أُجبر رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت، أمس الثلاثاء، على تقديم استقالته من منصبه إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد، حسب وكالة "فرانس برس".
قرر نويل لو غريت (81 عاماً) الاستقالة من المنصب الذي شغله منذ 2012، وذلك بعدما عصفت به اتهامات بـ"التحرش والتحيّز الجنسي"، ثم قسمت ظهره تصريحاته ضد أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان بعد نهاية كأس العالم قطر 2022.
تفاصيل الإطاحة بنويل لو غريت
تلك الاتهامات الخطيرة تولت التحقيق فيها لجنة تدقيق من المفتشية العامة للتعليم والرياضة والأبحاث. خلص تقرير اللجنة إلى إدانة لو غريت ووصفته بأنه "لم يعد يتمتع بالشرعية اللازمة لإدارة الاتحاد وتمثيل الكرة الفرنسية بسبب سلوكه تجاه النساء وسوء إدارته لشؤون الاتحاد".
كما أوضح التقرير أن سياسة الاتحاد الفرنسي بشأن التمييز على أساس الجنس والعنف الجنسي "ليست فعالة".
لو غريت لم يكن الهدف الوحيد لتحقيقات اللجنة، حيث استهدف التقرير ممارسات المديرة العامة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فلورانس هاردوان، التي تم تعليق مهامها، معلقاً على ممارساتها بأنه "يمكن وصفها بالوحشية".
تحركت أولى قطع الدومينو بعد شهادة وكيلة أعمال اللاعبات، سونيا سويد، والتي اعتمدت عليها لجنة التحقيق بشكل كبير. ففي شهادتها على ممارسات لو غريت قالت سونيا سويد: "في كل مرة، الشيء الوحيد الذي يثير اهتمامه، وأنا أعتذر عن التحدث بطريقة مبتذلة، هو ثديي ومؤخرتي".
وأوضح التقرير أنه "نظراً لسلوكه تجاه النساء، وتصريحاته العامة وإخفاقات إدارة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، لم يعد السيد لو غريت يتمتع بالشرعية اللازمة لإدارة وتمثيل كرة القدم الفرنسية".
وذكر التقرير أن موقفه تجاه النساء "يمكن وصفه على الأقل بأنه متحيز جنسياً"، وقال إن هناك أدلة على أن سلوكه "من المرجح أن يُعتبر إجرامياً"، وهي كلها اتهامات ينفيها لو غريت.
على الرغم من ثقل الفضيحة التي أطاحت به، إلا أن مسيرة لو غريت في عالم كرة القدم ما زالت مستمرة، حيث عينه رئيس فيفا، جياني إنفانتينو، مسؤولاً عن مكتب باريس، وفقاً لعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي إريك بورغيني.
"لم أكن حتى لأرد على المكالمة"
أما فيما يخص تصريحاته ضد زين الدين زيدان، فلقد اعترف لو غريت بخطئه في حق الأسطورة الفرنسية، مؤكداً في مقابلة عبر صحيفة ليكيب الفرنسية: "ما قلته كان غير مناسب".
بعد نهاية كأس العالم 2022، جدد لو غريت عقد ديدييه ديشامب حتى صيف 2026، ثم هاجم زيدان بضراوة.
حينما سأله صحفي عن رأيه في الشائعات حول إمكانية تدريب زيدان لمنتخب البرازيل، ردّ: "لا أهتم، يمكنه الذهاب أينما يريد، لم يحاول الاتصال بي، ولا أفكر حتى في رفع سماعة هاتفي للحديث معه". كما رد على سؤال حول ما إذا كان تلقى اتصالاً من زيدان، قائلاً: "زين الدين زيدان.. لم أكن حتى لأرد على المكالمة، لأقول له ماذا؟ مرحباً يا سيد، لا تقلق، ابحث عن نادٍ آخر، لقد توصلت إلى اتفاق مع ديشامب".
حاول لو غريت تفسير تهوره واحتداده غير المبرر، فقال موضحاً لصحيفة "ليكيب" الفرنسية: "كنت عائداً لتوّي إلى باريس (من قطر)، وكان ذلك هو الصحفي الثالث الذي سألني عن زيدان، كنت ودوداً مع الصحفي الأول والثاني، ولكن الثالث لا أتذكره، لأنها كانت مكالمة عبر الهاتف".
وشرح: "تصرفت بعدم ذكاء، أود أن أصفع نفسي بسبب ما قلته، ما كان يجب أن أصرح بهذه الطريقة أبداً، لكنني اعتذرت على الفور".
تسببت تلك التصريحات في ضجة كبيرة، حيث وصفها كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان بأنها عدم احترام لقيمة زين الدين زيدان، بينما طالبته وزيرة الرياضة الفرنسية بالاعتذار.