إن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بُني على الأرض، وقد عاش في أكنافه كثير من الأنبياء والمرسلين، ومنهم خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام)، كما عاش فيه إسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى وداود وسليمان (عليهم السلام)، والسيدة مريم العذراء، وإليه أُسري بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد (ﷺ)، وانبعثت منه معظم الرسالات السماوية. وقد كان قبلة المسلمين الأولى لما يقرب من سبعة عشر شهراً، وإليه تُشد الرحال، والصلاة فيه بخمس مئة صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي.
عمارة المسجد الأقصى
الأرجح أن أول من بنى المسجد الأقصى هو أبو البشرية آدم (عليه السلام)، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. فقد ذكر ابن هشام في كتابه "التيجان في ملوك حمير، جـ1/ 22، ط1، مركز الدراسات والأبحاث اليمنية 1347هـ: "أن آدم عليه السلام بعد أن بنى الكعبة، ثم أمر الله تعالى آدم بالسير إلى البلد المقدس، فأراه جبريل كيف يبني بيت المقدس، فبنى بيت المقدس ونسك فيه".
وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمَّره سيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة ابناه إسحاق ويعقوب عليهما السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد. ففي سنن ابن ماجة عَنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْماً يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكاً لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ".
المسجد الأقصى؛ مسرى رسول الله ﷺ
المسجد الأقصى هو مبدأ معراج محمد ﷺ إلى السماء، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(١)﴾ [الإسراء: 1].
وفيها إشارة إلى التواصل بين المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، فمعجزة الإسراء والمعراج من أعظم معجزات نبينا محمد ﷺ، وهي ثابتة في الكتاب والسنة، حيث أُسري به من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، وأمّ الأنبياء فيه عليهم السلام، منه عُرج – صُعد – به إلى السماء، وفيها فُرضت الصلوات الخمس المكتوبة، وذلك لأهمية القبلة الأولى للمسلمين، ولأن بيت المقدس كان مهْد كثير من الأنبياء قبله ﷺ، فحصل له الرحيل ليجمع له فضائل عدة، كرماً من الله إليه ﷺ.
والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى محمد ﷺ خاتم النبيين، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً، وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول ﷺ الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات وارتباط رسالته بها جميعاً.
الأقصى منطلق معراج المصطفى ﷺ إلى سدرة المنتهى
عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ﷺ: أُتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عُرج بي إلى السماء.
المسجد الأقصى.. أولى القبلتين
كان الرسول ﷺ في مكة يصلي بين الركنين الأسود واليماني، فتكون الكعبة بين يديه، وهو يستقبل بيت المقدس، فصلى إليه عدة أشهر، فعن البراء بن عازب أن النبي ﷺ كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده – أو أخواله – من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت الحرام، وأنّه صلى صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل فيمن صلى معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله ﷺ قِبل مكة فداروا كما هم، قِبَل البيت وكان اليهود قد أعجب أهل الكتاب إذ كان يصلى قبل بيت المقدس، فلما ولّى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك.
الندب لشدّ الرحال إليه
روى البخاري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول ﷺ والمسجد الأقصى.
فضل الصلاة في المسجد الأقصى
قال رسول الله ﷺ: الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمس مئة صلاة.
المسجد الأقصى من الأوقاف العُمرية على أمة الإسلام
في فترة فتوح الشام والعراق، وكانت فلسطين من ضمن المناطق التي فتحها المسلمون في عهده، وكتب الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عُهدته لأهل إيلياء النصارى (القدس) على الأمان والسلام والتسامح والتعايش. وعند البحث في أراضي الفتح ومصيرها، فقد أراد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في بداية الأمر تقسيم الأرض بعدد الفاتحين، ولكن عليّاً بن أبي طالب (رضي الله عنه) رأى عدم التَّقسيم، وشاركه الرأي معاذ بن جبل، وحذَّر عمر من ذلك. وقد روى أبو عبيد قائلاً: قدم عمر الجابية، فأراد قسم الأراضي بين المسلمين، فقال معاذ: والله إِذاً ليكونن ما تكره، إِنَّك إِن قسمتها صار الرَّيع العظيم في أيدي القوم، ثم يبيدون، فيصير ذلك إِلى الرَّجل الواحد، أو المرأة، ثمَّ يأتي من بعدهم قومٌ يسدُّون من الإِسلام مسدَّاً، وهم لا يجدون شيئاً فانظر أمراً يسع أوَّلهم، وآخرهم .
وأخذ الفاروق بهذه المشورة، وقد قال عمر فيما قاله في حوار الصحابة (رضوان الله عليهم): لو قسمتها بينهم لصارت دُولةً بين الأغنياء منكم، ولم يكن لمن جاء بعدهم من المسلمين شيءٌ، وقد جعل الله لهم فيها الحقَّ بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 10] ثمَّ قال: فاستوعبت الآية النَّاس إِلى يوم القيامة. وبعد ذلك استقرَّ رأي عمر، وكبار الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ على عدم قسمة الأرض.
لقد رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن المصلحة في أن يقفها للمسلمين، وقد وقفها، وتم إجماع المسلمين على ذلك بعد وفاة بلال وصحبه، وعلى هذا الأساس تعامل حكام المسلمين مع فلسطين ومدينتها المقدسة، فقد قاموا على رعايتها ورعاية مقدساتها وإعمارها، فأقام الأيوبيون ومن بعدهم المماليك مبان وقفية عديدة في المدينة المقدسة، وحافظوا عليها وقاموا برعايتها بشكل منتظم.
وهكذا، كانت فكرة الأوقاف في فلسطين والقدس من أمير المؤمنين عمر حكمةً ألهمه الله إياها، تتجلى في قوله لسعد بن أبي وقاص بعد أن فتح العراق: "إنك إن قسمتَها بينهم (أيّ الجيش والجند) لم يبق لمن يأتي بعدهم شيء!"، وهذا ما أكّده الخلفاء بعد عمر، وعلى نهجه ساروا مدركين ما يرمي إليه عمر (رضي الله عنه) بهذا الفعل، الذي تتجلى فيه عبقريّته التي وهبه الله إياها؛ إنها إعلان واضح، وتصريح أكيد، أن هذه الأرض ستبقى ملكاً لعامة المسلمين على مر العصور وتقلب الأزمان، وقد تجلى هذا المعنى الدقيق في قول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، حيث قال: "تلك أرضٌ أوقفها أوّلُ المسلمين على آخرهم، فليس لأحد أن يتموّلها دونهم".
الادعاءات الصهيونية في فلسطين: كذبة أرض الميعاد وهيكل سليمان المزعوم
من أكبر الادعاءات التي اختلقها الصهاينة في فلسطين وتواطأت حكومات الاحتلال المتطرفة؛ لإثبات أصلهم التاريخي "القديم" فيها هي "أكذوبة الهيكل وأرض الميعاد". ولو بدأنا الحديث من آخره بأن المسجد الأقصى بُني قبل عهد سليمان (عليه السلام) بأزمنة طويلة، فكيف يكون هيكل سليمان "المزعوم" تحت المسجد الأقصى، كما يدعي المحتلون اليوم، وجُلُّ الحفريات التي قام بها الصهاينة تحت الحرم القدسي الشريف منذ احتلالهم للقدس، لم تثبت شيئاً من مزاعمهم في وجود الهيكل، وأنّ علماء الآثار من اليهود وغيرهم، قد كذبوا مزاعم الصهاينة (لا نقصد كل اليهود لمعارضة نسبة منهم لمشروع الكيان الصهيوني أصلاً)، في وجود الهيكل تحت الحرم القدسي.
وحين تشكلت لجنة دولية عام 1930 برعاية عصبة الأمم المتحدة حينذاك، وأجرت كشوفاتها لأكثر من شهر، واستمعت لعدد كبير من شهود العرب واليهود، كما اطلعت على جميع الوثائق المقدمة إليها من الفريقين، كتبت تقريرها: تعود للمسلمين وحدهم ملكية الجدار الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه، ولكونه يُؤلف جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك وقف الملك الأفضل ابن أخ صلاح الدين الأيوبي وللمسلمين، وكذلك تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة، لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي. فهذا التقرير الدولي يشهد بحق المسلمين بحائط البراق التاريخي والديني والقانوني. وأكدت ذلك دائرة المعارف البريطانية بقولها: "ليس من المؤكد أن الهيكل كان في حرم المسجد الأقصى، خاصة أن تيتوس عندما هدمه عام 70م، لم يترك شيئاً قائماً فيه، وطمست سائر معالمه، فالبحث عنه إذاً عبث".
إن الاختراق الكبير الذي حصل في الحضارة والقيم الغربية من قِبل بعض الكُتاب والمؤرخين ورجال الدين، والمحرّفين المحسوبين على الصهوينية، وادعاءاتها الكاذبة حول فكرة هيكل سليمان، وعقيدة أرض الميعاد، والتي بسببها تُسفك دماء الأبرياء اليوم دون وجه حق، إنما هي أكاذيب وانحرافات باطلة عارضها كثير من رجال الدين المسيحي، وعلماء الآثار في بحوثهم الجادة والموضوعية، حتى من اليهود أنفسهم، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: عالم الآثار الإسرائيلي إسرائيل فلنتشتاين، وهو أكاديمي من جامعة تل أبيب، والذي شارك بالرأي عدداً من الباحثين اليهود والغربيين بأن كل عمليات الحفر والتنقيب تحت الحرم المقدسي والمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة لم تقدم دليلاً واحداً على صحة أرض الميعاد وقصة الهيكل. وإن ما أثبته عالم في الآثار من جامعة تل أبيب البروفيسور زائيف هرتزوج، والذي شارك في كثير من مهام وأعمال الحفر الأثري في القدس وأريحا ومناطق واسعة من فلسطين، جعله يصل لنتيجة واحدة: "إن الوقت قد حان للتوقف عن البحث عن شيء لم يكن موجوداً". وآخرون توصلوا لنفس المعطيات الواقعية من أمثال كن سبيرو وجون كروسان ومنذر إسحاق.
ولدى المسلمين رؤية واضحة، مستمدة من القرآن الكريم، ومن عقيدتنا وتاريخنا؛ حقيقة داود وسليمان وأنبياء بني إسرائيل، والذين ورثنا في قرآننا الحكيم نهجهم في السلام والعدل والإصلاح، والدعوة لعبادة الله وعدم الظلم والجور والاعتداء على الآخرين.
المسجد الأقصى والطائفة المنصورة
قال رسول الله ﷺ: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتي أمر الله وهم كذلك قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". وعن أبي الدرداء (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ﷺ: ألا وإن الإيمان – حين تقع الفتن – بالشام.
إن فلسطين أرض مقدسة بارك الله حولها، وهي أرض الرباط، وأرض المحشر والميعاد. ولأهمية بيت المقدس والرباط فيه، شد الرحال إليه كثير من المسلمين من الصحابة والتابعين وغيرهم، فمنهم من جاءها من الفتح الإسلامي لبلاد الشام، ومنهم من جاءها بعد ذلك بقصد الزيارة والبركة وتلقى العلم وغير ذلك من المقاصد (داوود وسليمان عليهما السلام، مي حسن، ص449). وكان ممّن سكن القدس من الصحابة (رضوان الله عليهم):
– عبادة بن الصامت (رضي الله عنه)، شهد غزوات رسول الله ﷺ، وشهد فتح مصر وتوفي في القدس في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة34هـ وله بها عقب.
– شدّاد بن أوس الخزرجي الأنصاري، صحابي ولاه الفاروق عمر إمارة حمص، وكان عالماً نزل فلسطين، وسكن القدس وتوفي فيها في خلافة معاوية، وقبره ظاهر بيت المقدس في مقبرة الرحمة، وله بقية، وعقب بالقدس.
– واثلة بن الأسقع، سكن الشام قرب دمشق، ثم تحول على بيت المقدس ومات بها.
– يزيد بن سلام، مولى عبد الملك بن مروان، من أهل القدس عمل في بناء مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى مع رجاء بن حيوة.
– عبد الله بن محيريز الجمحي، كان عابداً بالشام وسكن بيت المقدس وتوفي بها.
– زياد بن أبي سودة، مقدسي، روى عن عبادة بن الصامت وأبي هريرة، وهو من الثقات.
وغيرهم من الصحابة والتابعين، وخيرِ أمة الإسلام؛ من العلماء والفقهاء والزهاد والعباد، رضي الله عنهم جميعاً.
وأخيراً نقول: إن المسجد الأقصى هو وقف المسلمين وحقهم إلى يوم القيامة؛ لأنهم ورثة الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، وهو رمز اصطفاء الله تعالى لرسالة الإسلام خاتمة الرسالات السابقة تصدقها وتهيمن عليها، كما قال تعالى: [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ] [المائدة:48]. فالمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء والرسالات السماوية، ويعتبرون تبجيلهم وتوقيرهم ركناً من دينهم، وإنهم، الأقدر على حماية القدس والمسجد الأقصى، ولن يسود السلام إلا بعودة الحق لأهله، وخروج الصهاينة من القدس وفلسطين إلى البلدان التي أتوا منها قبل عقود بدعم بريطانيا وقوى الغرب الاستعمارية. وإن كفاح الشعب الفلسطيني هو حق مقدس في الشرائع السماوية والقوانين الدولية، ومن ورائهم الأمة الإسلامية والعربية، وأحرار العالم، وذلك لحقهم الديني والتاريخي والإنساني في أرض فلسطين، وتطهيرها من الأعداء الطارئين.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.