في السنوات الأخيرة، كان هناك العديد من القضايا الجنائية البارزة التي تورط فيها مشاهير متهمون بجرائم خطيرة مثل الاغتصاب. أثارت هذه القضايا جدلاً واسع النطاق حول دور المشاهير في المجتمع، وما إذا كانت لديهم مسؤولية استخدام منصتهم لتعزيز العدالة والمساءلة، أو للدفاع عن أصدقائهم بغض النظر عن ذنبهم.
لسوء الحظ، اختار العديد من المشاهير الخيار الأخير، وقد شكلت أفعالهم سابقة خطيرة لملايين الأشخاص الذين يتطلعون إليهم.
تصدر المطرب المغربي سعد لمجرد عناوين الصحف في الأسابيع الأخيرة، النجم الذي صعد إلى أوج الشهرة وصاحب الأغنية الناجحة "لمعلم"، أدين مؤخراً بالاغتصاب في محكمة فرنسية وحكم عليه بالسجن 6 سنوات، رغم خطورة التهم الموجهة إليه، استمر لمجرد في تلقي الدعم من بعض أبرز المشاهير المغاربة.
هذا السلوك المنافق لافت للنظر بشكل خاص لأن المشاهير غالباً ما يصورون أنفسهم على أنهم دعاة للعدالة الاجتماعية وأبطال للمستضعفين. إنهم يتحدثون ضد عدم المساواة، بل يعززون قضايا مثل المعادلة بين الجنسين والمساواة العرقية، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أصدقائهم، يبدو أنهم ينسون كل هذه المبادئ.
أثارت هذه التصريحات غضباً واسع النطاق بين المغاربة الذين يجادلون بأن الدفاع عن مغتصب مُدان ليس أمراً مستهجناً أخلاقياً فحسب، بل يبعث أيضاً برسالة خطيرة إلى كل ناجٍ من الاعتداءات الجنسية.
أحد التفسيرات المحتملة لهذا السلوك هو أن المشاهير يحاولون ببساطة حماية سمعتهم ووظائفهم من خلال الدفاع عن أصدقائهم، قد يعتقدون أنهم يظهرون الولاء ويتجنبون الدعاية السلبية، لكنهم بفعلهم ذلك، يكرسون أيضاً ثقافة الصمت والإفلات من العقاب حول العنف الجنسي أو أي قضية مماثلة. يرسلون رسالة إلى الناجين مفادها أن تجاربهم لا تؤخذ على محمل الجد، وأن سمعة الجاني أهم من الضرر الذي تسبب فيه.
مهما كانت الأسباب وراء ذلك، فإن نفاق المشاهير الذين يدافعون عن أصدقائهم المتهمين بالاغتصاب ظاهرة مقلقة، إنه يقوض التقدم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة لزيادة الوعي بالعنف الجنسي وتمكين الناجين من التحدث علانية لأنه يعزز ثقافة الصمت والإفلات من العقاب، ويوضح بشكل لافت رسالة عنوانها بالأحمر وبالخط العريض "العدالة هي فقط لمن يتمتعون بالسلطة والنفوذ".
كما كتبت أعلاه، يبدو أن العديد من المشاهير الذين يدعمون علناً قضايا مثل حقوق المرأة والعدالة الاجتماعية على استعداد تام للتخلي عن هذه المبادئ عندما يُتهم أصدقاؤهم المشهورون بارتكاب الأخطاء، فبدلاً من المطالبة باتخاذ موقف عقلاني أو محايد، غالباً ما يندفعون للدفاع عن أصدقائهم، والتشكيك في شرعية المزاعم ورفض الاستماع إلى تجارب أولئك الذين تعرضوا للأذى.
في حين أنه من غير المرجح أن يختفي الجدل الدائر حول هذه القضية في أي وقت قريب، فقد سلط الضوء على أسئلة مهمة حول دور المشاهير في تشكيل الرأي العام والحاجة إلى مزيد من الوعي والعمل.
في نهاية المطاف، يعد النفاق الاجتماعي للمشاهير الذين يدافعون عن أصدقائهم المشهورين المتهمين بقضايا جنائية مثل الاغتصاب اتجاهاً مقلقاً للغاية يمثل نموذجاً سيئاً لملايين الأشخاص الذين يتابعونهم، ويتحمل المشاهير مسؤولية استخدام مكانتهم وحساباتهم التي يتابعها الملايين، لأنه من خلال من عدم الوقوف بالمنطق لتحقيق العدالة، فإنهم يخاطرون بإدامة هذه الأفكار الضارة، والترويج لخطاب مفاده أن الشهرة والقوة أهم من النزاهة والأخلاق.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.