوكي المتكامل (IBT) للصمت الاختياري، ويتألف التدخل من 20 جلسة لا يقتصر دورها على الطفل، بل يشمل أيضاً الآباء والمعلم.
وفي مرحلة مبكرة من العلاج يكون التسلسل الهرمي التدريجي للحالات المرتبطة بالكلام هو الذي يرشد إلى تمارين التعرض التي يجب على الطفل القيام بها في العيادة، والمدرسة، والبيئة المنزلية التي تدعمها مجموعة متنوعة من التقنيات السلوكية على سبيل المثال: (التعزيز، التشكيل، النمذجة).
واعتماداً على المستوى التنموي للطفل يمكن إضافة تقنيات إعادة الهيكلة المعرفية على سبيل المثال: (استبدال الأفكار القلقة بالتصدي للبيانات الذاتية)، على الرغم من أنه قد يبدو في بعض الأحيان أن سلوك الأطفال الذين يعانون من عجز الكلام هو متعمد في الطبيعة، فإنه يكون مدفوعاً بالقلق، ويمكن أن يساعد العلاج المبكر الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري (عجز الكلام) في تعلم التحدث بشكل متكرر، وتحسين نتائجهم الأكاديمية والاجتماعية.
العلاج السلوكي المعرفي: يساعد الطفل في التركيز على رأيه بنفسه وبالآخرين وبالعالم من حوله، وكيف يؤثر إدراكه لذلك على أفكاره ومشاعره، والعلاج السلوكي المتكامل للصمت الاختياري يتم إجراؤه في العيادة بمشاركة الأبوين باستخدام مهام التعرض المتدرجة إلى المحفزات (مثل التواصل اللفظي)، وعند الاهتداء لمستوى نمو الطفل، يتم استخدام مبادئ إعادة الهيكل المعرفي (على سبيل المثال، استبدال الأفكار المخيفة أو المثيرة للقلق بالتصدي للبيانات الذاتية)، ويجب التأكد من التشخيص من طبيب نفسي؛ لأن من الممكن أن يكون مشابهة للتوحد، والانتباه إلى أن الأعراض تزيد لديهم في المدرسة، لذا فإن التعاون المكثف مع المعلمين مطلوب.
تلافي التحفيز: وهنا يتواصل الطفل بسهولة مع شخص ما، مثل والديه، عندما لا يكون هناك أي شخص آخر، ثم يتم تقديم شخص آخر إلى الموقف، وبمجرد تضمينه في الحديث، ينسحب الوالد. ويمكن للشخص الجديد تقديم المزيد من الأشخاص بنفس الطريقة.
التعزيز الإيجابي والسلبي: يتضمن الاستجابة بشكل إيجابي لجميع أشكال الاتصال. مثلاً، إذا ضغطت على الطفل لكي يتحدث سيشعر بالقلق والسوء، وسيشعر بارتياح كبير عندما تمر اللحظات ويتكلم، مما سيعزز اعتقاده بأن التحدث تجربة سلبية.
إزالة التحسس: وهي تقنية تتضمن تقليل حساسية الشخص تجاه الآخرين الذين يسمعون صوتهم من خلال مشاركة تسجيلات الصوت أو الفيديو. على سبيل المثال، يمكن أن تبدأ بالإيميلات والرسائل وتنتهي بالتسجيلات الصوتية ثم المزيد من الاتصالات المباشرة، مثل محادثات الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي.
التشكيل: ويتضمن استخدام أي تقنية تمكن الشخص من إنتاج استجابة تدريجياً أقرب إلى السلوك المطلوب، مثل البدء بالقراءة بصوت عالٍ، تليها ألعاب القراءة التفاعلية، وأنشطة التحدث المنظمة، وأخيراً المحادثة مع الآخرين.
التعرض المتدرج: يتم التعامل مع المواقف التي تسبب أقل قدر من القلق أولاً، ومع التعرض المتكرر، ينخفض القلق المرتبط بهذه المواقف إلى مستوى يمكن التحكم فيه. ويتم تشجيع الأطفال الأكبر سناً والبالغين على معرفة مقدار القلق الذي تسببه المواقف المختلفة، مثل الرد على الهاتف أو سؤال شخص غريب عن الوقت.
الأدوية: الدواء مناسب فقط للأطفال الأكبر سناً والمراهقين والبالغين الذين أدى قلقهم إلى الاكتئاب ومشاكل أخرى. ولا ينبغي أبداً وصف الدواء كبديل للتغيرات البيئية والسلوكية. ويمكن استخدام مضادات القلق والاكتئاب أحياناً جنباً إلى جنب مع برنامج علاجي لتقليل مستويات القلق، خاصة إذا فشلت المحاولات السابقة لإشراك الطفل في العلاج.
ختاماً، إذا كنت تشك بأن طفلك يعاني من الصمت الاختياري فيجب عليك في البداية إزالة جميع الضغوط التي قد تسبب القلق له وتمنعه من التحدث، وأخبر طفلك بأنك تفهمه وتشعر بمخاوفه وأنه من الصعب عليه إخراج الكلمات وأنك ستدعمه خلال هذا الوقت الصعب، وامدح جهود الطفل وإنجازاته وشجعه واعترف بالصعوبات والإحباطات، كما يجب عليك استشارة طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال والبحث عن طبيب نفسي أو معالج لديه خبرة في الصمت الاختياري أو الصمت الانتقائي.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.