يواجه كثير من طلاب الفرقة الأولى بالجامعات والمعاهد في مصر مشكلات كثيرة؛ نتيجة اختلافات شتَّى بين بيئتي المدارس الثانوية والجامعات، وما يَتْبَع ذلك من إحراج وسوء فهم وخِلافه. وفيما يلي أبرز النقاط التي أظن أنه على طلاب الفرقة الأولى بالجامعات أن يعتبروها.
1- لهيئة التدريس في الجامعات ألقاب مختلفة عن تلك المستخدمة في المدارس الثانوية. فمن يُدَرِّس بالجامعة قد يكون معيداً (وقد كان عَمَّ قريب طالباً متفوقاً وعين في بداية سلم الوظائف الجامعية) أو مدرساً مساعداً (وهو من حصل على درجة الماجستير) أو مدرساً (وهو من حصل على الدكتوراه) أو أستاذاً مساعداً أو أستاذاً. ولمَّا كان من العسير على طالب الفرقة الأولى التعرف على هذه الفروق، وخاصة أن الترقية من درجة لأخرى لا ترتبط بالسن كما هو في الوظائف الأخرى، فمن الأفضل مخاطبة القائم بالتدريس أو الإشارة له بلقب "دكتور"، حتى وإن لم يكن قد حصل بعد على درجة الدكتوراه.
2- تمتد الألقاب المختلفة كذلك لإدارة الكليات أو المعاهد. فرأس المؤسسة هو "العميد"، ومن ينوب عنه "وكيل الكلية"، وقد يكون كلاهما أو أحدهما أستاذاً مساعداً أو أستاذاً، لكن يُفَضَّل هنا مخاطبتهما أو الإشارة لهما بلقب المنصب مسبوقاً بلقب تشريفي مثل "سعادة العميد" و"سعادة الوكيل".
3- يُراعى أن الدرس النظري الذي يلقيه أحد أعضاء هيئة التدريس في "قاعة محاضرات" صغيرة أو "مدرج" كبير اسمه "محاضرة"، أما الدرس العملي فيعقد في "معمل" واسمه "سِكْشَن".
4- ولأن العلاقة التي تربط الطلاب من جانب وكل القائمين بالتدريس بالجامعات والمعاهد ومن يديرون هذه المؤسسات من جانب آخر علاقةٌ رسميةٌ غيرُ شخصية، وباعتبار الفروق العمرية بين هؤلاء والطلاب، يَجْدُر بالطلاب أن يبتعدوا عن ضمائر المخاطب المفردة مثل "أنتَ" و"أنتِ" واستخدام بدائل تُظْهِر الاحترام مثل "حضرتَك" و"حضرتِك" مع الجميع.
5- قد تُضطر إدارات بعض الكليات والمعاهد لتوزيع محاضرات أو سَكَاشِن دفعات أو فرق مختلفة في نفس المكان. ولذا، يجب أن يتابع طلاب الفرقة الأولى أماكن وتوقيتات محاضراتهم أو سكاشنهم حتى لا يتسببوا بالإحراج لأنفسهم إنْ وجدوا أنفسهم في قاعة أو معمل لا يفترض بهم الحضور بها أو به.
6- المدن الجامعية بيئة اختلافات ثقافية هائلة؛ لأنها تجمع طلاباً من الريف والحضر والبدو، ومن مناطق جغرافية متنوعة، ومن طبقات متوسطة وعاملة ومطحونة. ولذا، وَجَبَ التنويه بضرورة أن يسلك طلاب الفرقة الأولى ممن يسكنون في المدن الجامعية بحذر، ويا حَبَّذا لو استطاعوا التنسيق ليسكنوا مع زملاء من بيئة ثقافية متشابهة ووسط اجتماعي متقارب.
7- كل هذه الاختلافات الثقافية المشار إليها تَظْهَرُ أكثر ما تظهر في اللهجات المستخدمة والتي قد يثير بعضُها امتعاضاً أو سخرية أو سوءَ فهم لدى بعض طلاب الفرقة الأولى الذين لم يتعودوا على سماع شيء يختلف عن لهجتهم حيثما نشأوا.
ولذا، يجدر بهؤلاء الطلاب أن يبتعدوا عن استخدام الأصوات والكلمات والتعبيرات بالغة الخصوصية في بيئاتهم واستخدام البدائل الأكثر شيوعاً. فعلى سبيل المثال، قد يثير صوت الدال في كلمات ينطقها أغلب المصريين بصوت الجيم مثل "دَمَال" بدلاً من "جَمَال" و"دِهَاز" بدلاً من "جِهَاز"، أو كلمات مثل "عَرُوس" بدلاً من "بتنجان" أو "مَشْرُوع" بدلاً من "ميكروباص"، أو "اجقفل خشمك" بدلاً من "اسكت" أو الأمثال الشعبية التي يصعب فهمها مثل "بيت النَّتَاش ما يِعْلَاش" بدلاً من "إن كنت كذاب، ما تنساش".
وقد يشعر البعض بأنني هنا أشجع على تجاهل هوية الطلاب والتنكر لثقافتهم، لكن ما أقصده هو تجنب الاختلافات الثقافية واستخدام الشائع المقبول بدلاً من النادر المجهول، والنصيحة ليست لفرد دون غيره ولا لثقافة دون غيرها، والهدف هو التلاقي والتفاهم بديلاً عن سوء الفهم المتوقع جَرَّاء استخدام خصوصيات اللهجات.
8- تفترض لوائح الجامعات والمعاهد أن طلاب الثانوية العامة قد دَرَسُوا مقررات معينة بمستوى معين، لكن هذا الافتراض غير حقيقي في أحيان كثيرة. ولذا، يُرجى من طلاب الفرقة الأولى أن يتوقعوا أزمة دراسية في بداية الدراسة الجامعية، وهي أزمة لا تستطيع الأمهات حَلَّهَا كما تَعَوَّدَ أبناؤهن، وإنما الحل في تشمير الساعد والدراسة الحقيقية بجد واجتهاد لا غير. وعموماً، يظل العام الدراسي الجامعي الأول تجربةً لعالم جديد يَجْدُر بطالب الفرقة الأولى تركه فوراً إن لم يكن متناغماً مع قدراته واهتماماته.
9- مَشَاهِد وقوع الكشكول والنظرة الأولى بين شاب وفتاة مَشَاهِد سينمائية لا تمت للواقع بصلة.
10- الانطباعات الأولى تدوم، فحاول أن تجعل من يتعامل معك لأول مرة يدعو لمن تولى تربيتك، لا أن يدعو عليهما.
عام دراسي سعيد موفق للجميع.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.