ليلة لا تنسى عشتها مع المغاربة في مدنهم، في عتمة الليل القاتم وصمت اللحظات القاسية، واجه المغاربة كارثة زلزالية هائلة هزت أرضهم بشدة، لكنهم تصدوا لها بروح قوية وقلوب مليئة بالتضامن والإخاء. كانت إجراءات الاستجابة الاستعجالية هذه ليست مجرد إجراءات عابرة، بل كانت ملحمة إنسانية تحمل في طياتها قصة البقاء والتماسك في وجه الشدائد. من الحوز إلى مراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت. كانت ليلة مظلمة، ورهيبة، وصعبة للغاية. زلزال قوي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر هز البلاد، ولم يكن لديه شفقة تجاه أحد، أخذ الكثير من الأرواح وأصاب الكثيرين بجروح.
المناطق كلها تأثرت، ومدن كاملة انهارت أمام أعين المواطنين، وعائلات بأكملها أصبحت مشردة في الشوارع. كانت الصرخات تتردد والأطفال يبكون، والنساء يعولن على الله، والرجال يبذلون كل ما في وسعهم لمساعدة كبار السن والضعفاء قبل أن تسقط المنازل عليهم. كانت لحظات من الفزع والهلع تسيطر على المدينة، والسكان يبحثون عن ملاذ آمن بعيداً عن الأماكن المهددة بالسقوط.
المغرب يواجه عواقب وخيمة لزلزاله المدمر، حيث تستمر الجهود الشاقة لدعم الضحايا وإعادة البنية التحتية المتضررة. تظهر مشاهد مروعة لقرى مدمرة تماماً وآلاف المشردين يعيشون في ظروف صعبة. يتم تقديم المساعدة لمنكوبي الزلزال بالمغرب. ومع ذلك، يشير مغربيون إلى صعوبة وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، بسبب وجود أحجار جبلية على الطرقات المؤدية للقرى الجبلية المنكوبة، مما يزيد من تعقيدات الوضع الإنساني المأساوي الذي تمر به البلاد.
عائلة صغيرة مكونة من ثلاث أسر كانوا يعيشون في وحدتهم الصغيرة في مدينة مراكش المغربية. قرروا أن يجتمعوا في تجمع عائلي مميز في ليلة جمع. كانت اللحظات تمر كما لو كانت خيوطاً ذهبية تربط قلوبهم، يضحكون ويتحدثون، وأطفالهم يلعبون بفرح.
ثم جاءت هزة قوية، هزة أرضية مدمرة اهتزت بهم وبمنزلهم. أفقد الزلزال الأب جاذبيته ورمى به خارج المنزل إلى الشارع المظلم. وعندما نهض وأعاد التفكير، انكسرت عائلته إلى شظايا. اختفى أحد أبنائه، وشقيقه وأسرته بأكملها. نظر إلى المنزل الذي كان يعرفه جيداً ورأى فقط أنقاضه وذكرياته المحطمة.
كان العالم حوله قد تغير بشكل كبير. رؤى المنازل المهدمة والشوارع المدمرة جعلته يشعر أنه في عالم غريب. "ماذا حدث؟" هذا هو السؤال الذي يدور في عقله. "كيف واحدة من أسعد اللحظات في حياتي تحولت إلى هذا الكابوس؟!"..
بدأ في البحث عن أفراد عائلته، يبحث بين الأنقاض بفارغ الصبر، لكنه لم يجد سوى الدمار والصمت. بدأ يفكر بمصيره وماذا سيفعل بعد هذه الكارثة. كيف سيعيش بدون عائلته وبيته الذي كان يعني العالم بالنسبة له؟
بينما يجلس وحيداً في الظلام، يفكر في كيفية بناء حياته من جديد ومساعدة الناجين الآخرين. تدفعه الإرادة والإصرار إلى البقاء قوياً في وجه هذه الكارثة الغامضة، على الرغم من الدموع التي لا تتوقف عن الجريان والقلب الثقيل الذي يحمله.
بعد انتهاء الزلزال ومع بدء عمليات الإنقاذ، تم العثور على جثث العائلة تحت الأنقاض. توفوا جميعاً.
هذه القصة تلقي الضوء على جرح الألم العميق والخسائر الفادحة التي يمكن أن تخلِّفها الزلازل. إنها تحكي قصة تحول مفزع في حياة البشر، حيث يُعيد الزلزال ترتيب الخرائط الروحية ويجعلها تنقلب رأساً على عقب.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.