مورينيو: الفريق الأفضل خسر.. وألكساندر أرنولد: الفريق الأفضل فاز.
كانت لقطة مثيرة للجدل بعد صافرة الحكم معلناً نهاية لقاء ليفربول وتوتنهام، عندما قال مورينيو لكلوب أثناء مصافحة الثنائي إن فريقه -توتنهام- الأفضل خسر المباراة، وإن فريقه لا يستحق الفوز، ليرد الألماني بهذه الابتسامة التي تمزج بين الدهشة والرفض في آنٍ واحد.
بعد تصريح مورينيو، خرج ألكسناندر أرنولد، مدافع ليفربول، ليؤكد أن الفريق الأفضل -فريقه- من فاز، في رد واضح على تصريحات مدرب الخصم.
وفي النهاية مَن نصدق؟
على مستوى إحصاءات المباراة، ليفربول كان أكثر خطورة من ناحية التسديدات، والاستحواذ، والسيطرة.. 17 تسديدة مقابل 9.
لكن على مستوى الأهداف المتوقعة وفق عدد الفرص وحجمها وقوتها، كانت الكفة لصالح توتنهام، Liverpool (1.29) – (1.65) Spurs.
الشوط الأول ليفربول كان أفضل من توتنهام الذي ظل يدافع فقط لكن دون إحكام عكس مباراة تشيلسي وحتى مباراة مانشستر سيتي على سبيل المثال، والسبب كان مركز كيرتس جونز، لاعب وسط ليفربول.
توتنهام مع مورينيو يلعب في مثل هذه المباريات بدفاع منظم، كتلة كبيرة في العمق، مع عودة سون وكين للوسط وكأن الفريق يلعب برسم قريب من 4-4-2-0، لذلك وضع يورغن كلوب لاعبه الشاب جونز بين روبرتسون وماني، في أنصاف المساحات يساراً.
فيرمينو يتحرك لشغل انتباه لو سيلسو في العمق، ماني وروبرتسون ثنائي يهاجم من اليسار، يفصل أورييه وسيسوكو عن دفاع توتنهام ووسطه، مما يجعل جونز حراً في الحركة بالفراغات المتاحة خلف سيسوكو كلما ذهب لمساندة زميله أورييه المحاصر، لعبة أعطت ليفربول التفوق في الشوط الأول.
في الشوط الثاني مورينيو فطن لهذه اللعبة، وعدل من أوراقه سريعاً، بتبادل المراكز بين لو سيلسو وسيسوكو، الأرجنتيني أصبح على اليمين والفرنسي دخل في العمق بجوار هوبيرغ، وبعده لوكاس مورا مكان لو سيلسو على اليمين.
سون عاد خطوات للخلف وكأنه وسط إضافي، حتى يتفرغ سيسوكو لغلق المساحات أمام تقدم وسط ليفربول المفاجئ من العمق إلى أسفل الأطراف لخلق الزيادة العددية، كما حدث بالشوط الأول، لذلك أصبح أورييه متفرغاً لساديو ماني فقط، لأن سيسوكو مع جونز ولو سيلسو ثم مورا يمنعان تقدم روبرتسون وجونز.
ومع إغلاق هذه الثغرة تماماً، أصبح توتنهام قادراً على إيذاء ليفربول بالمرتدات، خاصة مع ضعف قلبي دفاعه في التغطية، وتقدم أظهرته أحياناً بشكل مبالغ فيه، مثل فرصة بيرجوين في القائم، تسديدة هاري كين، حيث أعطت هاتان اللعبتان بالأخص توتنهام تفوقاً أكبر في عداد الأهداف المتوقعة وفق الفرص أو الـXG.
بالنسبة لسيناريو المباراة، الحقيقة أن ليفربول تفوق في شوط، وتوتنهام تفوق في شوط، لكن الفارق أن الليفر استغل الفرص بشكل جيد عكس السبيرز، خاصة في كرة فيرمينو القاضية.
في النهاية، توتنهام نفسه فاز مع مورينيو بهذا السيناريو مراراً وتكراراً، ألا وهو الاستفادة من إضاعة الخصم لفرص سهلة، وعقابه سريعاً بالثنائي سون وكين بتسجيلهما من أنصاف الفرص، كما حدث ضد السيتي، أرسنال، وحتى التعادل ضد تشيلسي، لذلك لا يجب الشكوى عندما تخسر بنفس الأسباب التي فزت بها قبل ذلك.
صلاح.. الأفضل في البريميرليغ هذا الموسم؟
أكثر من لاعب يقدم مستوى مميز هذا الموسم، بالنسبة لي هيونج سون، جاك غريليش، راشفورد، ومحمد صلاح هما الأبرز دون تحديد أفضلية اسم على آخر، لكن شبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزية، وضعت تقييمها الرقمي والإحصائي خلال أول 13 جولة من البريميرليغ، ليأتي الملك المصري في المقدمة كأفضل لاعبي الموسم دورياً حتى الآن.
وتواجد صلاح في قمة ترتيب أفضل اللاعبين في موسم 2020-2021، خلال إحصاءات وأرقام شبكة "سكاي"، ليأتي بعده كل من ماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد، وروبرتو فيرمينو، لاعب ليفربول.
يعتمد تقييم "سكاي" على نظام خاص بهم، يستخدم أكثر من 30 معياراً لقياس أداء ومعدلات اللاعبين. على سبيل المثال: تسجيل الأهداف، الأسيست، صناعة الفرص الكبيرة، الفاست بريك، تمريرات الثلث الهجومي الأخير، التسديدات، والمراوغات، وخلافه.
ونتيجة لذلك فإن نقاط صلاح حتى الآن وصلت إلى 10744 نقطة، وفي المركز الثاني راشفورد بـ 8595، فيرمينو بـ 8560.
كما قلت بالأعلى فإن الأفضلية بالنسبة لي بين الرباعي السابق، دون تحديد اسم واحد، مع إعجابي الكبير بقدرات وشخصية ومستوى جاك غريليش بالأخص، لكن بكل موضوعية مستوى صلاح تحسن كثيراً هذا الموسم. لا يرتبط الأمر بالتسجيل والأسيست، ولكن طريقة لعبه نفسها باتت أفضل على الصعيدين الجماعي والتكتيكي.
الملك المصري أقرب إلى الثلث الهجومي الأخير من منطقة الوسط، ويعتبر بمثابة المهاجم الرئيسي في خطة يورغن كلوب، خاصة أن زميله البرازيلي روبرتو فيرمينو يتحرك كثيراً للأسفل. يتمركز باستمرار بين ظهير الخصم وقلب دفاعه، حيث يملأ أرنولد الفراغات على اليمين كجناح حقيقي لا مجرد ظهير، بينما يتحول فيرمينو إلى المركز 10 أعلى ثلاثي الارتكاز.
من دونه، فإن أرنولد لن يتحرك بكل أريحية على الخط يميناً، كذلك سيحتاج فيرمينو إلى البقاء داخل الصندوق من أجل التسجيل فقط. صلاح يتمركز أكثر في القنوات الشاغرة، لكن يلعب بظهره أكثر، يتسلم ويمرر من لمسة واحدة، ويتحرك أكثر مما يصنع.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.