لا حرج من التَّصريح بداية أنَّ القراءة التي نمارسها تجمع الذَّاتيَّ والموضوعيَّ، أو إن شئتم، تجمع البعدين الثقافيَّ والحضاريَّ، ونعني بالبعد الأول كلَّ ما يميز مجتمعاً ما عن غيره روحيّاً وماديّاً وفكريّاً وعاطفيّاً. وأمَّا البعد الثَّاني فنقصد به ذلكم التَّلاقي والتَّشارك بين المجتمعات والثَّقافات؛ حيث لا يشكُّ شخصان -على الأقل في عصـرنا هذا- أنَّ ما يجمع الإنسان أكثر ممَّا يفرقه.
ومن المسائل الأساس في أيَّة قراءة الاختيار، لكونه موقفاً سواء اتُّخذ عن وعي أو عن غير وعي. ولعل اختيارنا لمسلسل Black Knight هو من باب الزِّيادة في التَّأكيد على ما نراه جديراً بالمناقشة والمتابعة والتَّفاكر، خاصَّة في سياقنا الإسلاميِّ والعربيِّ.
ولسنا ندّعي أن قراءتنا لهذا العمل السينمائيِّ ستكون شاملة، بمعنى أننا سنتجاوز الكثير من الأمور المرتبطة بما هو تقني (التصوير، والإخراج، والموسيقى، والحبكة…) وبما هو أدائي (التمثيل، والحوارات، والشخصيات…) تاركين المجال من جهة لأصحاب الاختصاص، ومن جهة أخرى مكثفين القراءة فيما نحسبه هو المميز لهذا العمل، وهو ما وسمناه بــ: سؤال البيئة في مسلسل Black Knight.
وقبل أن نطلق العنان لتأملاتنا في هذا السؤال الوجوديِّ المتمثل أساساً في علاقتين اثنتين مترابطتين لا انفصام بينهما؛ علاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالبيئة. نحيل إلى أمر غاية في الأهمية، وهو سياق صدور هذا المسلسل، حيث صدر عقب أزمة صحيَّة عالميَّة كبرى، شهدت فيه الإنسانيَّة أموراً قريبة من الخيال، وخبرت أثناء هذه الأزمة الصحيَّة وبعدها قيماً لطالما كانت منسية ومهمَّشة، إذ أصبح الإنسان يعي ما ينفع وجوده وما لا ينفع، وكثيراً ما يكون هذا الوعي من صميم واقع الأزمة، فإن انقضت انقضى، ولا يمكث إلا عند أولي العزم من الرِّجال والنِّساء.
ونزيد على سياق الأزمة، سياق النِّقاش الدائر سياسيّاً واقتصاديّاً وإيديولوجيّاً على الأقل منذ مستهل الألفية الثالثة، فيما بات يُعرف بالخطاب الإيكولوجيّ، نظراً لما وصله منسوب التَّلوث على الأصعدة كافة؛ سواء على مستوى الماء أو الهواء أو الأرض… وانعكاسات كل ذلك على الإنسان جسديّاً ونفسيّاً وفكريّاً وأخلاقيّاً… وما أثاره هذا النِّقاش الإيكولوجيُّ من تداخل ما هو تكنولوجيّ وصناعيّ وحضاريّ بالواقع المأزوم الذي يعرفه عالمنا. حيث صار الوباء والجوع والتلوث ثابتاً وليس طارئاً، ممّا يستدعي وضع استفهامات وراء هذا التَّحول الخطير.
ولعل سلسلة Black Knight هي إحدى الإجابات الممكنة عن بعض تلكم الاستفهامات، رغم أن بداية المسلسل وتفاصيله تربكان الـمُشاهد للوهلة الأولى، إذ يرى المُشاهد ويسمع أول الأمر أنَّ مذنّباً اصطدم بالأرض، مما جعل كل القارات تدمّر. وحوَّل بشكل خاص شبه الجزيرة الكورية إلى صحراء، بمعنى أنها أصبحت مملوءة عن آخرها بالرمال، ماحية كل ما صنعه الإنسان من بنيات تحتية.
وهذا الاصطدام وما خلفه من تلوث هو سبب وفاة 99% من السكان، حيث نجا فقط 1% منهم، وهؤلاء الناجون لا يستطيعون الاستمرار في العيش دون الأوكسجين، مما أدى إلى اختراع النواة الهوائية العملاقة التي تحول "الأوكسانيوم" حسب المسلسل إلى أوكسجين.
في حين يفهم المُشاهد بعد تتالي المَشاهد والحلقات أن سبب التلوث هو الإنسان ممثلاً في شركة "تشيونميونغ"، التي يكمن مصدر قوتها في امتلاكها النواة الهوائية العملاقة، أو بتعبير آخر: "تملك الأوكسجين، تملك الحياة".
وبهذا الامتلاك استطاعت شركة "تشيونميونغ" التحكم في ما تبقى من البشـر، وأصبحت الدولة بمؤسساتها لا تضاهيها قوة، وذلك واضح في المَشاهد التي نرى فيها رئيس الشـركة جالساً في مقره، ورئيسة الحكومة ووزير الدفاع يأتيان إليه باستمرار لمشاورته والتداول معه في شؤون الدولة والمواطنين، خاصَّة مشروع التهجير.
هذه الإجابة المركبة والحذرة في الآن نفسه، التي يقدمها المسلسل بخصوص تبيان السبب وراء التَّلوث الذي يعمّ العالم سنة 2071، يمكن تفكيك طرفيها كالآتي:
رغم أن السبب الرئيس في بداية التلوث قبل أربعين سنة -أي سنة 2031 حسب المسلسل- كان بفعل اصطدام مذنب بالأرض، فإن الإنسان هو المساهم الرئيس في جعل التلوث مستمراً وفتاكاً إلى ذاك الحد الذي نشهده في تفاصيل المسلسل، حيث صار يُرى في كثرة التلوث ربحاً، وفي قلته خسارة.
وسنقف في تفاعلنا مع سؤال البيئة وارتباطاته في مسلسل Black Knight سبع وقفات سريعة:
الوقفة الأولى: مصير البشريَّة
أصبح مصير الإنسان رهن الشركات الكبرى التي تهيمن على مصادر عيشه ووجوده، خاصة في ظل الأزمات المدبرة، حيث يُظهر المسلسل تحكم مجموعة "تشيونميونغ" في كل ما يتعلق بالنقل والتوصيل، والأدوية والمستلزمات الطبيَّة، والأوكسجين وما يرتبط به، والتَّغذية، والإعلام، والرياضة، والسياسة… ولا شكَّ أن منطق الشـركة في آخر المطاف هو منطق الربح والربح الأكثر، فما كان مدراً للربح في نظرها هو الأجدر والأنفع والأحق… وبالتالي، إن أصبح الهواء أنظف حسب منطقهم سيخسـرون كل شيء، لذا، فالحل هو الاستمرار في تلويث الهواء لكي يحافظوا على مصدر قوة الشـركة؛ المتمثل في حاجة الناس إلى شراء الأوكسجين، وبهذه الممارسات سيظل الإنسان رهين إمدادات الشركة وتحت رحمتها.
الوقفة الثانية: الأقليَّة والأكثريَّة
تعكس مشاهد المسلسل تصنيفات كثيرة للسكان من عامة وخاصة وأساسيين ولاجئين ورجال التسليم وصيادين… وهؤلاء كلهم يمكن جمعهم في تصنيف ثنائي يضم الناجين من الاصطدام (1%) وغير الناجين (99%)… وهذه التصنيفات وغيرها (حسب المسلسل) تصبّ في اتجاه واحد، وهو أن الأكثرية تعاني والأقلية تستفيد وتتمتع بالخيرات. ويتضح جلياً هذا الاتجاه في إجراء مئات التجارب على الأطفال من أجل إنقاذ "ريو" المحتضر ابن رئيس شركة "تشيونميونغ"، وكذا، في إلإبادات الجماعية التي قام بها رئيس شركة "تشيونميونغ" ثم ابنه "ريو".
وبالتالي، يمكن أن نصل إلى أن احتكار ما به يستمر الناس في الحياة والوجود كفيل بخلق تفاوتات طبقية واجتماعية صارخة، تجعل كفة الاجتماع البشري في اختلال دائم.
الوقفة الثالثة: الرياضة طُعم
من القضايا التي استوقفتنا أثناء تتبع تفاصيل المسلسل، قضية توظيف الرياضة من أجل الاستدراج والتلهية وحشد أكبر قاعدة ممكنة من اللاجئين قصد إبادتهم جماعيّاً، لكون هؤلاء اللاجئين حسب منطق "ريو" يستهلكون الأوكسجين دون فائدة تُرجى منهم، مما جعله يتساءل في أحد المشاهد قائلاً: ألا يجب على الناس أن يدفعوا ثمن التمتع بحياة أفضل؟
إذن، فالصواب وفق منطق "ريو" هو التخلص من منحطي المقام، دون أن يرف لنا جفن، وهذا المنطق في نظره هو الكفيل بإنشاء عالم أفضل.
ومسألة التوظيفات حسب المسلسل ليست مقتصـرة على الرياضة باعتبارها طعماً واستدراجا، بل تشمل حتى مسألة التَّلقيح الطبيِّ الذي باشرته شركة "تشيونميونغ" من أجل إدماج اللاجئين في مشروع الهجرة غطاءً للاستمرار في قتل ما تبقى من اللاجئين، بمعنى أصبح التطعيم واللقاح وسيلتين للقتل لا للعلاج.
الوقفة الرابعة: المستقبل
تجري أحداث المسلسل في شبه الجزيرة الكورية سنة 2071، بمعنى أنه يقدم لنا تصوراً تنبؤيّاً عن وضع العالم وقتئذ في كثير من المستويات، لعل أبرزها البيئة والتَّقنية، حيث لا تنفك مشاهد المسلسل من توضيح التَّقدم الهائل الذي يشهده عالم التَّقنية والذَّكاء الصناعيّ، وفي المقابل، التَّردي الخطير الذي وصلت إليه البيئة، إذ بلغ منسوب التلوث أقصـى درجاته بفعل تدخل الإنسان.
إضافة إلى هذا، فالتنبؤ بالمستقبل أو إعطاء سيناريوهات للمستقبل سواء على المستوى القريب أو المتوسط أو البعيد انطلاقاً مما خبرته الإنسانيَّة في الماضي، ومما تعيشه في حاضرها، لا يعني بالضرورة الوقوع في المحظور، أو فيما تم توصيفه بشكل حتميِّ، بل الأصل هو تفادي القادم، وذلك بالوعي بالحاضر، بمعنى أن معرفة المستقبل يجعل الإنسان أكثر وعياً بالحاضر ومتطلباته. وبالتالي، فإن خبر الإنسان ماضي البشـرية واستفاد منه، ودرس المستقبل واعتبر منه، فلا شكَّ أنَّه سيعيش حاضراً يكفل له مستقبلاً أفضل، ويسهم لا محالة في إرساء التغيير المنشود.
ومن الأمور الأساس المثارة في تفاصيل المسلسل مسألة الذكاء الصناعي الذي سيشهد لا محالة طفرات نوعية في المستقبل، يبقى فقط طريقة توظيفه توظيفاً يخدم الإنسان والإنسانية؛ والقصد من وراء قولنا الإنسانية الإشارة بشكل رئيسي لكل ما يرتبط بالإنسان أخلاقاً، وصحة، وبيئة.
الوقفة الخامسة: معنى أن تفكر
سنقتصر في هذه الوقفة على تحليل المشهد الأخير من الحلقة الثالثة، حيث نرى "سا وول" الفتى اللاجئ منخرطاً في سباق سيارات -من أجل الوصول إلى المباراة النهائية التي تخوِّل له التَّرقي الاجتماعيّ والانضمام إلى رجال التَّسليم- وأمامه خياران، إمَّا العودة للوراء لمساعدة متسابقة تتلقى وابلاً من الرصاص من الصيادين واللصوص، أو الاستمرار في السِّباق والاتجاه إلى الإمام قصد الحلول في المرتبة الثانية والتأهل للمباراة النهائية، في تلك اللحظة بالذات، نشاهد "5-8" يقول في نفسه آمراً "سا وول"، وهو يشاهد تردده عبر التلفاز: لا تفكر.
وفي الوقت نفسه، يخاطب "سا وول" نفسه قائلاً: فَكرْ. ويُختم المشهد بعودة "سا وول" إلى الوراء لإنقاذ المتسابقة، وبنعت "5-8" "سا وول" بالغبي، وطأطأة رأسه مع ابتسامة مكبوتة.
ما نصل إليه، أن "فَكرْ" التي اعتملت في أعماق "سا وول" دالة على إنسانيَّة الإنسان، وما تحمله من أخلاق التَّضامن والتَّقاسم والتَّعاون والتَّعاطف… وأنَّ "لا تفكر" تساوي -على الأقل في سياق المشهد الذي نحن بصدده- لا تكن إنسانيّاً، بمعنى لا تتضامن مع المتسابقة، واتركها تلاقي مصيرها المحتوم وحدها.
إضافة إلى هذا، فلفظة "الغبي" تفيد بعض المرات الإنساني، وفي المقابل تفيد لفظة "الذكي" اللا إنساني.
الوقفة السادسة: التَّقنية
إلى جانب سؤال البيئة الذي هيمن على تفاصيل المسلسل ومشاهده وحواراته نجد سؤالاً آخر يفرض نفسه بالقوة نفسها، وهو سؤال التقنية، الذي كان من الأسباب المباشرة والرئيسة في تمكن شركة "تشيونميونغ" من امتلاك الأوكسجين، وبالتالي امتلاك القدرة على التحكم في دوالاب الدولة وشؤون المواطنين، إذ يرى المُشاهد مَشاهد كثيرة تُبرز الحد الذي وصلت إليه التقنية، والتوظيف السلبي الذي مارسه مالكوها، حيث استطاعوا من خلال التجارب على البشر ومعرفة بياناتهم الشخصية والحيوية من برمجة الكثير من الصيادين على القتل والاختطاف دون رحمة أو شفقة، وفي حالة الفشل في إحدى مهماتهم يقتل الصيادون أنفسهم بطريقة آلية دون أدنى تردد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يستطيع "ريو" بضغطة زر إدارة أعناق موظفيه أو تفجيرهم داخليّاً.
ونفهم من خلال مجريات المسلسل مدى تأثير التقنية في الوضع الذي يعيشه العالم، وذلك راجع -كما أسلفنا- إلى توظيفات مالكي زمام التقنية واستعمالاتهم لها، سواء فيما يفيد أو فيما يضر، فبضغطة زر يمكن أن يعيش السكان في بيئة نقية نظيفة، وبأخرى يمكنهم أن يعيشوا الويلات، وألا يستطيعوا الخروج من منازلهم إلا بمساعدة التقنية وإفرازاتها.
إضافة إلى هذا، يتبين للمُشاهد الكثير من الأسئلة المرتبطة بالتقنية في علاقاتها بالإنسان والبيئة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: مسألة الامتزاج بين الإنسان والآلة؛ وقد شخص هذه المسألة فئة المتحولين، وخاصة شخصية "سا وول" الذي أُصيب برصاصة قاتلة في رأسه، ومع ذلك لم يمت. وكذا، مسألتا برمجة الإنسان وقتله عن بُعد سالفتي الذكر، وأخيراً، التعرف على بيانات الإنسان الشخصية والحيوية والطبية، وميولاته الفكرية والعاطفية وأماكن وجوده، وكذا، المدن الافتراضية الجاهزة لنوعية خاصة من السُّكان.
الوقفة الأخيرة: اللغة
عندما يثار أيُّ موضوع له علاقة بالإنسان تحضـر اللغة، باعتبارها من المحددات الأساس التي تميزه عن باقي الكائنات في الوجود. ولا شكَّ أنَّ تتبع كلّ ما يرتبط بسؤال اللغة في المسلسل يحتاج وحده إلى مقال مفصّل آخر، وذلك راجع لارتباط اللغة بكلِّ ارتباطات الإنسان، فنجد مثلاً: علاقة اللغة بالتقنية والذكاء الصناعي، وسؤال اللغة في المستقبل، والارتباط الجدليِّ بين اللغة والفكر.. إلخ.
لكن ما نود لفت الانتباه إليه في هذه القراءة العجلى هي مسألة التَّسمية، حيث لا يتعود المُشاهد أثناء تتبعه تفاصيل المسلسل من أسماء بعض الشخصيات، مثل أسماء رجال التَّسليم المتكونة من رقمين كالآتي: (8-5)، (7-5)، (3-3)، (2-5)، (4-2)، (1-4)… إلخ، ومثل أسماء أصدقاء "سا وول" الدَّالة في مستواها السطحي على القدح: (عديم الفائدة)، (أحمق)، (غبي)…
إضافة إلى ما قلناه في الوقفة الخامسة بخصوص دلالة عبارات "فكر" و"لا تفكر" و"غبي"، فالتسمية بالأرقام تدل في سياق المسلسل على وظيفة يشغلها لاجئ ترقى اجتماعيّاً، فإن مات سمي بذلك الرقم شخص آخر، وهذه التسمية فيها تحييد وتجريد للإنسان لما للاسم من أبعاد اجتماعية ونفسية وثقافية وتاريخية. وكذا، التسمية بالقدح يمكن أن نفهم منها الدَّلالة على البراءة والفطرة التي تسمو بالإنسان وتجعل أفعاله وأقواله طبيعيين ومشدودين في الآن نفسه بكل ما هو بسيط ونقي وإنساني، وما يؤكد هذا الفهم احتضان "الجد" لـ"سا وول" وأصدقائه ورعايتهم في منزله، وبالموازاة مع ذلك، اهتمامه بالتربة والنباتات، كأننا به يسهر على حفظ أخلاق الإنسان وفطرته من جهة، ويعمل جاهداً للحفاظ على ما تبقى من الأمل في عودة التربة والنباتات إلى الحياة من جديد.
خاتمة: لنبني حياة أفضل
نصل في خاتمة هذه القراءة السريعة إلى القول إن المسلسل يضع سؤال البيئة باعتباره سؤالاً جوهرياً يحدد وجود الإنسان ومصيره، أمام هذه التحولات والطفرات التي يشهدها الإنسان ويقف أمامها عاجزاً عن القول بله الفعل، لذا، فهو يسائل الحاضر بالمآل، ويسائل الإنسان في (وضعه المرفه) بوضعه البئيس إن استمر على هذه الحال، ويقترح ضمنياً حلولاً حتى وإن بدت صعبة المنال فهي ليست من باب المستحيل، تتركز في الدعوة إلى السعي لبناء حياة أفضل، وذلك لن يتأتى إلا إذا كان البناء بناءً جماعيّاً.
وبالتالي، فالمسلسل من بدايته إلى نهايته يحذّر الإنسان من الآتي ومن المستقبل، لكن ليس بمعنى التأبيط والاستسلام، بل المرجو من هذا الحذر والترقب، الوعي بالحاضر من أجل بناء مستقبل أفضل. ولعل المَشاهد التي تُبرز عناية "الجد" بالنباتات باستمرار في غياب الشروط الملائمة لحياتها هو أمل في عودة الحياة -رغم تلك الظروف الصعبة- إلى وضعها الطبيعي.
وبناء على هذه التأملات، فلنعمل معاً من أجل ترك الأرض أفضل مما هي عليه الآن، عسى أن ينعم الأحفاد كما نَعِمَ الأجداد.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.