هو بسيط ومتواضع لدرجة تشعرك بأنه أحد أقاربك، وعلى درجة عالية من المرح تضفي البهجة والفرح على جميع الحاضرين. حاله كحال أهل النوبة الطيبين، تشعر تجاهه بالود والألفة، ملامح الطيبة بادية على وجهه وسمات الشهامة والرجولة حاضرة معه لا تغيب.
ما من شخص قابله -مهما كان انتماؤه الكروي- ولم يخرج متحدثاً عن تواضعه الجمّ وأن الصورة المرسومة له في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي لشخص آخر.
إذا كان الحال كذلك، من الذي شيطن محمود عبد الرازق فضل الله؟ ومن تسبب في كل هذا العداء بينه وبين جماهير أكبر نادٍ في مصر والعالم العربي؟ وهل هو المسؤول عن ذلك كما كان المسؤول الأول عن إهدار موهبته أم أن هناك أطرافاً أخرى كانت السبب في ذلك؟
البداية
البداية كانت في أسوان، موهبة فذة لشاب يافع ينتقل رفقة والده المؤمن بقدراته ليخضع للاختبارات الفنية بنادي الزمالك بالقاهرة. يوفق الفتى في الاختبارات وينضم للقلعة البيضاء. لكن الفرحة لن تكتمل، سيُغيّب الموت والده سريعاً ليفقد "شيكابالا" القدوة والمثل.
كل من رآه في مهده الكروي يركل الكرة أكد أنه جوهرة نادرة في طريقها للنجومية.
في نادي الزمالك، يحبون الموهوبين لكنهم في أغلب الأحيان لا يجيدون التعامل معهم وينتهي بهم الحال كقنابل كروية لم تنفجر أبداً.
وقع الصدام الأول في مسيرة شيكابالا مبكراً بتصرفاته غير اللائقة التي أجبرت مدربه في منتخب مصر للناشئين فاروق السيد على طلب إيقاف اللاعب لتقويم سلوكه، وبالفعل تم إيقافه عن تمثل المنتخبات القومية لمدة عام كامل عن الملاعب. سافر شيكابالا بعد ذلك لباوك اليوناني للاحتراف ورغم تلقيه العديد من العروض للاستمرار في أوروبا ألقى بها جميعاً في حقيبة السفر وعاد لمصر بحجة تأدية الخدمة العسكرية وهو ما لم يكن حقيقة، ليقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم معاقبته بمبلغ مالي يدفعه لصالح نادي باوك اليوناني.
تعدد الأزمات والصدامات في بدايات مسيرة شيكابالا، أمر لا يمكن تجاهله ويخبرك بطبيعة اللاعب المثيرة للجدل.
التوقيع للأهلي
عند عودته من باوك اليوناني لم يتوجه شيكابالا صوب ناديه الزمالك، وإنما جمعته جلسة بمسؤولي كرة القدم في النادي الأهلي وقام بتوقيع عقود أولية للانتقال للغريم التقليدي للزمالك. قاب قوسين أو أدنى من ارتداء القميص الأحمر رفقة كتيبة مانويل جوزيه التاريخية، لولا تدخل رئيس الزمالك ممدوح عباس وقيامه بدفع الغرامة للنادي اليوناني قبل أن يتنازل الأهلي عن حقه في اللاعب طواعية ويسلمه العقود التي وقع عليها بعد أن طلبها اللاعب لأنه رأى نفسه بعيداً عن تمثيل الأهلي كلاعب بسبب تذكره لحبه الكبير لنادي الزمالك وعشق الجماهير له.
تعامل النادي الأهلي بمنطق أخلاقي كبير ولم يُثر الجدل ولم يقف ضد رغبة اللاعب المتراجع ولم يقم بشكواه بدعوى توقيعه على عقود انتقال أملاً في عودته عن قراره واللعب للأهلي. تعامل الأهلي الراقي مع اللاعب واعتراف اللاعب لمدير التعاقدات عدلي القيعي بعدم قدرته على ارتداء قميص آخر غير قميص الزمالك كان تعاملاً نموذجياً من الناحية الأخلاقية باحترام رغبة اللاعب في العودة لناديه.
كانت العلاقة ممتازة في الغرف المغلقة، لكن ما حدث على أرض الملعب كان مختلفاً.
هتافات تقليدية تحولت إلى عداء
الهتافات ضد لاعبي كرة القدم جزء من صميم اللعبة، وتحدث في الكثير من دول العالم ولم ينجُ منها أي لاعب كرة قدم على مر التاريخ، تختلف ردود أفعال كل لاعب تجاه هذه الهتافات على حسب شخصيته وعلى حسب قوة الهتافات ونوعيتها. هناك هتافات فيها السخرية من اللاعب أو من فريقه وهي الأقل قوة، وهناك هتافات سباب للاعب ولعائلته وهذه عنيفة. وهناك هتافات عنصرية تتجاوز حدود الآداب العامة وتدخل في حيز من المفترض أن يعاقب عليه القانون. من اللاعبين هناك من يرى أن تجاهل تلك الهتافات هو الحل الأمثل حتى لا تلاحظ الجماهير تأثر اللاعب بها وفقدانه التركيز وبالتالي تستمر في نسجها وإطلاقها حتى يفقد اللاعب رشده ويخرج من تركيزه.
وهناك لاعبون مثل شيكابالا يسارعون برفض جميع أنواع الهتافات الموجهة ضدهم، وأحياناً يقومون بالرد عليها بمثلها. ومن هنا يفقد الجميع السيطرة على الأمر ويذهب العداء بين اللاعب والجمهور لطريق مسدود، ذلك أن الجماهير ترى أن سبابها للاعب أمر عادي ضمن المنافسة ولا ترى في رد اللاعب على نفس الجماهير أمراً عادياً.
والحقيقة أن الجميع في هذه الحالة مخطئ لأننا نتحدث هنا عن حد أدنى من الأخلاق يجب توفره في مدرجات كرة القدم من الناحية الدينية والأخلاقية، لكننا كذلك نؤمن بصعوبة السيطرة على كل تلك الأعداد وإسكاتها، لكن السيطرة على لاعب واحد أمر من المفترض أن يكون أسهل كثيراً، ومن أجل كل ذلك خلقت العقوبات التصاعدية للسيطرة على الجميع، لكنها للأسف لم تطبق بنجاعة ولم تكن يوماً فعالة.
تحول الهتاف الأول من جماهير الأهلي لأزمة حين رفع شيكابالا حذاءه في وجه جماهير النادي الذي وقع له قبل أشهر بسيطة، وتحول الهتاف إلى سباب علني ممزوج بمشاعر الغضب للاعب لأنه رد على الجماهير بطريقته الخاصة. وظللنا على تلك الحال فترة طويلة كلما تقابل الزمالك والأهلي.
سيل من الهتافات الأهلاوية ضد شيكابالا، تتحول عند رفع الأخير لحذائه اللاعب إلى لعنات ممزوجة بالسخط. لتتحول وظيفة حذاء شيكابالا من التحكم بالكرة وأداة للإبداع إلى أداة يرد بها على السباب والهتافات.
لم يرفع شيكابالا الحذاء في وجه الجماهير الحمراء فقط بل والزمالكوية أيضاً. ساءت نتائج فريق "ميت عقبة" الأول وحمّلت الجماهير اللاعبين المسؤولية وعلى رأسهم شيكابالا، هتفوا ضده فما كان من شيكابالا إلا رفع الحذاء في وجههم.
الملاحظ أن الدولة متمثلة في وزارة الرياضة وهيئاتها المختلفة لم تتدخل من قريب أو بعيد ولم توقع عقوبات قوية على أي من الطرفين في أعقاب التراشقات المتتالية، تركت الأمور كما هي، كل يصفي حساباته مع الآخر بطريقته، لتخرج الأمور عن نطاق السيطرة وظللنا على هذه الحالة التي ليس لها علاقة بكرة القدم حتى قيام أزمة بورسعيد ووفاة ٧٢ مشجعاً أهلاوياً.
شيكابالا وموقف نبيل
في أعقاب كارثة بورسعيد تحرك الجميع تضامناً مع شهداء جماهير الأهلي ومن بين المتضامنين كان شيكابالا نفسه الذي كان نادر الظهور في القنوات الفضائية فوجدناه موجوداً يعلن تضامنه مع الشهداء ويقدم العون لكل زملائه من اللاعبين الذين شهدوا المجزرة. ظهر المعدن الحقيقي لابن أسوان البار وتحدثت الصحف وقتها عن تبرع اللاعب بمبلغ مالي لصالح الضحايا ورأينا شهر عسل حقيقياً بين اللاعب وجماهير الأهلي.
بعد ذلك، رست سفينة شيكابالا على السواحل البرتغالية لخوض تجربة احتراف في نادي سبورتنج لشبونة لم تكلل بالنجاح، وغادر البرتغال رغماً عن إدارة لشبونة ووقعت عليه عقوبة مالية مرة أخرى دفعها نادي الزمالك لعودته لصفوفه.
أبطال على مين؟!
كانت الأمور بين اللاعب وجماهير الأهلي أقرب للمثالية إلى حد بعيد، اللاعب يخوض معاركه الخاصة مرة ضد مرتضى منصور ومرة ضد حسن شحاتة ويعلن رغبته في الرحيل من الزمالك وختام حياته في النادي الإسماعيلي. لكنه يعود للزمالك مرة أخرى وتلتقطه عدسات الكاميرات ومكبراتها الصوتية وهو يهتف الهتاف سبب الأزمة بينه وبين جمهور الأهلي وهو "أبطال على مين" والذي يحمل في سطوره سباباً صريحاً للنادي الأهلي وجماهيره.. وبعد أن كانت الأمور هادئة عادت للاشتعال مرة أخرى وبشكل أكبر.
ردود أفعال جماهير الأهلي كانت قوية هذه المرة وكالوا السباب واللعنات للاعب، حاول شيكابالا تهدئة الأمور بالتغريد أنه لم يقصد وأنها أغنية عادية وعابرة ولكن هناك من كان يلتقط طرف الخيط ويبلله بالبنزين ليشعل فيه النيران. عادت الهتافات أقوى والسباب أعنف وردود الأفعال أشرس واختفت أصوات العقل وسط الكثير من الغوغائية، وبالتالي رد شيكابالا على الهتافات المعادية كما تعود دائماً على الرد بطريقته، ومازالت الدولة ومسؤوليها تقف متفرجة وكأن هناك من هو سعيد بمثل هذه المهاترات، حتى خرجت أصوات معارضة تقول إن الدولة سعيدة بما يحدث لأن من مصلحتها انخراط الناس في مشاكل تافهة حتى لا يتحدثوا في أمور السياسة والمشاكل الكبيرة التي تمر بها مصر سواء السياسية أو الاقتصادية. فكان الطبيعي أن نرى من يشبه اللاعبين بالقردة ومن يهتف ضد زوجاتهم وأمهاتهم، وهذا للأسف ينطبق على كل جماهير مصر بصفة عامة وليس على جماهير نادٍ بعينه، لكنها قد تكون أقوى وأشد بين صفوف جماهير الأهلي نظراً لأن شيكابالا دوناً عن غيره من اللاعبين يبادل جماهير الأهلي السباب.
أزمة مباراة السوبر
الوقاية خير من العلاج، والتأخر الدائم في العلاج يؤدي دائماً لاستفحال المرض، والتأخر في علاج المشكلة يؤدي لعواقب وخيمة ظهرت أبعادها في دولة الإمارات عقب مباراة السوبر المصري بين الزمالك والأهلي وما صاحبها من حركات استفزازية لا أخلاقية من شيكابالا رداً على السباب المتتالي من جماهير الأهلي.
ولن تجد في هذه الأزمة من يمتلك الشجاعة للاعتراف بالخطأ، سيسوق من يدافع عن جماهير الأهلي لتبرئة الجماهير وسيدافع المنتمون للزمالك عن لاعبهم وسيقول الجميع إن الطرف الآخر هو من كان يبدأ دائماً بالخطأ وإننا رد فعل على الفعل المسيء الأصلي. كل ذلك والفاعل الأصلي من وجهة نظري هو من تقاعس وتراخٍ من البداية في مواجهة تلك الأفعال وترك الأمور تزداد اشتعالاً حتى لم يعد ينفع معها العلاج، والحقيقة فإنه في تاريخ الرياضة لن تجد لاعباً تصدى للجماهير وانتصر، يقول شيكابالا إنه اضطر لفعل ذلك لأن حقه لم يحفظ، وتقول جماهير الأهلي إنه من بدأ بالسباب بعد هدنة بورسعيد.
أما المحايدون أمثالي فيرون أن الأمر كله أشبه بمسلسل معاد للمرة الألف حتى حفظنا جميع أحداثه عن ظهر قلب، والحلقة الأخيرة منه لم تعد مفاجأة لنا كما كانت أول مرة، سباب جماعي ثم رد ثم حديث متتالٍ على منصات التواصل الاجتماعي ثم المطالبة بعقوبات قاسية للاعب وللجماهير وفي النهاية يتمخض الجبل فيلد فأراً يكون عبارة عن عقوبات واهية لا تسمن ولا تغني من جوع لتستمر الحالة الجدلية كمان كانت وستكون بناءً على رغبة من صناع القرار.
حتى وصلنا بعد مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا إلى نبش المقابر للدلالة على المقولة التي يسوق لها جمهور الأهلي إن "شيكابالا لاعب ميت"، وإن كانت المقابر تخص شيكابالا أو لا تخصه فالأمر هنا تعدى حدود الخطأ لجريمة نبش في مقابر وانتهاك حرمة الأموات لتتدخل الدولة لأول مرة وتقرر متابعة الموجودين في فيديو المقابر الشهير للقبض عليهم.
وأخيراً وليس آخراً نرى شيكابالا يكرر هتافه المسيء بصحبة جماهير الزمالك موجهاً إلى جماهير الأهلي "أبطال على مين" في أعقاب تتويج الزمالك بدرع الدوري منذ أيام قليلة، لتشتعل نار لم تهدأ أبداً منذ سنوات، وسيعقبها في أول مباراة تجمع بين الأهلي والزمالك هتافات جماهيرية لبضع مئات من الجماهير في الملعب أو للملايين على مواقع التواصل، ليستمر المسلسل المملّ في تكرار أحداثه.
من الذي قذف بأحمد موسى وعمرو أديب في ملعب الكرة؟
حين يخبرك أحدهم عن أحمد موسى وعمرو أديب وخيري رمضان وتامر أمين وإبراهيم عيسى سيتبادر إلى ذهنك على الفور الإعلام السياسي للدولة المصرية لما يمثله هؤلاء من أبواق للسلطة ومتحدثين باسم الحكومة المصرية ومدافعين أشاوس عن رئيسها. لكن أن تجدهم جميعاً في أسبوع واحد فقط يتحدثون جميعاً عن كرة القدم، ويطالب بعضهم بإقالة حسام البدري، ويستضيف عمرو أديب شيكابالا في لقاء مطول، ويستضيف أحمد موسى مدير الكرة للنادي الأهلي سيد عبد الحفيظ ليحل ضيفاً عليه، فهذا يثير من التساؤلات العديد عمن يريد الآن إقحام السياسة في كرة القدم؟ ومن يرى في كرة القدم وسيلة مهمة للإلهاء أو لاستنباط الروح الانتقامية بين طبقات الشعب وبعضه؟ ومن ذا الذي فكّر في عمل نادٍ رياضي كروي سيتكلف مئات الملايين من الجنيهات ليمثل حزباً سياسياً ذا توجه حكومي يقدم نفسه كبديل قوي للحزب الوطني المنحل؟
بل إنه قد يكون أكثر شراسة منه مع القليل من الخبرة والفهم والمعرفة التي كان يتمتع بها رجال الحزب الوطني السابقون. المشهد غريب وعجيب ولم يسبق وأن قامت دولة في العالم، حتى في أعتى النظم الديكتاتورية، بهذه الفعلة.
رأينا دولاً تدعم أندية، ورأينا دولاً تضطهد أندية على خلفية دينية أو سياسية، لكن لم نرَ حزباً سياسياً ذا توجه حكومي يقوم بإنشاء نادي كرة قدم في دولة يعاني الناس فيها من ضيق العيش بسبب القرارات التي يدعمها ذلك الحزب نفسه في مجلس النواب الذي يمثل نوابه الأغلبية المطلقة فيه فهذا لم يحدث بعد في أي مكان في العالم.
لو لعبت بالمكعبات وأنت صغير لكي تقوم بتشكيل صورة معينة، بعد وضع كل مكعب في مكانه وحاولت تطبيقها على الواقع الحالي ووضعت كل مكعب من مكعبات الأحداث الواقعة حالياً، فأنت الآن في طريقك لفهم الأحداث بشكل جيد، حكومة متقاعسة عن عقاب المخطئين ومستفيدة من الحالة الجدلية وسعيدة بعدم حضور الجماهير للمدرجات، وكأن أزمة كورونا صبت في صالح قرارهم المطبق منذ ما يقارب العشر سنوات، ترى كل ما يحدث ولا تتدخل فيه لا من قريب ولا من بعيد، يخرج رئيس سلطتها التنفيذية ليطلب من اتحاد الكرة عدم التعاقد مع مدرب أجنبي ليقوم نفس الاتحاد بالسمع والطاعة، كانت ترى تجاوزات رئيس الزمالك المعزول وتغض الطرف عنها لقيامه بتنفيذ الدور المطلوب منه بعناية وهو الإلهاء الذي قد يبدو متعمداً، ثم بعد كل ذلك وبدلاً من الإصلاح تتجه لملاعب الكرة وتقوم بحثّ أبواقها الإعلامية للحديث عن كرة القدم بشكل مكثف وجماعي، ثم يقوم حزبها السياسي بشراء نادٍ رياضي مقابل بضع مئات من الملايين ليتنافس مع الأهلي والزمالك على الفوز بالبطولات وتسجيل الحضور في المسابقات المحلية والإفريقية.
بعد وضع كل تلك المكعبات جنباً إلى جنب ستكون الصورة النهائية مشوشة وغير واضحة المعالم؛ لأننا لا نرى بوضوح ولا نعرف النوايا، ولكن المعلوم حالياً أن هناك توجهاً حكومياً على أوسع نطاق للدخول في عالم كرة القدم بقوة والتأثير على الجماهير من خلالها واستخدامهم بشكل لم يسبق لأحد من القيادات السياسية السابقة أن استخدمه، وأن الأمر سيتعدى شيكابالا وجماهير الأهلي وأزمة بورسعيد وسيدخل في نطاق أوسع وأكبر نتمنى ألا يكون أكثر شراً من مأساة فقد العديد من الضحايا في بورسعيد وملعب الدفاع الجوي.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.