حينما أقول أننا بخير، فنحن بخير فعلاً، هل تؤمنون بذلك؟ صدقوني نحن بخير في ضعفنا، نحن بخير كأمة على كل حالاتنا، هل تعرفون لماذا نحن بخير؟ نحن أقوى لأننا مؤمنون، الغرب فعل كل شيء لإضعافنا، بداية بتقسيمنا، ثم بغذائنا، ثم بإرهابنا وبتغيير مصطلحات الخوف وتأنيب الضمير لصالحهم، كشعارات تضليل في الحقيقة كمعاداة السامية والإرهابيون وغيرها، ثم بثقافتنا، ثم بتشديد الرقابة علينا عبر وسائلهم الكثيرة (وسائل التواصل وغيرها)، ومع ذلك ما زلنا نطاول السماء في عزنا، وقوتنا تزداد يوماً بعد يوم.
قوتنا تكمن في ديننا أولاً، وثانياً في الحق الذي لا غبار عليه، نعم نحن بخير، ونشعر بذلك في كل وقت، فقط نحتاج إلى العودة لأصل المشكلة، ومن ثم معالجتها؛ فمثلاً في فلسطين لم تكن إسرائيل موجودة حتى أوجدها الغرب في عام 1948، اجتمعت على أنقاض الانتداب البريطاني مجموعة من العصابات الصهيونية باتفاق دول أوروبا، ثم نفذت المخطط الصهيوني المزعوم كما يُظهِرون من خلال بعض عبارات وأنبياء محرّفين كــ "أشعيا" وغيره، باعتقاد السيطرة على الأرض من النيل إلى الفرات تارة، وأرض كنعان كلها تارة أخرى، وهي فكرة أرض الميعاد التي لا يعرفون لها سبيلاً.
نعم نحن بخير لأننا مؤمنون بمبادئنا؛ بينما هم تحاوطهم أفكار التشرذم وعدم الثبات على مبدأ بعينه أو اتفاق، فنراهم يماطلون ويراوغون، ولا يلتزمون بهدنة أو اتفاق أو معاهدة، ولا وزن لحقوق الغير عندهم، حيث تطلب منهم أساطيرهم المحرّفة أن يصبّوا جام حقدهم على غير اليهودي، وهذا أمر غاية في الدونية الأخلاقية، بعكس المسلم الذي تربى على الأخلاق والقيم في الحرب والسلم.
نعم نحن بخير؛ فنرى الروح الانهزامية كيف تجتاح جندهم رغم العتاد! في مقابل أصحاب الحق، وهم مجموعة من الرجال تكفيهم بقعة صغيرة جداً من العالم ليقلبوا العالم الظالم، فيهرع الحكام الغربيون في هيستريا واضحة، ليجيّشوا ويسلّحوا صنيعتهم إسرائيل بأحدث الآليات العسكرية والمواد التفجيرية والأسلحة التي ليس لها أول ولا آخر، بالإضافة لسفن حربية وغواصات نووية وجيوش مدربة واستخبارات وغيرها، ومع ذلك لم يحققوا أي انتصار بعد قرابة أربعين يوماً.
نحن بخير؛ فرغم التعتيم والقمع، ينبت صوت الحق من أراضيهم، فبرلماناتهم ما زال بها المؤمنون بالحق من أصحاب الضمير، بينما تزخر شوارعهم بمظاهرات تناصر الحقيقة، بل إن بعض موظفي وزارات دولهم يجاهرون بالعصيان الإداري، وحتى اليهود في أمريكا وغيرها طالبوا بإنهاء المذابح الإسرائيلية ويتبرأون من قيام تلك المجازر باسم اليهود. هذا هو الأمل في هكذا عالم، فما زال الحر يصدح بالحق، ولو كان الأمر يعني مسؤولي بلاده.
إذ نرى قيام محامين يقدرون بـ300 محامٍ بقيادة المحامي الفرنسي جيل ديفرز، يجتمعون على الحق من مختلف بقاع العالم ومن مختلف الجنسيات والأديان بالتكتل لرفع قضية على الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية وملاحقتها بسبب ما تقوم به من إبادة الجماعية تنتهجها في حق الشعب الفلسطيني، كما لا ننسى الانعكاسات التي حدثت في حكومة المملكة المتحدة قبل يومين من تغيرات جذرية كبيرة.
نحن بخير، وسيزول الاحتلال حتى وإن طال الزمن؛ فالحق معنا دائماً، لأننا نملك مبادئ أخلاقية وسنناً فطرية ومعاملات إسلامية تزخر بالقيم. في حرب غزة نحن بخير ما دمنا مع الحق، ما دمنا مع حق مقاومة المحتل الذي اغتصب الأرض، وهجّر شعبها وقتلهم بكل برود وأثخن يخرب ويجاري أفكاره التدميرية التي تدل على الفوضى والغوغائية والتوحش وحكم الغاب، رغم ذلك ستنتصر لأننا على حق؛ والحق ينتصر على الدوام، ولو بعد حين.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.