مجرما الحرب الطليقان نتنياهو (ولكل حظ من اسمه)، ووزير دفاعه الفاشل غالانت يستمران على مدار ثلاثة أسابيع في قتل الأطفال والنساء وتدمير المقدرات الإنسانية في غزة، والخطير أنهما يقومان بخلق سوابق غير أخلاقية في الحروب، بمنع تدفق المياه، والكهرباء، والوقود عن الإنسانية، واحتقار القانون الدولي وسط حالة من السقوط السياسي والأخلاقي أبان عنه مجانين الغرب من السياسيين، الذين لا يكفون عن التصفيق، والتحشيد، وهم يمدون بسخاء مجرمَي الحرب نتنياهو وغالانت بأدوات القتل والتدمير، ليصبح كل من ساندهما شريكاً في جرائمهما، بقوة القانون، وسجلات التاريخ، وسلطان الأخلاق، ومضامين الأعراف الإنسانية.
إبداع حركة التحرير الشرعية حماس في إلحاق هزيمة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ المقاومة، بوكيل الولايات المتحدة في المنطقة (إسرائيل) دليل قاطع على أن الإيمان الحقيقي بالحرية يحول المستحيل إلى ممكن، ويخلق الإبداع، ومصدر مثالي للإلهام والطاقة، وأن مواجهة الظلم ممكنة عن طريق خلق صناديق تفكير عسكرية غير تقليدية.
وضع الغرب بسخاء كبير كل مقدرات شعوبه العسكرية، بين أيادي مجرمَي الحرب الطليقين نتنياهو وغالانت ضمن محاولات يائسة للهرب من ذبذبات الإيمان بالحرية التي تنبعث من غزة، ظناً منهم أنه يمكن قصف الرغبة في الحرية، والقضاء عليها عبر الآليات العسكرية الثقيلة والترهيب بحاملات الطائرات، دون الانتباه إلى أن ذبذبات الحرية تشتد قوة وإبداعاً كلما استمرت مقدرات الحرب في دكّ البنيان والإنسان في غزة الحرية الأبية.
المذهل والصادم في هذا التحشيد والتأييد الغربي للاحتلال الإسرائيلي أنه يؤشر إلى حجم الخوف الذي ألحقته ذبذبات الحرية المنبعثة من غزة العزة، لدى الغرب، إلى درجة أنه خرج كتلة واحدة يجري هلعاً خلف جنون نتنياهو وغالانت الهاربين من ذبذبات الحرية عبر التدمير والقتل العشوائي حتى لا يشاهدا فشلهما أو يتم نقاشه، لكن إلى متى؟
تقديري الشخصي للأمور أن الرغبة القوية في الحرية، ومواجهة الاحتلال والظلم، تحولت إلى إيمان قوي، تحول إلى ذبذبات برنين قوي غير قابل للرصد أو القياس، وقادرة على المباغتة الإبداعية، تتجول أين تشاء وتتشكل كيف تشاء، وما دام لكل ذبذبة في الكون مرتبط بمصدر طاقة يغذيه، فإن من بين مصادر طاقة ذبذبات الحرية أو مكمن تغذيتها جثث الأبرياء من النساء والأطفال وكتل الدمار التي خلَّفها نتنياهو ومجانين الغرب الجبناء الذين منحوهما بطاقة التصرف خارج القانون، والأخلاق، والأعراف الإنسانية.
قريباً سوف تتشكل ذبذبات الحرية على أشكال مخلوقات قانونية وسياسية تمسك وتقضي على نتنياهو ووزير دفاعه الفاشل وكل من ساندهما وصفَّق لهما.
إن حركة التحرير الشرعية حماس ليست سوى تشكلات مادية، سياسية، عسكرية لذبذبات الحرية المنبعثة من غزة، وهي كمنظمة تحرير لا شك أنها تفاجأت نفسها بحجم قوتها الذي يتغدى من مصادرها الطاقية، ولم تكن تتوقع كل هذا الفزع في صفوف الغرب ووكيلته في المنطقة إسرائيل، وهذا مبعث فخر ومصدر طاقة والهام كافيين لتحقيق المزيد من الانتصارات. لا يمكن القضاء على ذبذبات الحرية، لكن يمكن الاستماع لها، والتفاوض معها، والتعايش معها جنباً إلى جنب.
اليوم لدينا مستجدات تستحق المتابعة والدراسة، ذلك أن منظمة تحرير مثل حماس صارت فوق الدول، وحتى التجمعات الإقليمية. إبداع حماس يفيد بأنه لا يمكن أن نفهم السياسة عند الاستعانة بالأدوات السياسية فقط، أو أن نفهم المعطيات العسكرية والتغيرات الجيوسياسية بالاستعانة بالأدوات العسكرية، والخرائط، والتباهي بأدوات التجسس، أو الاستعانة بالخونة، ذلك أنه لا يمكن أبداً التجسس، وقياس أو رصد القوى والطاقات داخل الإنسان، أو الإلهام الذي يتلقاه من مصادر الطاقة في الكون التي تتشكل وتستجيب لرغباته القوية، كل المعطيات أصبحت تافهة، أهمها "إسرائيل قوة عسكرية لا تقهر"، "الولايات المتحدة الأمريكية القوة الكونية العظمى"، "عدد الرؤوس النووية في العالم"، "الاقتصادات العالمية"، "القبب الحديدية"… المعطى الوحيد الثابت "لا تلعب أو تحتقر إنساناً مظلوماً يرغب بشدة في حرية يتنفسها، ومتصالحاً مع الموت لا يخشاها… هل سمعنا بنسوة يكتبن أسماءهن على أجسادهن وأجساد رجالهن وأطفالهن حتى يتم التعرف عليهم عندما تُكتب لهم حياة جديدة عند الموت، إنهم في غزة وفلسطين فقط".
هل يتحرك عقلاء العالم لوقف هذا الظلم والدمار غير المسبوق في غزة، قبل أن تغضب ذبذبات الحرية وتتسع وتخرج عن السيطرة، ذلك أنه ثبت علمياً أن الذبذبات كيفما كانت تتصل وتجذب الذبذبات المشابهة لها في النوع. هل من متطوع لديه "واتسابات" نتنياهو، غالانت، وبايدن ليقول لهم توقفوا قبل فوات الأوان، توقفوا.. فالعالم ليس لعبة فري فاير.. فدماء الأحرار لا تنفد.. سوف تواجهون جميعاً التهم نفسها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.